محتوي الموضوع
كلمات قصيدة التأشيرة التي سطرها و صرح بها الشاعر المصري المعروف هشام الجخ، هشام الجخ من الشعراء الذين تميزوا بعزوبة الكلمات و الكيفية الراقية لإستخدامها حتى تصل معانيها لكل طوائف الشارع العربي الأصيل و قد وصل بكلماته عبر حدود الوطن بالرقي المستمر و كلماته التي تتناغم معنا و قوافينا العربية الأصيلة، فهو من شعراء جمهورية مصر العربية و تمتد أصوله إلى صعيد مصر المعروف عنه حسن إتباع الكلمة و لنا في شاعرنا الراحل عبدالرحمن الأبنودي خير دليل لذلك، للشاعر هشام الجخ عدة قصائد شعرية و له دواوين شعرية تحث الشارع العربي على التلاحم و الترابط في اكثر من قصيدة تحمل إسم و حرف هشام الجخ، و نحن هنا سننال من قصائده قصيدة بعنوان التأشيرة و التي تتميز بإجمالها عدة أمور منها التسبيح لله وحده و كيف هو حالنا من الوحدة العربية و الحدود التي لا نعترف بها فيما بيننا شعب عربي واحد التكاتف و التكالب مثل جسد واحد و غير التفرقة التي لا نعتمد عليها فيما بيننا و كل الشعب العربي الأصيل الأعراق.
بداية قصيدة التأشيرة
أسبِّح باسمك اللهُ
و ليس سواكَ أخشاهُ
و أعلَمُ أن لي قدَراً سألقاهُ، سألقاه
و قد عُلِّمتُ في صغري بأن عروبتي شرفي
و ناصيتي و عنواني
و كنا في مدارسنا نردد بعضَ ألحانِ
نُغنّى بيننا مثلا
بلاد العُرب أوطاني، و كل العرب أخواني
و كنا نرسمُ العربيَّ ممشوقاً بهامتِه
لَهُ صدرٌ يصدُّ الريحَ إذ تعوي مهاباً في عباءته
و كنا مَحْضَ أطفالٍ تحرّكنا مشاعرُنا
و نسْرحُ في الحكايات التي تروي بطولتَنا
و أن بلادنا تمتد من أقصى إلى أقصى
و أن حروبنا كانت لأجْل المسجدِ الأقصى
و أن عدوَّنا صهيونَ شيطانٌ له ذيلُ
و أن جيوش أمتِنا لها فعلٌ كما السّيلُ.
و شاهد أيضاً اشعار حكم قصيرة وجميلة لعمالقة الشعر العربي.
من أبيات قصيدة التأشيرة
سأُبحرُ عندما أكبرْ
أمرُّ بشاطئ البحرين في ليبيا
و أجني التمرَ من بغدادَ في سوريا
و أعبر من موريتانيا إلى السودان
أسافر عبْر مقديشيو إلى لبنان
و كنتُ أخبئ الألحان في صدري و وجداني
“بلاد العُرْب أوطاني ، و كل العرب أخواني”
و حين كبرتُ، لم أحصلْ على تأشيرةٍ للبحر
لم أُبْحِرْ
و أوقفني جوازٌ غيرُ مختومٍ على الشباك
لم أعبُرْ
كبُرتُ أنا و هذا الطفل لم يكبُرْ
تقاتِلُنا طفولتُنا
و أفكارٌ تعلَّمنا مبادءَها على يدِكم
أيا حكامَ أمتِنا
ألستم من نشأنا في مدارسكم ؟
تعلَّمنا مناهجَكم
ألستم من تعلمنا على يدكم
بأن الثعلبَ المكارَ منتظِرٌ سيأكل نعجةَ الحمقى إذا للنوم ما خَلَدُوا ؟
ألستم من تعلمنا على يدكم
بأن العودَ محميٌّ بحزمته ضعيفٌ حين يَنْفَرِدُ ؟
لماذا الفُرقةُ الحمقاءُ تحكمُنا ؟
ألستم من تعلمنا على يدكم أن اعتصموا بحبل الله واتحدوا ؟
و شاهد أيضاً اشعار عن العشق والغرام .. الرومانسية في الشعر العربي.
خاتمة قصيدة التأشيرة
أيا حكامَ أمتنا سيبقى الطفلُ في صدري يعاديكم يقاضيكم
و يعلنُ شعبَنا العربيَّ مُتَّحِدا
فلا السودانُ منقسمٌ و لا الجولانُ محتَلٌّ
و لا لبنانُ منكسر يداوي الجرحَ منفردا
سيجمعُ لؤلؤاتِ خليجِنا العربيِّ في السودان يزرعُها
فيَنبتُ حبُّها في المغربِ العربيِّ قمحاً
يعصُرون الناسُ زيتاً في فلسطينَ الأبيّةِ
يشربون الأهلُ في الصومال أبدا
سيُشعلُ من جزائرِنا مشاعلَ ما لها وهنُ
إذا صنعاءُ تشكونا فكلُّ بلادِنا يمنُ
سيخرجُ من عباءتِكم – رعاها الله – للجمهور مُتَّقِدا
هو الجمهورُ لا أنتم هو الحكام لا أنتم
أتسمعني جحافلُكم ؟
أتسمعني دواوينُ المعاقلِ في حكومتِكم ؟
هو الجمهور لا أنتم و لا يخشى لكم أحدا
هو الإسلام لا أنتم فكفّوا عن تجارتكم و إلّا صار مُرْتَدا
و خافوا، إن هذا الشعبَ حمَّال
و إن النوقَ إن صُرِمَتْ
فلن تجدوا لها لَبناً و لن تجدوا لها ولدا
أحذِّرُكم، سنبقى رغم فتنتِكم فهذا الشعبُ موصولُ
حبائلُكم و إن ضَعُفَتْ فحبلُ اللهِ مفتولُ
أنا باقٍ، و شَرعي في الهوى باقِ
سُقِينا الذلَّ أوعية، سُقينا الجهلَ أدعية
ملَلْنا السقْيَ والساقي
سأكبرُ تاركاً للطفل فُرشاتي و ألواني
و يبقَى يرسم العربيَّ ممشوقا بهامته
و يبقى صوتُ ألحاني
بلاد العرب أوطاني، و كل العرب أخواني.
و شاهد أيضاً اشعار حب جميلة وقصيرة لمجموعة من أعظم شعراء العرب.
صور هشام جخ و كلمات قصيدة التأشيرة
و شاهد أيضاً اشعار حزينة طويلة .. تشكيلة من أتعس ما في الشعر العربي، كل بلاد العرب وطني و كل الإخوة العرب إخواني، هذا المعنى و الرقي في كلمات قصيدة التأشيرة و ما بها من ذكريات التقسيم الحدودي للبلدان العربية و ما بينها من فواصل بنيت حديثاً و نحن تربينا و تعلمنا ألا توجد فواصل فيما بيننا، و سطر هنا شاعرنا هشام الجخ في قصيدة التأشيرة أنه مهما بلغ فينا الألم من الفواصل الحدودية بفعل الأغراب عنا فهناك دوماً الأمل الذي ستعود معه بلادنا العربية الأصيلة كما تعاهدناه دوماً جسداً واحداً و كل الحكام على قلب رجل واحد و يعود بنا الزمان و تظل جباهنا للشموخ عنوان، أبدع الشاعر هشام الجخ في المزج بين الشكوى لله وحده و هو خير سند و خير متكئ و بين ما يدعوه بالوطن العربي الواحد في مجمل كلمات رقيقة المشاعر تأتينا من اعماق قلب الوطن العربي الشامخ.