إن من أعظم خصائص عبادة الصوم أن الأجر المترتب عليها غير محدد ، إنه يضاعف أضعافاً كثيرةً ، كما أضافه الله عز وجل لنفسه ، ورتب للصائمين فرحتين ، فرحة عند فطرهم في الدنيا ، وفرحة عند لقاء خالقهم سبحانه وتعالى ، وقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال : { كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِئَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَلَخُلُوفُ فيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ } ، وهناك بعض الأسئلة التي دائماً ما تطرح في شهر رمضان المبارك ، وفي هذا اليوم سوف نجيب على سؤال لماذا نصوم رمضان 30 يوما للاطفال ، فتابعوا معنا.
لماذا نصوم شهر رمضان ثلاثون يوم؟
- إننا نصوم شهر رمضان المبارك إما ثلاثون يوم أو تسعة وعشرون يوم ، والسبب أن عدد أيام ذلك الشهر المبارك هي 30 أو 29 يوم.
- وصيامها كاملةً دون انقطاع على سبيل الفرض على كل شخص مسلم هو لأنه ورد في كتاب الله سبحانه وتعالى طلب صريح من العباد أن يصوموا الشهر كله ، فقد قال الله عز وجل : { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون، أياما معدودات فمن شهد منكم الشهر فليصمه. } ، فهو يقصد الأيام المعدودات بشهر الصيام ، ثم حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما وضح لنا أركان الإسلام الخمس فقال منها (وصوم رمضان) ، فصوم رمضان هو طلب بصيام الشهر كله والبالغ ثلاثون يوم.
للمزيد يمكنك قراءة : اسئلة رمضانية مسابقات
الحكمة من تشريع صوم شهر رمضان:
لقد تجلت حكمة الله عز وجل من تشريع صوم شهر رمضان المبارك وفرضه على كل مسلم في الكثير من الأمور ، توضيح البعض منها وتفصيله في الآتي :
- تحقيق تقوى الله بالنفوس ، فقد قال المولى سبحانه وتعالى في القرآن الكريم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
- تحقيق وحدة الأمة الإسلامية.
- تعويد النفس على أن تعطي وتبذل.
- استشعار نعمة الهداية لدين الإسلام التي من الله عز وجل بها على عباده.
للمزيد يمكنك قراءة : حكم الافطار في رمضان
أخلاق الصائم في رمضان:
على المسلم أن يتحلى بالكثير من الأخلاق الحسنة والكريمة التي تظهر جلياً في تعاملاته مع غيره ، ومن أبرز هذه الأخلاق:
- طاعة الله عز وجل والإقبال عليه طيلة اليوم : في الليل وفي النهار ، فكما أن العبد الصائم يمتثل أمر ربه سبحانه في النهار ، من خلال الإمساك عن المفطرات بنية الصوم ، فإنه يمتثل لأمر خالقه أيضاً بالليل ، فيقوم بالإسراع بفطره لعلمه بأن الله عز وجل يحب التعجيل في الفطر ، حيث إن في فطره طاعةً له ، وبعدها يقبل على الله عز وجل بالشكر وبالحمد ، بأن من عليه بالصوم ، ويرجو منه القبول ، ويفرح بتمام العبادة كما أمر الله عز وجل ، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ]
- الحرص على مواصلة الطاعات والعبادات : وذلك من خلال الانتقال من طاعة لأخرى ، وعدم عصيان الله عز وجل بعد الفطر بإشباع الرغبات والشهوات بالمعاصي وبما حرم الله سبحانه ، بل الحرص على إحياء الليل بالقيام ، طمعاً في الحصول على أجر الصيام والصيام ، فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القَدرِ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ]
- البعد عن آفات اللسان : من كذب وغيبة ونميمة ، فقد أخرج الإمام البخاري رضي الله تعالى عنه في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال : [مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ]
للمزيد يمكنك قراءة : اعمال شهر رمضان اليومية