محتوي الموضوع
هناك اختلافات كثيرة بين أهل العلم على تحديد الصلاة الوسطى ، والصلاة الوسطى قد وردت في القرآن الكريم وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم : {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين} صدق الله العظيم ، وقد تعددت الآراء حول تحديد الصلاة الوسطى فوصلت لعشرين رأي ، وذلك بحسب ما أورده الحافظ بن حجر رحمه الله بفتح الباري ، وقد ألف فيها الحافظ عبد المؤمن الدمياطي كتاب أطلق عليه (كشف المغطى في تبيين الصلاة الوسطى) واليوم سوف نوضح لكم آراء العلماء في الصلاة الوسطى ، فتابعوا معنا.
الصلاة الوسطى هي صلاة الصبح:
- وهذا الرأي الراجح عند : (أنس ، وجابر ، وأبي أمامة ، وعبيد بن عمير ، وأبي العالية ، وعكرمة ، ومجاهد ، وعطاء ، وابن عباس ، وابن عمر) ، بالإضافة إلى أنه رأي مالك والشافعي.
للمزيد يمكنك قراءة : كيف التزم بالصلاة
الصلاة الوسطى هي صلاة العصر:
وهذا الرأي قد أخذ به جميع أهل العلم ، وهو الرأي المعتمد ، وقد دلت السنة النبوية الشريفة عليه :
- رأي علي بن أبي طالب.
- رأي الترمذي : وهو قول أكثر علماء الصحابة.
- رأي المارودي : وهو قول جمهور التابعين.
- رأي ابن عبد البر : وهو قول أكثر أهل الأثر.
ولقد روى النسائي والترمذي من زر بن حبيش قوله : قلنا لعبيدة : سل علياً من الصلاة الوسطى ، فسأل علياً فقال له : كنا نرى أنها الصبح ، حتى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب يقول : (شغلونا عن الصلاة الوسطى ، صلاة العصر) ، وتلك الرواية قد أشارت لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم كونها صلاة العصر ، وهناك بعض الأقوال القوية الأخرى التي تشير بأنها صلاة الصبح ، إلا أن العصر هو المعتمد.
وقد أخذ به أبن مسعود وأبي هريرة رضي الله عنهما ، وهو أيضاً الصحيح من مذهب الحنفية ، وقول أحمد ، الذي اعتمده جميع الشافعية لصحة الحديث منه ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (ورجل أقام سلعة بعد العصر فحلف بالله .. باقي الحديث).
ذلك بالإضافة إلى أن الله تعالى قد عظم الإيمان التي يحلف بها المسلم بعد صلاة العصر ، ومنها : أن نبي الله سليمان عليه السلام قد أتلف مال عظيم من الخيل لما شغله عرضها عن صلاة العصر حتى غابت الشمس ، وقد قال الله تعالى : (والعصر ، إن الإنسان لفي خسر).
للمزيد يمكنك قراءة : تسوية الصفوف في الصلاة
صلاة العصر الوسطى في الوجوب:
- إن أول صلاة واجبة هي الفجر ، وآخر صلاة واجبة هي العشاء ، ولهذا السبب أتت صلاة العصر الوسطى بالوجوب (كشف المغطي) ، ومنه رأي فقهاء المالكية ابن حبيب وابن العربي وابن عطية ، وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى : (الذي تقتضيه الأحاديث الصحيحة أنها العصر ، وهو المختار).
الخصائص التي تميزت بها صلاة العصر:
وتلك الخصائص قد قال عنها الحافظ الدمياطي ، وهي :
- أن النبي صلى الله عليه وسلم قد شدد على عدم تفويت صلاة العصر ، وشبه من يفوتها كمن ذهب ماله وأهله ، وجاء ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (من فاتته صلاة العصر فكأنها وتر أهله وماله).
- أن صلاة العصر كانت أول صلاة شرعت بها صلاة الخوف.
- أن صلاة العصر كانت أول صلاة توجه فيها الرسول صلى الله عليه وسلم للكعبة.
- وقيل في صلاة العصر : (أنها كانت أحب إليهم من أنفسهم وآبائهم وأبنائهم وأهليهم وأموالهم.
للمزيد يمكنك قراءة : تعلم كيفية الصلاة الصحيحة للأطفال
لقد اختلف أهل العلم والفقهاء في تعيين الصلاة الوسطى اختلاف كبير جداً ، فذهب الجمهور إلى أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر ، استناداً للأحاديث التي أشارتها إليها ، وهو الراجح عند الجمهور ، وقال أيضاً بعض الأئمة الكبار إلى أن صلاة الفجر هي الصلاة الوسطى ، وإلى هنا أيها المتابع الكريم متابع موقع احلم نكون قد وصلنا إلى ختام موضوع اليوم الذي تحدثنا ودار كلامنا فيه حول ماهي الصلاة الوسطى .. مذاهب العلماء فيها.