محتوي الموضوع
عندما خلق المولى جل علاه السماوات و الأرض و بينهما قد خلق كل الكائنات الحية و التي من ضمنها الإنسان الذي كرمه و فضله الله على غيره من كافة المخلوقات الحية و قد تميز الإنسان بالعقل حتى يستوعب و يفكر و يستطيع أن يتدبر الآيات من حوله بالكون الواسع، لطف الله سبحانه و تعالى بنا أن يخيرنا و لا يجبرنا و عندما كان يشرع الإنسان في قديم العهود إلى الفسوق و العصيان كان المولى عز و جل علاه يرسل لهم من يدلهم على طريق الله حتى نعبده كما ينبغي لجلال وجهه و عظيم سلطانه أليس هو القائل في كتابه العزيز، و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون، سبحان الله عما يصفون، الحياة مثل سفينة في بحر الحياة و تحتاج إلى قبطان أو معلم يقوم بتوجيه السفينة حتى تصل بنا إلى بر الأمان و هذا كان حال الأنبياء و الرسل في رسالاتهم للبشر، ما الفرق بين الرسل و الأنبياء، هذا ما سنتعرف عليه معاً هنا متابعينا الأكارم.
الرسل
المعنى اللغوي:
هو كل من حمل أمانة من أحد بهدف إيصالها لأحد آخر، سواء كان تلك الأمانة شي ملموس أو غير ملموس كالكلام.
هل كل الرسل أنبياء؟
لا ليس كل الرسل أنبياء و لكن كل الأنباء رسل.
- حينما يرسل ملك ما بالأرض بمرسال إلى بشر أو قبيلة يسمى هذا المرسال رسول لما معه من رسالة.
- كذلك الرسل المبعوثون بالوحي السماوي؛ لأنهم بعثوا برسائل إلى البشر عامة و ليس قوم أو قبيلة واحدة فقط.
- و الرسول هو من نزل بأمر من المولى جل علاه برسالة إلى الناس حتى يهتدوا و يعتدلوا في عبادتهم لله الواحد القهار دون سواه.
- و الرسول له آية في رسالته كما هو حال رسلنا الطاهرين صلوات الله و تسليمه عليهم جميعاً.
الآية: مثل القرآن الكريم الذي نزل على سيدنا محمد، و آية سيدنا عيسى الذي تكلم و هو رضيع، و سيدنا موسى و عصاته مع فرعون و السحرة، و سفينة سيدنا نوح و ناقة سيدنا صالح.
و شاهد أيضاً ما الفرق بين السور المكية والمدنية وآراء العلماء بالتفصيل.
الأنبياء
بمجرد قرائتنا للكلمة نجدها مستخرجة أو لها علاقة بكلمة نبأ، من هنا بات رأي العلماء أن النبي هو الذي أرسل لأهله في قبيلته و من حولها حتى ينبأهم بما يفترض به فعله أو قوله بما يرضي الله سبحانه و تعالى، و لا يستطيع النبي أن يفرض شيئ أو يشرع في سنن سوى أنه يبلغهم بالحسنى في كيفية الرجوع إلى الله سبحانه و تعالى و ترك حياة الشرك و الكفر و الأصنام و غيرها مما إبتدعها الناس في عهودهم. مثل:
- نبي الله لوط الذي بعث في قومه حتى يتطهروا و يتركون فعل الفواحش و المنكرات.
- و نبي الله سليمان الذي وهبه الله ملك لا لدونه قبله أو بعده و قد سخر له الرياح و الجن و الذي قضى على السحرة و أخذ كتبهم و وضعها تحت عرشه و الذي لا يستطيع جن أو شيطان أن يقترب من عرشه إلى و أصابه الحرق.
و شاهد أيضاً ما هو فرض الكفاية والفرق بينه وبين فرض العين.
الفرق بين الرسل و الأنبياء
بسم الله الرحمن الرحيم(( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا))، صدق الله العظيم،
إختلط على الناس أو أكثرهم أن النبي هو الرسول و لكن الإختلاف بسيط بالجوهر و ان كل نبي رسول و ليس كل رسول نبي كما هو حال البعض في أفكارهم عن الانبياء و الرسل، في كتاب الله العزيز بالقرآن الكريم نجد أن كلمتي رسول و نبي يأتيان معاً و لكن النبي معطوف و هذا يدل على أن:
- الرسول يسبقه أو ينزل له وحي كي يشرع بين الناس في شرعة الله و سننه سبحانه و تعالى.
- أما النبي كما ذكرنا سلفاً فهو ينبئ بالأخبار الناس و ما أمره الله به سبحانه و تعالى جل علاه.
و شاهد أيضاً ما هي النميمة والفرق بينها وبين الغيبة.
و لنا علامات في سيدنا موسى و الذي بعث برسالته و له كتاب ألا و هو التوراة و اليهودية، كما هو حال سيدنا عيسى و كتابه الإنجيل و المسحية، و جاء خاتم الأنبياء و الرسل سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و أنزل الله عليه القرآن الكريم و الذي به يكون هو الدين الحنيف و هو دين الحق، تبارك الله و تعالى عما يصفون، متابعينا الأكارم نتمنى أن نكون قد وفقنا في سرد معلومات عن كيفية معرفة الفارق بين الرسل و الانبياء سائلين المولى أن ننتفع بعلمه و فضله علينا جميعاً، و إلى مقال آخر إن شاء الله تعالى.