محتوي الموضوع
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وكرمه على بقية المخلوقات ، فقد وهبه عقل ليستنير به وليبصر طريق الهدى وينحاز به عن طريق الهوى ، ولقد أمره أن يعبده ولا يشرك به أحداً ، إلا أن نفس الإنسان تبقى في اختبار الحياة الدنيا كما أراد خالقها لها ، كي يميز الله سبحانه وتعالى العمل الخبيث من العمل الطيب ، ولن يستدل الشخص إلى طريق الفلاح والاستقامة بالحياة الدنيا دون أن يعمل عقله ، لأنه سبيل النجاة في الدنيا وفي الآخرة ، ولما كان الإنسان قبل الإسلام محب لشرب الخمر ، وما يحتويه من فساد وضرر وضياع له ، نزل أمر الله عز وجل بحرمة الخمر من أجل أن يبعد عباده عن ما يضلهم ويضرهم ، ولكن لم يكن هذا دون التدرج وتوضيح الغاية من الحكم الشرعي ، والخمر من الأمور التي حرمتها الشريعة الإسلامية ، واليوم سوف نتعرف أكثر عن سبب حرمانيته فتابعوا معنا.
حكم شرب الخمر:
- شرب الخمر هو حرام استناداً للقرآن الكريم وللسنة النبوية الشريفة ، ولإجماع الأئمة ، ونذكر هنا بأن تحريم الخمر كان بالتدرج ، لأن العرب قديماً كانوا مولعين به ، فأول ما نزل في تحريم الخمر هو قول الله تعالى : {يسألونك عن الخمر والميسر ، قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس ، وإثمهما أكبر من نفعهما} وحينها قد أقلع جزء من الناس عن شرب الخمر ، للإثم الكبير ، واستمر جزء في شربه ، وقالوا : نأخذ منفعته ونترك إثمه).
- وبعدها نزل قول الله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون} فحينها ترك الخمر جزء كبير من الناس ، من أجل ألا يشغلهم عن الصلاة.
- إلا أن البعض قد استمر في شربها في أوقات غير أوقات الصلاة ، حتى نزل قوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العدواة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة ، فهل أنتم منتهون}.
- فقد حرمت تحريماً نهائياً بالمدينة المنور وذلك في العام 3 هجرياً ، حتى أن بعض الصحابة رضوان الله عليهم قالوا : (ما حرم الله تعالى شيئاً أشد من الخمر) ، إذ أن الله عز وجل أكد تحريمها بتصدير الجملة بإنما ، وجعل الخمر من عمل الشيطان الذي لا يأتي منه إلا كل الشرور ، وقد جعلها رجساً ، وقد قرنها بعبادة الأصنام ، ثم أمرنا بأن نجتنبها وقرن اجتنابها بالفلاح ، بمعنى أن ارتكابها خيبة.
للمزيد يمكنك قراءة : حكم حبوب منع الحمل
حد شرب الخمر:
- حد شرب الخمر 40 جلدة بالسوط ، فإن لم يرتدع شارب الخمر زاد الجلد لثمانين جلدة ، كما فعل الفاروق عمر رضي الله تعالى عنه ، حيث كان يحد شارب الخمر 40 جلدة ، فلما رأى تهافت الناس فيها ، جمع الفاروق الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وشاورهم في الأمر ، فكأن رأي علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، أن يجلد شارب الخمر ثمانين جلدة ، قياساً على حد الفرية.
- إذ أن شارب الخمر يهذي نتيجة لسكره ثم يفتري ، فجلد الفاروق شارب الخمر 80 جلدة باقي أيامه ، وشارب الخمر يحد بأمرين ألا وهما : إقراره شرب الخمر المسكر ، أو من خلال شهادة شاهدين على أنه قد شرب الخمر بإرادته ، ونذكر هنا بأن ما أسكر كثيره أو قليلة فهو حرام ، وشاربه يقع عليه الحد سواءً سكر من الخمر أم لا.
للمزيد يمكنك قراءة : حكم الرهن العقاري
تعريف الكبائر:
- الكبائر هي جمع كبيرة ، وتعرف باللغة على أنها أمر عظيم ، وأكبرت الشيء بمعنى استعظمته ، ومنها قول الله تعالى : {فلما رأينه أكبرنه} ، ولقد فسر العلماء أكبرنه على أنها أعظمنه ، فيمكن أن نستنتج مما سبق ، بأن الكبيرة هي ذنب عظيم ، ولقد قسم أهل العلم الذنوب لكبائر وصغائر ، إلا أنهم اختلفوا فيما إن كانت الكبائر محصورة بعدد محدد أم أن لا حصر لها.
للمزيد يمكنك قراءة : تارك الصلاة ما حكمه وما عقوبته