محتوي الموضوع
إن الله عز وجل قد كتب الصيام على المسلمين مثلما كتبه على بقية الأمم من قبلهم ، وقد رفع الله تعالى منزلة الصيام ، وقد عظم مثوبته ، فالصيام يعد من أفضل الأعمال عند الله تعالى ، حيث تكفر به الخطايا ، ويشفع لصاحبه في الدار الآخرة ، كما أنه سبب من أسباب إجابة الدعاء والفوز بالجنة ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على حكم الإفطار عمداً في رمضان ، فتابعوا معنا.
حكم الإفطار عمداً في شهر رمضان:
- يحرم على المسلمين الفطر عمداً في شهر رمضان المبارك من غير عذر شرعي يبيح له الإفطار ، فمن استوفى شروط التكليف الشرعي من إسلام ، وعقل ، وبلوغ ، كان الصيام واجب عليه ، ولا يحل الفطر إلا بعذر شرعي مثل : السفر ، والمرض ، وغيرهما من الأعذار الشرعية المعروفة ، ومن الجدير ذكره أن الإفطار من غير عذر شرعي يعتبر كبيرة من كبائر الذنوب ، وعلى فاعله أن يتوب توبةً نصوح ، وأن يقضي ما أفطر من أيام دون عذر شرعي ، وذلك استناداً لما ذهب له عموم أهل العلم.
للمزيد يمكنك قراءة : اول ايام رمضان
حكم كفارة من أفطر عمداً في شهر رمضان بالجماع:
- يتوجب على أي مسلم فطر عمداً في شهر رمضان أن يقضي اليوم الذي أفسد صيامه ، وأن يؤدي الكفارة الواجبة التي وضح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مقدارها في حديثه مع الأعرابي الذي فطر في نهار شهر رمضان بالجماع ، فقد أخرج الإمام البخاري رضي الله عنه في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه قال :
- (بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: لَا، فَقَالَ: فَهلْ تَجِدُ إطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا. قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَكَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبيْنَا نَحْنُ علَى ذلكَ أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ -والعَرَقُ المِكْتَلُ- قَالَ: أيْنَ السَّائِلُ؟ فَقَالَ: أنَا، قَالَ: خُذْهَا، فَتَصَدَّقْ به فَقَالَ الرَّجُلُ: أعَلَى أفْقَرَ مِنِّي يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَوَاللَّهِ ما بيْنَ لَابَتَيْهَا -يُرِيدُ الحَرَّتَيْنِ- أهْلُ بَيْتٍ أفْقَرُ مِن أهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: أطْعِمْهُ أهْلَكَ)
- ونشير هنا إلى أن تلك الكفارة تجب بالترتيب وليست بالاختيار ، وذلك استناداً لما ذهب له الفقهاء ، بمعنى أنه لا يجوز للمسلم أن ينتقل من الكفارة لما بعدها حتى يتم التحقق من عجزه عن تأدية الكفارة السابقة.
للمزيد يمكنك قراءة : كيف استعد لرمضان
حكم كفارة من أفطر عمداً في شهر رمضان بغير الجماع:
لقد تعددت آراء الفقهاء والأئمة في كفارة الفطر عمداً في نهار شهر رمضان بغير الجماع :
- رأي الشافعية : لقد قال الشافعية بعدم وجوب الكفارة إلا على من جامع بنهار شهر رمضان ، فليس هناك كفارة على كل من أكل ، أو من شرب في نهار شهر رمضان ، حتى ولو كان متعمداً.
- رأي الحنابلة : لقد قال الحنابلة بعدم وجوب الكفارة إلا على المسلم الذي قام بالجماع في نهار شهر رمضان ، سواءً بالفرج ، أو فيما دونه ، بإنزال أو من غير إنزال ، عمد وقصد ، أو سهو.
- رأي المالكية : قال المالكية بوجوب الكفارة على كل شخص تعمد أن يشرب ويأكل في نهار شهر رمضان ، أو من تناول شيء يصل للجوف ، حتى ولو كان هذا الشيء مما لا تحصل التغذيه به ، مثل : الحصاة ، وغيرها ، كما تجب أيضاً على كل من تعمد القيء ، أو على كل من ابتلع شيئاً منه ولو غلبة ، ومقدار الكفارة في هذا نفس مقدار كفارة الجماع.
- رأي الحنفية : قال الحنفية بوجوب الكفارة على كل من أفطر بنهار شهر رمضان ، سواءً بالجماع ، أو بالأكل أو بالشرب ، ونحوهما من الأشياء المباحة بالأصل ، وحرمت لعارض الصيام ، واستدلوا في هذا الرأي بما جاء في السنة النبوية الشريفة من أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوجب الكفارة على رجل أفطر برمضان ، دون أن يذكر سبب الفطر ، شرط أن يقصد به التغذي ، أو أن يقصد به التداوي عبر الفم ، أما ما لا يقصد به ذلك فليس هناك كفارة فيه ، مثل : بلع تراب ، أو حجر ، وغيره ، وأيضاً الاستمناء أو المباشرة بين الزوجين دون الفرج ، ولو تم الإنزال فليس هناك كفارة فيه أيضاً ، ومقدار الكفارة عند الحنفية نفس مقدار كفارة الجماع ، وقد روي عن الثوري ، وعطاء ، والأوزاعي ، والزهري ، وغيرهم من العلماء : (إن الفطر بالأكل والشرب يوجب ما يوجبه الجماع).
للمزيد يمكنك قراءة : ادعية شهر رمضان