محتوي الموضوع
إن دراسة سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعد أمر بغاية الأهمية ، فلقد اعتنى السلف الصالح بها ، وكانوا يربون أولادهم على حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم والاقتداء به ، وذلك لأن ملء قلوب الناس بحب النبي ومعرفة سيرته وغزواته وسراياه أمر ينعكس بالإيجاب على حياتهم ، ويحول دون تعلقهم بالفساق وحبهم للخرافات والأساطير ، واليوم سوف نسلط الضوء على غزوة من غزوات النبي محمد صلى الله عليه وسلم ألا وهي غزوة بدر وسنتعرف على أحداثها وفوائدها ؛ فتابعوا معنا.
سبب غزو بدر:
- إن السبب الرئيسي لغزوة بدر خروج النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع 200 من الصحابة الكرام لملاقاة قافلة لقريش كانت تحت قيادة أبي سفيان ، إذ كانت قادمة من مكة ومتجهة نحو بلاد الشام ، وقد تمكنت من النجاة ، فظل الصحابة ينتظرون عودتها ، فوجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد رضي الله تعالى عنهما مع دورية تجاه الشمال من أجل انتظار رجوع القافلة.
- ولما عرفوا بعودة القافلة التي تبلغ 1000 بعير ، عادوا وأخبروا الرسول صلى الله عليه وسلم ، فنادى فيهم النبي عليه الصلاة والسلام : (هذه عير قريش ، فيما أموالهم ، فاخرجوا إليها ، لعل الله ينفلكموها) ، وخاصةً ان المشركين قد استولوا على أموال المهاجرين وكل ما يملكون عندما هاجروا وتركوا مكة ، فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه ، وكان ذلك بيوم الأربعاء في الـ8 من شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة.
- وعندما علم أبو سفيان بنية النبي وأصحابه ؛ أرسل لقريش يطلب منهم النجدة والمساعدة ، فتجهز زعماء قريش ومعهم حوالي 950 مقاتل ، و100 فرس ، و700 بعير لنجدة أبي سفيان والقافلة ، وهم في الطريق أرسل إليهم أبي سفيان بنجاة القافلة وطلب منهم العودة ، إلا أن أبي جهل قد رفض أن يعود قبل محاربة المسلمين ووصوله لبدر ، وليفرح هناك بالحرب.
للمزيد يمكنك قراءة : اول غزوة في الاسلام
أحداث غزوة بدر:
- لقد تحرك المشركون ونزلوا بالعدوة القصوى من الوادي ، ونزل النبي وأصحابه بمكان تنزل فيه أقدامهم وحوافر دوابهم ، وسبقهم المشركون لآبار بدر ، وحفروا القلب كي يشربوا منه ويسقوا دوابهم ، وعندها أدرك الصحابة النعاس ، فأرسل الله عز وجل عليهم المطر بعدما كانوا لا يستطيعون الوصول للمياه كي يشربوا ويتوضئوا ، فشربوا وتوضئوا وسقوا دوابهم ، فقد قال الله سبحانه وتعالى واصفاً ذلك بالقرآن الكريم : { إِذ يُغَشّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيكُم مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذهِبَ عَنكُم رِجزَ الشَّيطانِ وَلِيَربِطَ عَلى قُلوبِكُم وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقدامَ} ، وظل النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدعو طيلة الليلة ويقول : (يا حي يا قيوم) ، وعند الفجر نادى النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة ، وصلى بالمسلمين ، وخطب بهم وحثهم على قتال المشركين.
- نزل النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالمسلمين لماء بدر ، فاقترح عليه الحباب بن المنذر أن ينزل لأقرب عيون لماء بدر ، وأن يخفي كل الآبار الأخرى ، كي يشرب المسلمون ، ويمنع المياه عن المشركين ، فانتقلوا من مكانهم للمكان الذي أشار له الحباب ، وغمر الصحابة كل الآبار ، وبنوا حوض على بئر القليب ، وملأوا آنيتهم ، وبعدها أمر النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه أن يبني عريش له وراء المسلمين كي يراقب تحركاتهم بالمعركة ، فسوى صفوفهم ، ورغبهم بالقتال والشهادة في سبيل الله ، وبشرهم بأن من يستشهد له الجنة ، ودعى لهم ، وأطال في السجود حتى طمأنه أبو بكر رضي الله تعالى عنه ، وانتهت المعركة بانتصار الصحابة رضوان الله عليهم ، وقتل 70 من المشركين ، وقد أسر 70 آخرون.
للمزيد يمكنك قراءة : غزوة احد
أهمية غزوة بدر:
إن للغزوة العديد من الأهمية بالإسلام ، ومنها ما يلي :
- سماها المولى عز وجل يوم الفرقان لأنها فرقت بين الحق والباطل.
- بينت أهم تعاليم الإسلام بالحروب.
- حثت على بعض التشريعات الإسلامية المهمة مثل : الشورى ، والبعد عن الأهداف المادية بالحرب ، والحرص على إعلاء كلمة الله عز وجل.
- أدب كل من حاول غزو المدينة.
للمزيد يمكنك قراءة : اسئلة عن الصحابة واجاباتها