محتوي الموضوع
يوجد أسس قد وضعها الدين الإسلامي لإحكام التعامل بين البشر وضبطه وضمان حصول كل شخص أو كل فئة على حقها كاملاً دون نقصان من أحد الأطراف ، سواء بمجالات التجارة ، أو العمل ، أو المعاملات ، ووضع الإسلام كمصدر تشريعي عدد من المبادئ والقيم القويمة والرفيعة لتساعد البشر على إتمام التعامل بين بعضهم البعض ، مع الحرص على الإبقاء على الرحمة والمودة والحب بينهم ، ومن ذلك المنطلق جاء مفهوم العدالة في الإسلام ، فالعدالة يا سادة ليست محصورة بموضوع محدد ، بل تتطرق لأبواب كثيرة ، إلا أن أساس جميع العدالات هو العدل الرباني ، فمن غيره لن تقوم الحضارة ولن تسود ، واليوم سوف نتعرف معاً عن معنى العدل في الإسلام وسماته.
تعريف العدل:
- مفهوم العدل يعبر عن الإنصاف ، وتلقي معاملة مساوية لكل البشر ، والابتعاد عن الانحياز والعنصرية والظلم ، ولتحقيق العدل يجب على المجتمع أن يضع قوانين وتشريعات جنائية واجتماعية بغرض الحفاظ على تطبيق مفهوم العدل بين الناس.
- حيث يحاول المجتمع ومن خلال تلك القوانين الاجتماعية أن يطبق الإنصاف بين المجتمع في العديد من المجالات مثل العمل ، والصحة ، والتعليم ، وذلك بغض النظر عن العرق أو الجنس ، بالإضافة للقدرة على حماية الأشخاص بالمجالات الاقتصادية ، والسياسية ، والاجتماعية ، وإعطاء فرص متساوية للجميع.
للمزيد يمكنك قراءة : العدل والانصاف
العدل في الإسلام:
- من كرم الله تعالى أن نظم للبشر تعاملاتهم وعلاقاتهم فيما بينهم ، وتمم لهم الأخلاق والفضائل والأحكام الناظمة لجميع شؤون الحياة ، التي تضمن تساوي الحقوق وتمام الواجبات والمستحقات ، فجعل العدل ميزان يلزم الكل بقضاء ما عليهم واستحقاق ما لهم ، من دون إفراط أو تفريط أو تعد.
- وقد رفع الله تعالى شأن العدل وسماه بأسمائه وميزه بصفاته ، فقد قال الله عز وجل : {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}.
للمزيد يمكنك قراءة : العدل في الاسلام قصص مؤثرة
سمات العدل في الإسلام:
- من سمات العدل بالإسلام أنه لا عاطفة به ، أي لا يتأثر بعرق أو نسب أو مال ، ويوجد في التاريخ الإسلامي أمثلة توضح صدق الصفة وشمولها ، ومن ضمن الأمثلة على هذا حادثة المرأة المخزومية التي سرقت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
- ففي صحيح البخاري رضي الله عنه : (أن امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح ، ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه ، قال عروة : فلما كلمه أسامة فيها تلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : (أتكلمني في حد من حدود الله؟) قال أسامة: استغفر لي يا رسول الله ، فلما كان العشي قام رسول الله خطيباً ، فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : (أما بعد ، فإنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، والذي نفس محمد بيده ، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).
- ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك المرأة فقطعت يدها ، وبعدها حسنت توبتها وتزوجت ، وفيها قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : (فكانت تأتي بعد ذلك ، فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم).
- ومن سمات العدل أيضاً أنه يرفع صاحبه عند الله تعالى ويعطيه منزلة كبيرة وشرف رباني قرنه الله بذاته ، ففي الحديث الشريف : (إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل ، وكلتا يديه يمين ، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا).
- فالعادل في حكمه وخلافه في أهله وفيمن ولاه الله عليهم مقرب من الله تعالى ومكرم عنده ، يرفعه بعدله على منابر من نور ، وهي أماكن بالجنة مرتفعة غالية كرمها الله تعالى ، وخصها لمجموعة أو فئة من عباده من بينهم هؤلاء الذين يتحرون العدل ويقيمونه بولايتهم وما استخلفوا فيه.
للمزيد يمكنك قراءة : حكم ابن تيمية في العقيدة والعدل