لقد كان من أبرز عوامل نشر رسالة الدين الإسلامي والدعوة لها أن هيأ الله عز وجل رجالاً قل نظيرهم من ناحية الصلاح ، والقوة في مواجهة الباطل ، والتقوى ، والعزم على نصر الحق ، وقد كان من أبرزهم وأشدهم إيماناً بالله سبحانه وتعالى وأكثرهم قرباً من نبيه محمد صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل الذي كانت تستحي منه الملائكة عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ، فقد عرف عنه تحليه بالكثير من الخصال الحسنة والصفات الحميدة ، وكان لصحابي لقب اشتهر به ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على لقب عثمان بن عفان والتعريف بسيرة الصحابي ، فتابعوا معنا.
عثمان بن عفان:
- نسبه : إنه عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي ، المكنى بأبي عبد الله ، وكان يكنى كذلك بأبي عمر ، وأمه كانت أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس ، وأسلمت قبل وفاتها ، وأمها هي البيضاء بن عبد المطلب ، وهي عمة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- مولده : ولد رضي الله تعالى عنه بعد عام الفيل بما يقارب 6 سنين ، وكان يتصف بالكثير من الصفات الخلقية ، فكان ربعةً بالجسم ، وكان حسن المنظر والوجه ، وكانت بشرته رقيقةً ولديه لحية كبيرة ، وكان منكباه متباعدين عن بعضهما البعض.
للمزيد يمكنك قراءة : ابو بكر الصديق
لقب عثمان بن عفان:
- لقد لقب الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه (ذي النورين) ويرجع سبب هذا اللقب لأنه قد تزوج بابنتي النبي صلى الله عليه وسلم ألا وهما : (رقية ، وأم كلثوم) رضي الله تعالى عنهما ، فبعد أن تزوج عثمان برقية وتوفيت ، زوجه النبي صلى الله عليه وسلم بأختها أم كلثوم ، وفي ذلك الأمر قال عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما : (قال لي خالي حسين الجعفي : يا بني أتدري لما سمي عثمان ذا النورين ؟ قلت : لا أدري ، قال : لم يجمع بين ابنتي نبي منذ خلق آدم إلى أن تقوم الساعة غير عثمان بن عفان ، لهذا سمي بذا النورين).
زواج عثمان بابنتي رسول الله:
- كانت رقية وأم كلثوم رضي الله تعالى عنهما ابنتا النبي محمد صلى الله عليه وسلم زوجتين لأبني أبي لهب عتبة وعتيبة ، فلما نزلت سورة المسد وشهرت بأبي لهب وبزوجته ، أمرا ابنيهما بفراق ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان هذا قبل أن يدخلا بهما ، وكان هذا الأمر به تكريم لابنتي النبي صلى الله عليه وسلم ، ومهانة لابني أبي لهب ، ولما سمع عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه بهذا الأمر فرح فرحاً شديداً ، وذهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم كي يخطب رقية ، فحينها قبل النبي صلى الله عليه وسلم وزفتها أم المؤمنين خديجة رضي الله تعالى عنها ، فكانت من أبهى النساء في الحسن والجمال ، وأيضاً كان بن عفان رضي الله تعالى عنه من أبهى الرجال وأكثرهم وسامةً.
- ولما توفيت بنت الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة رقية ، كان زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب قد توفي أيضاً ، فأراد عمر أن يزوجها لعثمان بن عفان وذلك له هذا ، فسكت بن عفان عن الإجابة ، لأنه قد علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يذكرها ، وقد جاء في ذلك الأمر : (فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك له ، فقال : فأنا أتزوج حفصة ، وأزوج عثمان أختها أم كلثوم ، فقال عمر : فنعم ، فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة ، وتزوج عثمان أم كلثوم).
للمزيد يمكنك قراءة : شخصية عمر بن الخطاب
وفاة عثمان بن عفان:
- كان رضي الله عنه صائم قبل وفاته بيوم ، ونام على صيامه ، وعندما طلع فجر اليوم التالي جاءته امرأته نائلة بماء عذب أخذته من إحدى جاراتها ، وعندما استيقظ رضي الله عنه قال لزوجته : (إني قد أصبحت صائماً ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع علي من هذا السقف ومعه ماء عذب ، فقال : اشرب يا عثمان ، فشربت حتى رويت ، ثم قال : ازدد ، فشربت حتى نهلت ، ثم قال : إن القوم سينكرون عليك ، فإن قاتلتهم ظفرت ، وإن تركتهم أفطرت عندنا) ، وفي اليوم نفسه دخل عليه قتلته فقتلوه.
للمزيد يمكنك قراءة : احكام الامام علي