قال الله سبحانه وتعالى” وَمِنَ الناس مَن يَشْتَرِى لَهْوَ الحديث لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ألله بِغَيْرِ علم وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أولئك لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ”، وتفسير هذه الآية الكريمة عند بعض العلماء وهو كل عمل يلهي العبد عن طاعة الله فيضل طريقه الى الله وكل من يتخذ كلام الله هزوا، او يسخر منه له عذاب مهين ويتخذ الله النار مأوى لهم خالدين فيها وسنعرف من خلال السطور التالية ما هو لهو الحديث فهيا بنا نعرفها سويًا.
لهو الحديث
لهو الحديث هو الجدال في الثوابت أي الجدال في كلام الله وكلام رسوله الكريم، او تكذيب في آيات الله سبحانه وتعالى او التحريف في آيات الله، وأيضاً من لهو الحديث هو الغناء فهو عمل يلهو العبد عن عبادة ربه.
فالغناء والاستماع الى الأغاني مكروه، غير محبب إلى الله وخصوصاً الأغاني التي تحرك النفس.
او التي تحث على أشياء لا يرضها الله، فإذا كانت غير ذلك فقليل منها عند الافراح والاعراس والاعياد، “يشتري لهو الحديث” هو شراء المغنيات.
فقديماً كانوا يشترون الجواري المغنيات وهذا ما يقصد به.
- ” ومن الناس من يشتري لهو الحديث”، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن، وأكل أثمانهن حرام”.
- فلهو الحديث هو كل كلام يعارض كلام الله وكل عمل يقوم به العبد يكون فيه شرك بالله وبكلام الله ورسوله.
- ” ليضل عن سبيل الله” وهو أي عمل فيه شرك بالله او أي عمل يلهو العبد عن ذكر الله او عن السعي في سبيل الله.
- “بغير علم” أي ان العبد فعل ما فعل من لهو الحديث بجهل وبغير علم فيكون بهذا ضل عن سبيل الله.
“ويتخذها هزوا” أي ان يتخذ بكلام الله هزوا او يستهتر ويستهزئ بكلام الله، ورسوله فيضل عن سبيل الله ويكفر به وبآياته ف يصل الى ضلالة كبيره عن طريق الهداية وطاعة الله لأنه اتخذ آياته سخريه، وبعدما ضل بفعله ضل غيره وهذا إثم كبير. “أولئك لهم عذاب مهين” فالله يتوعد للذين استهانوا بالله وآياته، ورسوله ان يلقوا عذاب مهين يوم القيامة، حيث يلقوا عذاب مستمر على لهو الدنيا ولهو الحديث والضلالة التي اتخذوها في حياتهم وضلوا اخرين غيرهم.
ما سبب نزول هذه الآية ؟
هناك أكثر من قول في هذا
القول الأول:
وهو الغناء، وذلك قول ابن العباس وابن مسعود، فتكلموا عن كراهة الغناء ودفع فيها ثمنا باهظاً وذلك بغرض اللهو فيضلوا عن سبيل الله ولا يهتموا بكلام الله سبحانه وتعالى.
القول الثاني:
قيل انها نزلت في النضر ابن الحارث، حيث كان يشتري الأعاجم ويتلوها على الناس ويقول ان محمد صلى الله عليه وسلم قال كذا وضحك منه،
وانا احدثكم بأحاديث ملوك الفرس، وقال ان حديثي أفضل من حديث محمد.
القول الثالث:
قيل انها نزلت لرجل كان يشتري الجاريات المغنيات بثمن بهظاً ليلهوا الناس عن عبادة الله وطاعته،
القول الرابع:
قيل عندما انتشر الغناء بكثرة، ليس أي غناء وإنما الغناء الذي يحرك النفوس، او الغناء الذي يلهي عن ذكر الله ويضل عن سبيله.
فالغناء مكروه عند الله سبحانه وتعالى، ولكن لا بأس به إذا كان في الأعياد أو الأفراح وعند الأعمال الشاقة للتشجيع على القيام بها والتي لا تحرك الشعور.
القول الخامس:
فذهب هذا القول الى الضلالة وهي ان يقوم عبد بضلالة عبد أخر ولم يكتفي انه قام بعصيان الله وحده.
ولكن ساعد ايضاً في انتشار الضلالة فيكون بهذا قد ضل ايضاً عن سبيل الله ويأخذ ذنبه وذنب من ضل بسببه.
وبهذا نكون اتممنا تفسير الآية رقم (6) من سورة لقمان
“وَمِنَ الناس مَن يَشْتَرِى لَهْوَ الحديث لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ألله بِغَيْرِ علم وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أولئك لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ”
وهكذا نتم ختام موضوعنا اليوم، عن لهو الحديث، حيث قمنا بتوضيح في هذا المقال مفهومه، وقمنا بالاسترشاد بالآية القرآنية، وقمنا أيضاً بتوضيح خمس أسباب لنزول هذه الآية، فإن هذا الموضوع له أهمية كبيره في حياة الفرد كما أنه يؤثر بشكل كبير على المجتمع، فلابد أن يكون الفرد على دراية كامله بهذا الموضوع، وفي الختام نتمنى ان نكون قدمنا لكم معلومات مفيدة، وأن ينال هذا المقال إعجاب الكثير، وفي الختام لا يسعنا سوى شكركم لمتابعة المقال حتى النهاية، طابت أوقاتكم بخير.