إن الأنظمة الاقتصادية لطالما ارتبطت بالاتجاهات الفكرية السائدة على مدى التاريخ ارتباط وثيق يفسر العلاقة الرابطة بين الجانب المادي للأشخاص والجانب المعنوي من حياتهم ، وقد أتى ذلك التشعب معقداً يسير في نواحي عديدة ، فتارة توجه فيها من الفكر للاقتصاد ، وتارة أخرى يتوجه من المادة للعقل ، الأمر الذي يقوم لاستنتاج مفاده أن الأنظمة الاقتصادية المتنوعة ليست مسئولة عن إفراز الفكر بقدر المسئولية عن التأثير في النواحي المادية من حياة الأشخاص والتأثر بها ، الأمر الذي يجعل الناظر يلمح بصورة جلية وواضحة تأثير المادة بأفكار الأشخاص وقيمهم ، وفي النواحي المعنوية من حياتهم ، ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على النظام الاشتراكي وخصائصه ، فتابعوا معنا.
تاريخ الأنظمة الاقتصادية:
- كان جهل الأشخاص بمفهوم الملكية الفردية وتميز فكره بالبدائية والبساطة عند استغلال القوى الطبيعية كالمطر والأرض ومحاصيلها سبب في اتسام ذلك المجتمع بالمشاعية والتضامن ، ذلك بالإضافة لعدم قدرة الشخص على مواجهة ظروف الحياة الصعبة لوحده ، وقلة وضآلة الإنتاج وعدم وجود فائض إنتاجي يقوم بالسماح باستغلال الأشخاص لبعضهم.
- إلا أن تطور نظام الحياة وزيادة إنتاج الناس عن الحد الذي يلبي الاحتياجات قد أتاح للأثرياء فكرة ألا وهي الاستعانة بالأشخاص الفقراء لاستثمار ما تراكم من ثرواتهم ، الأمر الذي أدى لانتقال أسلوب الحياة من المرحلة البدائية لأنظمة اقتصادية جديدة كانت هي بداية التقسيم الطبقي بين الناس ، فطفت على السطح سلسلة من الأنظمة المتتالية كان أولها هو النظام الإقطاعي ومن ثم النظام الرأسمالي وبعدهما النظام الشيوعي والنظام الاشتراكي.
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات سياسية مفيدة ونادرة
تعريف الاشتراكية:
- إن الاشتراكية تعد حركة تسعى لتمليك الأشخاص عوامل الإنتاج كلها على قدم المساواة ، وتضمن حصولهم على تلك الملكية عن طريق حكومة منتخبة انتخاباً ديمقراطياً ، أو عن طريق شركة تعاونية أو عامة ، ويكون هذا بما يمتلكه هؤلاء الأشخاص من أسهم فيها ، وتعد التعاونية هي الأساس الذي يفترض الاشتراكيون أن يقوم عليه المجتمع ، فيما يقوم ذلك النوع من الأنظمة على التأكيد بضرورة وجود تخطيط مركزي لازم من أجل قيادة الاقتصاد بالدول من أجل الحفاظ عليها من الدخول بحالة من الفوضى الاقتصادية.
- وبهذا تعتبر الاشتراكية انقلاب تام على مفهوم الرأسمالية التي حققت مكاسب مادية للأشخاص فيما أدت لخسائر معنوية أكبر ، الأمر الذي جعلها تأتي كمحاولة لاسترداد القيم البشرية التي قام النظام الرأسمالي بإهدارها بحيث جعل الفرد عبد للقوى التي صنعها بيديه ، فالأفكار الاشتراكية تطمح في إعادة فرض هيمنة الأشخاص على ذات الموارد التي سيطرت عليه بوقت من الأوقات.
- ترجع الأفكار الأولى للاشتراكية للثلث الأول من القرن الـ19 ميلادي ، حيث تنبه أوين إنجليزي الجنسية للظلم الذي يعانيه العمال بالمصنع الذي كان يديره وبالمصانع الأخرى بسبب ضياع مجهودهم لصالح أصحاب تلك المصانع ، فرأى باشتراك العمال بإنشاء معامل يستغلونها بأنفسهم لأنفسهم حلاً لهذا الأمر ، فيما نادى مفكرون كُثر كإنجلز وماركس صراحة بالأفكار الاشتراكية وتبنوها ، الأمر الذي ساعد على انتشارها بصورة كبيرة بين دول العالم التي لا زال بعضها يعتمدها حتى ذلك اليوم.
للمزيد يمكنك قراءة : خصائص الديمقراطية وأركانها
خصائص الاشتراكية:
إن الاشتراكية تتميز بسلسلة من الخصائص ، وهي :
- ظهور الأفكار الاشتراكية بغرض الحفاظ على حقوق الطبقات العمالية بالمجتمعات.
- الحرص على التخلص من الهيمنة الخاصة بأصحاب رؤوس المال ، واستبدالها بسلسلة من القواعد التي تضمن الحفاظ على حقوق الفقراء من العمال.
- السعي لتحقيق المساواة بين الناس داخل المجتمع الواحد.
- العمل على توجيه المجتمعات للتقيد بالسياسة الاشتراكية على أنها إحدى الأنظمة الأساسية من أجل بناء المجتمعات القائمة على منظمة فكرية.
- التأثير على الأنظمة الاقتصادية الخاصة بالدول واستبدالها بأنظمة اقتصادية اشتراكية ، مما يساعد في التأثير على النظام الاقتصادي العالمي ، وإلى هنا متابعينا الكرام متابعي موقع احلم نكون قد وصلنا إلى ختام مقال الليلة وقد تكلمنا ودار حديثنا فيه عن ما هي الاشتراكية وخصائصها ، تعرفنا في هذا المقال على تاريخ الأنظمة الاقتصادية ، وتعريف الاشتراكية ، وخصائص الاشتراكية.
للمزيد يمكنك قراءة : تشي جيفارا قصة حياته مختصرة