ما هي غبقة رمضان وهل هي بدعة ؟
محتوي الموضوع
ما هي غبقة رمضان؟ الغبقة هي تقليد اجتماعي رمضاني شائع في دول الخليج العربي، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء على مائدة عامرة بعد صلاة التراويح، وذلك لتناول وجبة خفيفة قبل موعد السحور.
أصل كلمة غبقة:
الغبقة كلمة عربية مشتقة من “غبوق” بمعنى شرب الماء أو الحليب ليلاً. ويعتقد أنّ أصل تقليد الغبقة يعود إلى البدو الرحل الذين كانوا يُعدّون وجبة خفيفة بعد صلاة التراويح ليستعينوا بها على قضاء بقية الليل.
ما هي مكونات الغبقة؟
تتنوع مكونات الغبقة من دولة إلى أخرى، لكنّها تتكون بشكل عام من:
التمر: وهو من أهمّ مكونات الغبقة كونه رمزاً للبركة والخير.
المكسرات: مثل اللوز والجوز والفستق.
الفواكه الطازجة: مثل العنب والتين والرمان.
الحلويات: مثل الكنافة والقطايف واللقيمات.
المشروبات: مثل العصير واللبن والشاي والقهوة.
ما هي فوائد الغبقة؟
للغبقة فوائد اجتماعية ونفسية عديدة، منها:
تعزيز الترابط الاجتماعي: حيث تُتيح الغبقة فرصة للأهل والأصدقاء للقاء والتواصل.
إضفاء جوّ من البهجة والسرور: حيث تُعدّ الغبقة مناسبة للاحتفال بشهر رمضان المبارك.
التخفيف من شعور الجوع: حيث تساعد الغبقة على الإمساك عن الطعام حتى موعد السحور.
ما هي آداب الغبقة؟
يُراعى في الغبقة بعض الآداب، منها:
الاعتدال في تناول الطعام: تجنّباً للإفراط في الأكل والشرب.
تقديم الطعام للضيوف: من باب الكرم وحسن الضيافة.
الاستمتاع بالوقت مع الأهل والأصدقاء: حيث تُعدّ الغبقة فرصة للتواصل والتقارب.
هل الغبقة بدعة؟
لا يوجد إجماع بين العلماء حول حكم الغبقة، حيث يرى بعض العلماء أنّها بدعة مُحدثة لا أصل لها في الشرع، بينما يرى آخرون أنّها جائزة شرعاً ولا حرج فيها.
أدلة القائلين بكونها بدعة:
عدم وجود دليل شرعي على مشروعيتها: لم يرد في السنة النبوية الشريفة أيّ حديث يدلّ على مشروعية الغبقة.
التشبه بأهل الكتاب: حيث يُشبه بعض العلماء تقليد الغبقة بتقليد أهل الكتاب في بعض عاداتهم.
أدلة القائلين بجوازها:
عدم وجود دليل شرعي على تحريمها: لم يرد في السنة النبوية الشريفة أيّ حديث يدلّ على تحريم الغبقة.
كونها عادة اجتماعية: حيث يرى بعض العلماء أنّ الغبقة عادة اجتماعية تُساهم في تعزيز الترابط الاجتماعي.
كونها تُساعد على الإمساك عن الطعام: حيث تُساعد الغبقة على الإمساك عن الطعام حتى موعد السحور.
الرأي الراجح:
الرأي الراجح هو أنّ الغبقة جائزة شرعاً، ولا حرج فيها، ما دامت تُقام على النحو التالي:
أن لا تُقام على سبيل التعبد: أيّ لا تُعتبر عبادة من العبادات.
أن لا تُقام على سبيل التباهي والتفاخر: أيّ لا تُقام لإظهار الغنى والبذخ.
أن لا تُقام على سبيل الإسراف والتبذير: أيّ لا تُقام على سبيل إهدار الطعام.
متى تكون غبقة رمضان ؟
تختلف أوقات غبقة رمضان من بلد إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى، ومن عائلة إلى أخرى. بشكل عام، تقام غبقة رمضان في النصف الثاني من شهر رمضان، بعد صلاة التراويح. وفيما يلي بعض الأمثلة على أوقات غبقة رمضان في بعض الدول العربية:
في مصر: تقام غبقة رمضان عادةً في الأسبوعين الأخيرين من شهر رمضان، بعد صلاة التراويح.
في السعودية: تقام غبقة رمضان عادةً في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، بعد صلاة التراويح.
في الكويت: تقام غبقة رمضان طوال شهر رمضان، ولكن تزداد كثافةً في الأسبوعين الأخيرين.
في الإمارات العربية المتحدة: تقام غبقة رمضان عادةً في الأسبوعين الأخيرين من شهر رمضان، بعد صلاة التراويح.
وهناك بعض العوامل التي تؤثر على توقيت غبقة رمضان، مثل:
العادات والتقاليد المحلية: تختلف العادات والتقاليد المتعلقة بغبقة رمضان من بلد إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى.
الظروف الاجتماعية: قد تؤثر الظروف الاجتماعية، مثل ضيق الوقت أو كثرة الارتباطات، على توقيت غبقة رمضان.
الظروف الاقتصادية: قد تؤثر الظروف الاقتصادية، مثل ارتفاع تكلفة الطعام، على توقيت غبقة رمضان.
وإليك بعض النصائح لاختيار الوقت المناسب لغبقة رمضان:
تجنب الأوقات التي تكون فيها حركة المرور كثيفة.
اختر وقتًا مناسبًا لجميع الضيوف.
تأكد من أن لديك ما يكفي من الطعام والشراب.
استمتع بوقتك مع العائلة والأصدقاء!
وأخيرًا، لا توجد قاعدة ثابتة لتوقيت غبقة رمضان، فالأمر متروك للعائلة أو الجهة المنظمة. وهذا ما يجعل غبقة رمضان عادة مميزة وفريدة من نوعها. وختاماً، فإنّ الغبقة تقليد رمضاني جميل يُساهم في تعزيز الترابط الاجتماعي وإضفاء جوّ من البهجة والسرور على شهر رمضان المبارك، ولا حرج فيها ما دامت تُقام على النحو المذكور.