الهجرة في اللغة مشتقة من هجر ، والهجر دليل على القطيعة والقطع ، فيأتي خلاف للوصل ، ويقال هاجر الرجل من مكان لمكان ، بمعنى ترك المكان الأول وانتقل لمكان ثاني ، كما فعل المسلمون في مكة حينما انتقلوا للمدينة المنورة ، والهجرة في الاصطلاح بمعنى الانتقال من دار الحرب لدار الإسلام أو إلى أرض أكثر أماناً ، وقاية من الفتن ومن الظلم ، ولهذا قد ترك الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام مكة المكرمة وانتقلوا للمدينة المنورة.
لقد كانت هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أهم الأحداث في تاريخنا الإسلامي ، فقد كانت منعطف مهم ورئيسي في تغيير حال المسلمين وتمكينهم من إنشاء دولة لهم ، وفي هذا اليوم يسعدنا أن نقدم لكم متابعينا الكرام متابعي موقع احلم مقالة تحت عنوان متى كانت هجرة الرسول وما هي أسبابها ، سوف نضع بين أيديكم في تلك المقالة معلومات مهمة حول الهجرة النبوية ، فتابعوا معنا.
متى كانت الهجرة:
- لقد أذن الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة للمدينة المنورة بعد مرور 13 عشر سنة من الدعوة في مكة المكرمة ، وقد ورد عن ابن إسحاق أن الهجرة كانت في الـ27 من شهر صفر من السنة الـرابعة عشر من بعثة النبي ، أما وصوله للمدينة المنورة فقد كان في الثاني عشر من شهر ربيع الأول ، وهذا باعتبار أن شهر محرم هو الشهر الأول من السنة الهجرية.
للمزيد يمكنك قراءة : هل تعلم عن الهجرة النبوية
هجرة الأنبياء:
- تعد الهجرة طريق من ضمن الطرق الكثيرة التي سلكها الرسل والأنبياء عليهم السلام من أجل نشر دعوتهم إلى الله عز وجل ، وأن يحافظوا عليها من بغي وكيد الكائدين والمعادين لها ، فهناك عدد كبير من الأنبياء قد هاجروا ممتثلين لأمر ربهم سبحانه وتعالى ، من أجل نشر الدعوة ومن أجل الابتعاد عن التضييق والمنع ، فقد هاجر أبو الأنبياء نبي الله (إبراهيم عليه السلام) بعدما كاد له قومه وتآمروا عليه وعلى دعوته ، وقد هاجر أيضاً (لوط عليه السلام) ، وهاجر نبي الله (موسى عليه السلام) هو ومن آمنوا معه من بطش وظلم فرعون ، وقد هاجر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من أجل نشر دعوته.
للمزيد يمكنك قراءة : قصة سيدنا محمد
أسباب هجرة النبي من مكة للمدينة:
أسباب متعلقة بقريش:
- أولى حركات الهجرة لم تكن متمثلة بهجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة ، فقد سبقت تلك الهجرة للمدينة هجرة بعض الصحابة للحبشة ، وكان هذا بأمر من الرسول ، بسبب اشتداد أذى الكفار والمشركين بهم ، ولم يكن للصحابة من يحميهم من أذى قريش ، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان في حماية عمه أبي طالب ، لهذا فمن أعظم دوافع وأسباب الهجرة للحبشة أو للمدينة المنور ، هو الابتعاد عن أذى المشركين وظلمهم الشديد على النبي وصحابته الكرام.
- فقد تعرض العديد من الصحابة لتعذيب جسدي كبير إلا أنهم ثبتوا وصبروا واحتسبوا ، وهنا نذكر القصة الشهيرة للصحابي الجليل (بلال بن رباح رضي الله عنه) وما فعله الكفار به من إلقاءه في الصحراء في شدة الحر ووضع الحجر على صدره ، وأيضاً معاناة آل ياسر رضي الله تعالى عنهم ، ووعد النبي لهم بالجنة ، وغيرهم من الصحابة.
أسباب متعلقة بنشر الدعوة:
- لقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على دعوة قريش وأهل مكة للإسلام ، وقد باشر دعوتهم إليه مستعملاً في سبيل هذا أساليب تتسم بالرفق والموعظة الحسنة والحكمة ، إلا أن أهل مكة حينها لم يتقبلوا دعوته ، وقد حاربوه جداً ووقفوا ضده ، وهذا قد اضطر النبي للتفكير والبحث عن مكان آخر للدعوة ، فقد لقي النبي أهل المدينة المنورة قبولاً وإقبالاً شديداً على الدعوة ، وبالخصوص عندما قابل النبي جماعة من الخزرج في موسم الحج وهم من المدينة المنورة ، ودعاهم للإسلام.
- وقد استجابت القبيلة لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم عندما حدثهم عن الدين الإسلامي ، وتلا عليهم بعض الآيات من القرآن الكريم ، ولم يستغربوا من دعوة النبي لأن الخزرج كانوا يجاورون اليهود بالمدينة ، واليهود كانوا يحدثون عن قرب قدوم نبي ، وعندما رجع الخزرجيون للمدينة المنورة قد أخبروا قومهم بالدعوى النبوية ، وعندما أتى العام القادم جاء 12 رجل من الأوس والخزرج ، وبايعوا الرسول في مكان يدعى العقبة ، فسميت تلك البيعة ببيعة العقبة الأولى.
للمزيد يمكنك قراءة : الهجرة النبوية مشاهد من الهجرة