محتوي الموضوع
“متى يبدا الوحم” .. في رحم الأمومة، تنطلق رحلة الحمل كفيلم مليء بالمفاجآت والتغيرات الفيزيولوجية. ومن أبرز تلك المفاجآت التي تصاحب الأمهات في أولى شهور الحمل هو “الوحام”. يعد الوحام ظاهرة طبيعية وشائعة، يترقبها العديد من الأزواج بشغف، حيث ينظر إليها باعتبارها إشارة قوية تعلن بدء الرحلة الجميلة نحو استقبال مولودهم.
لكن عندما يبدأ الوحام؟ هل هناك توقيت محدد يمكن التنبؤ به؟ في هذا المقال، سنستكشف متى يظهر الوحام خلال فترة الحمل، ونلقي نظرة على العوامل المؤثرة والعلم وراء هذه الظاهرة الغامضة.
متى يبدا الوحام بالولد
تنتج التغيرات المعقدة في جسم المرأة الحامل عن لقاء البويضة المخصبة بالحيوان المنوي الصحيح ورحلتها المثيرة عبر قناة فالوب إلى استقرارها في جدار الرحم وبداية عملية التقسيم. تظهر آثار هذه العملية على المرأة بشكل واضح من خلال الغثيان والإرهاق وتقلبات الشهية، وغيرها من الأعراض المتنوعة التي تُعرف بالوحام.
تتفاوت أعراض الوحام بين النساء، حيث يتأثر وقت ظهورها وشدتها بعدة عوامل، بدءًا من جنس الجنين. يعتبر البعض أن تأخر ظهور أعراض الوحام يُشير إلى حمل ذكر، وعادةً ما تكون هذه الأعراض أقل شدة في الشهر الثاني. وهذه المعتقدات قد تدفع بالنساء إلى البحث عن وسائل لتحديد جنس الجنين، مما يسهم في تكوين توقعاتهن والتحضير للفترة القادمة.
قد يهمك ايضاً : الجنين في الاسبوع الثامن
أسباب حدوث الوحام للحامل
توجد عدة أسباب علمية تم استنتاجها من خلال الأبحاث والتجارب السريرية، تلعب دورًا هامًا في ظهور أعراض الوحام عند النساء الحوامل.
- يأتي في مقدمة هذه الأسباب التغيرات الهرمونية والفيزيولوجية الكبيرة والسريعة التي تحدث داخل جسم المرأة خلال فترة الحمل.
- يتزايد إفراز هرمون الحمل وهرمون البروجسترون، المسؤول عن تكوين بطانة الرحم، مما يسهم في تفاقم أعراض الوحام.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أن المرأة الحامل تفقد بعض العناصر الغذائية والفيتامينات الأساسية، مثل انخفاض نسبة الحديد في الجسم، وهو أمر يعزز من ظهور أعراض الوحام بشكل إضافي.
أهم أعراض الوحام
تظهر أعراض الوحام بوضوح على المرأة الحامل خلال الثلث الأول من الحمل، وتختلف قوتها ووضوحها من شخص لآخر. يمكن لهذه الأعراض أن تختفي تدريجياً أو تستمر بشكل أقل حدة حتى نهاية الفترة الحملية. من بين العلامات والأعراض التي تظهر خلال فترة الوحام:
- الإحساس المستمر بالتعب والإرهاق الشامل.
- الرغبة القوية في النوم لفترات طويلة.
- التقيؤ المستمر والشعور بالغثيان.
- الانتفاخ في منطقة البطن وزيادة في تكوين الغازات.
- الرغبة الشديدة في تناول بعض أنواع الطعام والشراب، والنفور من أنواع أخرى.
- التقيؤ الناتج عن رائحة معينة للطعام.
- مشاكل في عملية الهضم والإصابة بالإمساك.
- حدوث اضطرابات في الهضم.
- الشعور بألم وحساسية في الثديين، مع تغيير في لون الحلمة.
- الشعور بالحموضة والحرقة في منطقة الصدر.
قد يهمك ايضاً : متى احس بحركة الجنين
تجربتي في تقليل وحام الحمل
تجربتي في التغلب على الوحام أثناء حملي كانت تحديًا حقيقيًا. كنت أعاني من الغثيان والاستفراغ المتكرر، وبصراحة، أصبحت رائحة الطعام والعطور تُثير فيّ مشاعر الرفض. لكنني استفدت من نصائح الطبيب التي ألهمتني بالتغلب على هذه المرحلة الصعبة.
- تناول وجبات صغيرة على مدار اليوم وتقسيمها بانتظام، وهو ما جعلني أتغلب على الشعور بالجوع الشديد. كما اعتمدت على تناول الأطعمة قليلة السعرات الحرارية واستبدال بعض العادات الغذائية الضارة بأخرى صحية.
- وكانت المفاجأة الجميلة في تلك الفترة هي استشارتي متخصصًا في التغذية العلاجية، الذي وفر لي نظامًا غذائيًا متوازنًا وغنيًا بالمغذيات الضرورية. توجيهاته بالابتعاد عن المصادر الغذائية الضارة كانت حاسمة في تحسين حالتي.
- رغم الصعوبات، اكتشفت أهمية الراحة والاسترخاء، وكيف يمكن للأنشطة الهادئة مثل التنزه في الصباح أو الاستفادة من أشعة الشمس أن تلعب دورًا فعّالًا في تحسين المزاج وتخفيف الوحام.
لكن أهم نصيحة أرغب في مشاركتها معك هي أن تبقي دائمًا على اتصال وثقة بفريق الرعاية الصحية الخاص بك. استشارة الأطباء واستفسارهم يلعبان دورًا حاسمًا في تسهيل رحلتك خلال فترة الحمل. فلا تترددي في البحث عن الدعم وتبادل الخبرات مع النساء اللاتي مروا بتجارب مماثلة. تذكري، كل جهد تبذلينه اليوم سيكون له ثماره الجميلة غدًا.”
ارتباط الوحام بجنس الجنين
خلال زيارتي للطبيب في الشهر الخامس من حملي، كانت لدي استفسارات حول صحة الافتراضات التي يتداولها الناس حول علاقة تفضيلات الطعام خلال فترة الحمل بجنس المولود. أكد لي الطبيب أن هذه الافتراضات لا تمتلك أساسًا علميًا قويًا، بل قد تكون ناتجة عن الصدفة في الكثير من الحالات.
- أشار إلى أن احتمالية الحمل بمولود ذكر تعادل احتمالية الحمل بفتاة، ولكن هناك بعض العلامات المشتركة المرتبطة بالحمل بذكر، مثل توحم الأم على الأطعمة المالحة وتحسن بشرتها وشعرها.
- وبالمقابل، تمتلك الأم الحامل بفتاة بعض العلامات الشائعة، مثل توحمها على الأطعمة الحلوة وتدهور حالة شعرها وظهور علامات على بشرتها.
- يجب أن يتم التعامل مع هذه العلامات بروح هادئة وعدم القلق، مع الحرص على استشارة الطبيب واتباع نظام غذائي صحي لتعزيز صحة الأم والجنين وتجنب أي مضاعفات غير مرغوب فيها.
في ختام هذا الرحلة المثيرة والمليئة بالتحولات والتوقعات، نكتشف أن لحظة بداية الوحام تعتبر نقطة تحول مهمة في مسار رحلة الحمل. فقد ترتبط هذه الظاهرة الطبيعية بتغيرات كبيرة تحدث داخل جسم المرأة الحامل، وتكون مؤشرًا على تأقلمها مع هذه الفترة الفريدة.
بالرغم من أننا قد استكشفنا العوامل العلمية وراء بداية الوحام، إلا أن تجربة كل امرأة تظل فريدة وشخصية. فمن الصعب التنبؤ باللحظة الدقيقة لظهور هذه الأعراض، ولكن يظل الفضل يعود إلى الطبيعة الفريدة لكل حمل.
في نهاية هذا المقال، ندرك أن الوحام ليس مجرد مرحلة صعبة قد يمر بها بعض الأفراد، بل هو أيضًا رمز لبداية رحلة جديدة من الحياة. إن اللحظة التي تظهر فيها هذه الأعراض تأتي كإشارة إيجابية تبشر بقدوم فرد جديد إلى هذا العالم، حاملاً معه الحياة والأمل.
قد يهمك ايضاً : متى يتكون الجنين ؟
