إن العمل من أعظم العبادات والقربات التى يتقرب بها الإنسان إلى خالقه، فقد قال الله تعالى ” وآية لهم الارض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حباً فمنه يأكلون * وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون * ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون “، وبالعمل يتقدم الإنسان ويعلو شأنه وبالعمل تتسابق الأمم وتتقدم إحداها على الأخرى.
الحث على العمل:
ورد في القران الكريم عدة آيات تحث المسلمين على العمل نذكر منها:
- قال تعالى ” فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور”
- قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ”
- وحث الله رسله الكرام بالدعوة إليه والعمل الصالح قال تعالى” يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً اني بما تعملون عليم”
- إن العمل الصالح الحلال يغفر الله به الذنوب، قال تعالى” واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى”
- وأمر الله سبحانه وتعالى عباده المسلمين بالتوازن بين العمل الصالح في الدنيا ونصيب المرء في الآخرة قال تعالى” وابتغ فيما آتاك اللّه الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا”
- وقال تعالى في موضع أخر من القران الكريم يحث الله فيه أتباعه على الالتزام بصلاة الجمعه ثم بعد فراغهم منها أن ينتشروا ويتفرقوا في الأرض طلبا للرزق وبحثا عنه قال تعالى”فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل اللّه واذكروا اللّه كثيراً لعلكم تفلحون”
وهناك كثير من الآيات الأخرى التى تحث المسلمين على العمل والكسب من رزق أيديهم، كذلك السنة النبوية ورد فيها الكثير من الأحاديث التى تشجع على العمل وتحث عليه :
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: “لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بهَا وَجْهَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ” رواه البخاري
- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” ما أكل العبد طعاماً أحب إلى الله من كدِّ يَدِهِ ومن بات كالاً من عمله بات مغفوراً له”
- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (لاَ يَغْرِسُ مُسْلِمٌ غَرْسًا وَلاَ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ وَلاَ دَابَّةٌ وَلاَ شيء إِلاَّ كَانَتْ لَهُ صَدَقَةٌ) رواه مسلم
- صافح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجلاً فوجد يد الرجل خشنة من آثار العمل اليدوي فقال عليه السلام: “هذه يد يحبها الله ورسوله”
أهمية العمل:
- للعمل أهمية كبيرة في حياة الإنسان فلا يستطيع الإنسان أن يكسب قوت يومه وعياله إلا بالعمل
- يمكن العمل الإنسان من أن تكون له شخصية مستقلة بدلا من أن يكون عالة على المجتمع
- بالعمل تنهض الأمم وتبني الدول وتتقدم
- بالعمل يشعر الإنسان بذاته ويكون ذا تأثير في المجتمع
- بسبب العمل يحدث تعاون بين الأفراد والدول، فكل منهم يحتاج لما يجيده الأخر من أعمال
أنواع العمل:
هناك أنواع مختلفه من الأعمال ولتسهيل هذا الأمر علينا يمكننا تقسيم الأعمال إلى تقسيمات فرعية،
أولا الأعمال الحكومية:
هي نوع من أنواع الأعمال يعمل فيها الفرد تحت قيادة أشخاص أخريين وكلهم معينون من حكومات دولهم، في هذا النوع من الأعمال يكون الفرد مقيد بعمل معين و بمواعيد لهذا العمل، وفي نهاية مدة معينة متفق عليها مسبقا يستلم الفرد راتبا ماديا متفق عليه مسبقا.
ثانيا العمل الحر: والعمل الحر هو أن يكون الإنسان مدير نفسه ليس هناك من يرأسه، ويذهب لعمله بمواعيد يحددها هو لنفسه، بالمختصر لا توجد عليه نفس القيود الموجودة على الفرد الذي يعمل في وظيفة حكومية، وينقسم هذا النوع من العمل إلى قسمين:
- عمل حر جماعي: وهو كأن يجتمع مجموعة من الأفراد على تنفيذ مشروع معين برأس مالهم الخاص أو بمجهوداتهم الخاصة، وينتدبوا واحدا من بينهم ليكون رئيسا لهم.
- عمل حر فردي: وفي هذا النوع من الأعمال يكون الإنسان حر نفسه يعمل تحت إمرتها، يختار مجاله بنفسه ويحدد مواعيد ذهابه وإيابه للعمل بمحض إرادته، ويجني من المال حسب مجهوداته.
امثلة على العمل الحر:
هناك العديد من الوظائف والأعمال الحرة مثل،
- الترجمة والتعريب من الأعمال الحرة التى يمكنك ممارستها بنفسك عن طريق إحدى منصات العمل الحر على الإنترنت
- كتابة المحتوي والتأليف
- أعمال السباكة والكهرباء
- أعمال النجارة وصناعة الأثاث
- المقاولات وأعمال البناء
- البائعون سواء كان يملك محل لبيع سلعته أو كان بائعا جائلا
- مجال التسويق والإعلان
- الرسم والتلحين والعزف
- التعليم عن بعد باستخدام منصات خاصة على الإنترنت
- الأعمال اليدوية بأنواعها
وسواء كان العمل حرا أم مقيدا برئيس وشروط فكلها أسباب ووسائل ليحقق الإنسان ذاته ويجني رزقه ويساهم في بناء مجتمعه.
