محتوي الموضوع
محافظة الشرقية هي واحدة من محافظات مصر، وتوجد في المنطقة الشرقية، وتُعتبر ثالث أكبر المحافظات المصرية في عدد السكان، ولها أهمية كبرى في الماضي والوقت الحاضر، حيث إنها تُعد البوابة الشرقية لجمهورية مصر العربية، والمحافظة تتخذ من الحصان الأبيض الجامح المتوسط لبساط أخضر شعارً لها؛ لأنها تمتاز بتربية الخيول العربية، وتحتل الزراعة بها مساحات واسعة وكبيرة منها.
وفي التاسع من شهر سبتمبر من كل سنة تقوم المحافظة بإحياء اليوم القومي لها في ذكر وقوف القائد والزعيم أحمد عرابي في وجه الخديوي توفيق قفي ميدان عابدين وهو يعرض عليه مطالب الجيش في العام 1881.
ونحن في هذا الموضوع محافظة الشرقية تاريخها وحاضرها، نتعرض إلى بعض المعلومات والتفاصيل الحيوية الخاصة بمحافظة الشرقية، ونحاول أن نُبرز أهم المعالم التاريخية والأثرية في المحافظة؛ ليظهر للقارئ الكريم ما تتمتع به هذه المحافظة الجميلة من عبق تاريخي وقوة عصرية جبارة.
معلومات عن محافظة الشرقية :
- كانت محافظة الشرقية في القديم تُعد المقاطعة رقم 12 من مقاطعات الوجه البحري، وكانت عاصمتها القديمة تُدعى بوباستيس، والتي صارت فيما بعد في إحدى الفترات التاريخية عاصمة لمصر جميعها، وحصل تكوُّن إقليم الشرقية بهذا الاسم الحالي في عهد دولة الفاطميين.
- وكان قبل هذا الوقت مقسم إلى بضعة كور صغيرة، كل كورة لها قيام بذاتها، ثم تم ضم تلك الكور ودُعيَت الشرقية؛ لأنها تقع في الجانب الشرقي من الوجه البحري، وفي سنة 1315 أُطلق على المحافظة اسم الأعمال الشرقية، وفي العام 1527 أُطلق على المحافظة اسم ولاية الشرقية.
- وحين تولى محمد علي باشا حكم مصر في العام 1805 كان القطر المصري حينذاك يتكون من ثلاثة عشر ولاية، تنقسم تلك الولايات إلى سبع في الوجه البحري، وثلاثة عشر في الوجه القبلي، وكانت محافظة الشرقية واحدة من ولايات الوجه البحري وأقدم تلك الولايات،.
- وكان يدير الولاية في الوجه البحري أحد الموظفين ويُدعى الكاشف، وحين أمر محمد علي باشا بعمل مسح شامل لكل الأطيان في القطر المصري في سنة 1813، قام بتقسيم الولايات إلى أخطاط، ويكون لكل خط من هذه الأخطاط حاكم يُدعى حاكم الخط؛ وذلك لكي ينظم الأعمال بالقرى، وليمكن له الإشراف عليها، ويتضمن كل خط على العديد من النواحي، وبكل ناحية من تلك النواحي عُمدة أو شيخ بلد.
- في العام 1816 تم تقسيم ولايات الغربية والدقهلية والبحيرة والشرقية إلى عدة أقسام تم تعيين ناظر لكل قسم منها، وفي العام 1819 قام محمد علي باشا بإبطال اسم مأمورية وقام بإبدال وظيفتي حاكم وكاشف إلى مأمور، وقام محمد علي باشا بإحداث تغيير في العاصمة من بلبيس إلى الزقازيق، وقد تم تقسيم القطر المصري إلى أربع وعشرين مأمورية، يوجد 14 منها من الأقاليم البحرية، ويوجد 10 منها من الأقاليم القبلية، تم تقسيم محافظة الشرقية إلى مأموريتين من مجمل ال14 مأمورية، وهما:
- نصف أول الشرقية: ويتضمن أقسام أبو كبير وكفر صقر والصوالح.
- نصف ثاني الشرقية، ويتضمن أقسام ههيا وبلبيس والعزيزية وشيبة النكارية.
- في سنة 1829 حصل ضم لمحافظة الشرقية تحت لواء سُمِّي مديرية الأقاليم البحرية، بعد أن تم تقسيم القطر المصري إلى 3 أقاليم، وهي: الأقاليم البحرية والأقاليم الوسطى والأقاليم الصعيدية.
وقد ظلت الأقاليم ومأموريتها في الكثير من التقلب سواء من ناحية وظائفها أو حدودها أو موقعها أو وظائف المهيمن عليها من الحكام، وقد أمر محمد علي باشا عام 1833 بالتالي:
- القيام بإعادة أسماء أقاليم الوجه البحري الجغرافية التي قُسِّمت إليها من قبل.
- القيام بإحداث تعديل لحدود أغلب الأقاليم في الوجهين: القبلي والبحري.
- القيام باستبدال اسم مأمورية الذي كان مُطلقًا على كل الأقاليم أو أجزاء منه، استبدال ذلك باسم مديرية، وأيضًا استبدال اسم مأمور باسم مدير، ثم يتم اختيار المدينة التي من الممكن أن تصلح أن تكون قاعدة لكل المديرية؛ وذلك حتى يقيم المدير ومعاونوه من الموظفين فيها، على أن يكون اختيارها في وسط المديرية على قدر الإمكان؛ ومن ثَم تم تسمية الشرقية باسم مديرية، وصارت قاعدتها مدينة بلبيس، ضمن سبع مديريات في الوجه البحري، ومثل هذا العدد في الوجه القبلي، وكل مديرية كانت تشمل تحت لوائها عدة أقسام.
- وقد صدر قرار في سنة 1871 بإطلاق كلمة مركز بديلًا من قسم على أقسام المديريات في الوجه البحري، حيث يقال: مركز أبو حماد بديلًا عن قسم أبو حماد.
الموقع الفريد للمحافظة:
- لمحافظة الشرقية موقع فريد بين كل محافظات شرق الدلتا، فالشرقية هي الحارسة للمدخل الشرقية لجمهورية مصر العربية، فهي بحكم موقعها كانت تواجه الصدمة الأولى في كل الغزوات الوافدة على مصر من ناحية الشرق، ولمكانها المتميز والفريد ذلك ولتوسطها منطقة شرق الدلتا، فهي نقطة تقابل لأهم طرق المواصلات للعديد من المحافظات كبورسعيد والإسماعيلية والقاهرة والدقهلية والغربية والقليوبية.
التعداد السكاني:
- تُعد محافظة الشرقية ثالث محافظة مصرية من حيث العدد السكاني على مستوى الجمهورية، بعد محافظتي: القاهرة والجيزة، وتمثل نسبتها 7.4 % من سكان جمهورية مصر العربية، حيث وصل عدد سكانها بصورة تقديرية في العام 2019 إلى 7.9 مليون نسمة، وتكثر فيها منطقة الريف بصورة كبيرة حيث يمثل فيها الريف ما نسبته 75 بالمئة، بينما الحضر يمثل بها ما نسبته 25 بالمئة.
تقسيم الشرقية الإداري:
- تشتمل محافظة الشرقية على: 13 مركزًا بالإضافة إلى أربع مدن وحي أول وحي ثان الزقازيق، وتشتمل كذلك على 107 وحدة محلية منتشرة في القرى، وعدد قراها يبلغ 509 قرية، و3890 كفر وعزبة، وتتضمن هذه المحافظة العملاقة كذلك على مدينتين صناعيتين من أهم المدن في مصر وهما: مدينة العاشر من رمضان ومدينة الصالحية الجديدة.
المعالم الأثرية في محافظة الشرقية:
- يوجد العديد من الآثار والأماكن السياحية المنتشرة في كل أنحاء الشرقية، والتي تنفرد بها المحافظة دون غيرها من كل محافظات الوجه القبلي، حيث ينتشر بين مناطقها العديد من المواقع الأثرية التي تبلغ مئة وعشرين موقعًا أثريًّا، وأشهر هذه المواقع تتركز في منطقتي: صان الحجر وتل بسطة.
- ويوجد في مركز الحسينية الشرقية المدينة الأثرية المعروفة ب(صان الحجر) والتي تبعد عن مدينة الزقازيق بحوالي 75 كم، وتبعد عن محافظة القاهرة ب130كم، وتُدعى تانيس، وهو اسم يوناني، أما الاسم الفرعوني فكان (جعلت).
- وكانت عاصمة لمصر السياسية أثناء حكم الأسرتين: الواحدة والعشرين والثالثة والعشرين، وقد كانت في بعض الفترات التاريخية من المدن الكبرى وظلت كذلك حتى نهاية العصر الروماني، ومنطقة تانيس من المناطق الغنية بالآثار الفرعونية، وكذلك الآثار اليونانية والرومانية بصورة خاصة؛ لأنها كانت طريقًا أساسيًّا لغزو بلاد الحيثيين وفي الدفاع عن مصر في حال الهجوم الخارجي، وتُعد تانيس (أقصر) الوجه البحري لما تحتوي عليه من معابد ملكية ومن قصور ومسلات فيها عبق التاريخ والماضي.
- المعابد: تمتلئ تلك المنطقة بالكثير من المعابد الحجرية الضخمة، ويتوسطها المعبد الكبير لآمون الذي كان يعبده الكثير من الفراعنة في مصر القديمة.
أهم المدن والقرى الموجودة في محافظة الشرقية:
- يوجد في محافظة الشرقية العديد من المدن المهمة التي لها الكثير من القيمة التاريخية والقيمة الاقتصادية الكبيرة، مثل: مدينة الزقازيق محافظة العاصمة، ومدينة فاقوس، والحسينية الشرقية وبلبيس وأبو حماد ومنيا القمح وأولاد صقر والصالحية الجديدة والعاشر من رمضان وأبو كبير وكفر صقر والقنايات ومديرب نجم ومشتول السوق وههيا والإبراهيمية والقرين والعزيزية وصان الحجر.
كان هذا ختام موضوعنا حول محافظة الشرقية تاريخها وحاضرها، قدمنا خلال هذه المقالة بعض المعلومات التاريخية والمعاصرة المهمة عن محافظة الشرقية، تلك المحافظة الجميلة في كل شكل من أشكالها، تلك المحافظة التي تحتوي على الكثير من المعالم التاريخية والمعالم الاقتصادية المهمة، وبها العديد من المدن المهمة كالعاشر من رمضان والصالحية الجديدة وهي مدن اقتصادية بامتياز، ونتمنى أن أكون قد وُفِّقت في إيجاز بعض ما تتمتع به هذه المحافظة الكبيرة من الميزات، وإلا فالكلام يطول.