مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي معلومات عن العلم والشعر واللغة العربية في هذا الوقت
المقصود بالعصر الجاهلي هو العصر الذي سبق ظهور رسالة الإسلام، حيث عاش العرب في هذه الفترة حضارة فكرية متنوعة قل نظيرة بين الأمم في مختلف امور الحياة، وهناك العديد من الادلة علي الحضارة التي شهدها العرب في العصر الجاهلي ومنها الآثار الحضارية المتبقية في شبة الجزيرة العربية حتي يومنا هذا، والتي تشهد علي مدي التقدم العلمي والعمراني الذي توصلوا إليه بالاضافة الي العديد من المؤلفات والاختراعات والاكتشافات المذهلة التي أبهرت العالم في هذا الوقت، والتي عبرت عن مدي التقديم العلمي والثقافي والفكري الذي توصل إليه العرب في هذا الوقت قبل أي شعب آخر من شعوب العالم، فقد تمتع العرب بالذكاء وسرعة البديهة والفطرة والبلاغة، وهناك الكثير من القصائد الشعرية التي صورت الحياة الجاهلية بشكل مفصل، ويسعدنا ان نتناول معكم الآن في هذا المقال عبر موقع احلم معلومات مشوقة ورائعة جداً عن مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي ، موضوع مميز استمتعوا معنا الآن بالتعرف عليه وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : معلومات .
الأدب الجاهلي
الأدب الجاهلي هو فنون النثر والشعر التي انتشرت في العصر الجاهلي، وقد تم تناقل هذا الادب باستخدام الطريقة الشفهية وحفظ الشعر حتي اكتشاف التدوين ومن ثم ظهرت مجموعة من الرواة واشهرهم أبو عمرو بن العلاء، وحماد بن سلمة، والأصمعي، وخلفٍ الأحمر، والمفضّل الضبي، وفي هذا الوقت اشتهر بعض الاشخاص بالانتحال والكذب ومنهم لف الاحمر وحماد بن سلمة، حيث أصبح الشعر لهما مكسباً وتجارة، وهناك العديد من المؤلفات التي تمت لجمع الشعر الجاهلي وأبرزها الاصمعيات للأصمعي والمفضليات للمفضل الظبي، وطبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي .
اللغة العربية
اللغة العربية هي من اللغات السامية التي نشأت من اصل واحد وهي الآشورية، والسريانية، والعبرية، والحبشية، واقتصرت اللغة العربية في كتابتها على الحروف دون الحركات، وقد مرت اللغة العربية بالعديد من التطورات والمراحل المختلفة، حيث كان العرب قديماً يعتمدون علي استخدام لغتان، وهما اللغة القحطانية واللغة الجنوبية، وتختلف حروف هاتان اللغتان عن الحروف العربية التي نعرفها الآن، وبعد ذلك ظهرت لغة احدث منهما اطلق عليها اللغة العدنانية او الشمالية .
وتجدر الاشارة الي أن كل ما وصلنا من الشعر الجاهلي كان مكتوب باللغة العدنانية، وذلك لأن الشعراء الذين وصلنا شعرهم كانوا ينتمون الي قبيلة ربيعة، ومضر العدنانيتين، أو من قبائل يمنية رحلت إلى الشمال؛ كقبيلة كندة، وطيء، ومع مرور الأيام تقاربت اللغتان كثيراً بسبب التجارة والحروب والاسواق الادبية، مما عمل علي انتشار اللغة القحطانية وتغلبها علي العدنانية، ثم عرفت بعد ذلك بإسم اللغة الفصحي التي نعرفها الآن .
الخطابة في العصر الجاهلي
الخطابة هي عبارة عن شعر منثور وهي تشبه الشعر في انها تحتاج الي البلاغة والمعاني العظيمة والكلمات المؤثرة، وعلي الرغم من ان العرب في العصر الجاهلي كانوا أميين لا يعرفون القراءة والكتابة إلا انهم كانوا علي قدر عالي جداً من البلاغة والفصاحة، فكانوا يخطبون بكلمات وعبارات بليغة وقوية، ويمتلكون قريحة مثل الشعراء ويدربون فتياتهم عليها منذ صغرهم، وكان العرب في هذا العصر بحاجة ماسة الي الخطباء بهدف إيفاء الوفود مثل حاجتهم الي الشعراء للدفاع عن القبائل والانساب والاعراض، حيث كان لكل قبيلة خطيب كما كان لها شاعر يدافع عنها ويتغني بها .
النثر في العصر الجاهلي
المقصود بالنثر هو عبارات وكلمات تم اختيار الفاظها بعناية شديدة، إلا انه يختلف عن الشعر حيث لا يتميز بالوزن والقافية، ويتم كتابة النثر بهدف التأثير في المستمع وجلب انتباهه الي الموضوع، وينقسم النثر في العصر الجاهلي الي قصص وسجع الكهان وخطابات وامثال، ويتصف بقصر الجمل وبكثرة غرائبة، خاصة سجع الكهان، حيث كان الكاهن يعتمد علي اتباع هذا الاسلوب لإخفاء حديثه، ومن انواع النثر المعروفة الخطابة والامثال والحكم والحكمة .