معجزات موسى عليه السلام وقصته مع فرعون والسحرة
نحكي لكم اليوم في هذا المقال من موقع احلم قصة معجزات موسى عليه السلام مع فرعون والسحرة، قصة رائعة مليئة بالعبر والعظات من قصص الانبياء في القرآن الكريم وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص الأنبياء .
قصة موسى مع فرعون والسحرة
حمل سيدنا موسى بن عمران عليه السلام عصاه الطويلة ووقف أمام فرعون في شجاعة لا نظير لها يدعوه إلى دين الله، وبجانبه أخوه هارون يؤازره ويسانده، كان فرعون يعرف موسى جيدا فهو الذي قام على رعايته سنين طويلة، منذ أن كان وليدا جاءه في تابوت صغير، هاهو موسي قد اشتد عودة واصبح مفتول العضلات.
كان فرعون ينظر إلى موسى وكأنه يراه للمرة الأولى، فقد كان موسى متکلما لبقا، يحمل دعوة كريمة من الله عز وجل. هز فرعون رأسه ومس لحيته قائلا لموسى عليه السلام: ألم نريك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين؟ فرد عليه موسى وقال له: – وتلك نعمة تمنها على وقد جعلت قومي عبيدا لك تسخرهم الخدمتك وتعذبهم ألوان العذاب. صمت فرعون قليلا ثم قال في تهكم: ومارب العالمين الذي جئت تدعوني إليه، قال موسي : إنه رب السماوات والارض وما بينهما .
نظر فرعون لحاشيته من الوزراء والكبراء وقال لهم: – ألا تسمعون؟ لم يلتفت موسى إلى سخرية فرعون ونظرات المحيطين به بل استمر قائلا: – ربكم ورب آبائكم الأولين. اتهم فرعون نبي الله موسى بالجنون، لكن موسى عليه السلام استمر في مناظرته وتقديم حججه القوية المضيئة فلم يملك فرعون جوابا يرد به على نبي الله، لكنه زمجر في غضب قائلا – لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين فقال موسى – أو لو جئتك بشئ مبین؟ قال فرعون – فأت به إن كنت من الصادقین۔ أمسك موسى عليه السلام بالعصا أمام فرعون ثم رمى بها فإذا بها وقد تحولت ثعبانا هائلا، راح يتلوی بسرعة عجيبة ويتجه نحو فرعون وهو يفوح بغضب. امتلأ قلب فرعون بالخوف، والرعب وراح يصيح ويصرخ قائلا له : بتوسل : ابعدها يا موسي ارجوك .
ها هی آیة آخری یظهرها موسی علیه السلام، آیده الله بها، فقد أدخل يده السمراء فى جيبه ثم أخرجها فإذا بها بيضاء تتلألأ كنور الشمس. قال فرعون وهو خائف على ملكه أن يضيع: – أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى، فلنأتيك بسحر مثله، فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه، نحن ولا آنت مکانا سوی ، نعم هذا ما کان یتمناه موسی علیه السلام، ان یکون التحدی فی مکان فسیح، واسع … ویکون امام اکبر حشد من الناس.. لأنه على الحق، والحق قوي أبلج . فقال على الفور: – موعدكم يوم الزينة، وأن يحشر الناس ضحى.
وفي اليوم الموعود، اقبل الناس من کل مکان لينظروا إلى تلك المناظرة العجيبة التي لم يحدث لها مثيل من قبل . وهم يقولون : – لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين. هنالك تقدم نبي الله موسى عليه السلام وراح يدعو السحرة إلى دين الله عز وجل، ويعرفهم أنه رسول من قبل الله وليس ساحرا كما يظنون . وراح يحذرهم من عقاب الله وغضبه ، قال لهم : و قد خاب من افتری، اختلف السحرة فيما بينهم، قال بعضهم هذا نبی وليس بساحر، وقال آخرون : لا بل هو ساحر عتيد .
وقف السحرة صفا وكان عددهم كبيراً ، كل واحد منهم يتمني أن يكون منتصراً حتي يحصل علي المكافأة العظيمة التي وعدهم بها فرعون، قالوا : – یا موسى، إما أن تلقي وإما نبدأ نحن أولا.. قال لهم نبي الله موسى – بل ألقوا أنتم أولا. فلما ألقوا ما معهم من جبال وعصي وغيرها سحروا أعين الناس واسترهبوهم، وجاءوا بسحر عظيم .. حتى أن الناس رأت الحبال تجري، والعصي تسعى وتتحرك أمامهم.
قال السحرة – بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون خاف موسى عليه السلام أن يؤمن الناس بالسحرة وتفتتهم هذه الألاعيب الشيطانية، وتلك الأساليب الكاذبة. فأوحى الله عز وجل إلى موسى: لا تخف أنك أنت الأعلى، وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا، إنما صنعوا كيد ساحر، ولا يفلح الساحر حيث أتي».
عندئذ اطمأن قلب موسى فأمسك بعصاه وقال بصوت عال : – ما جئتم به السحر، إن الله سيبطله، إن الله لا يصلح عمل المفسدين.. ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون، ما أن ألقى موسى عليه السلام عصاه كما أمره الله عز وجل، حتى تحولت إلى ثعبان حقيقي.. راح بسرعة عجيبة يلقف كل شيء.. يبتلعه حتى أتى على جميع الحبال والعصي وكل الاشياء التي تخص السحرة والجميع ينظر اليه في ذهول، ثم عادت العصا مرة اري سيرتها الاولي فأمسكها موسي بيده.
في التو واللحظة القي السحرة ساجدين لله رب العالمين قائلين من قلوبهم : آمنا برب العالمين .. رب موسى وهارون ، اغتاظ فرعون وراح يتوعدهم بالعذاب الأليم، لكنهم صاروا مؤمنين بالله لا يخافون من فرعون ولا من اي احد .