معركة حطين هي معركة جرت بين المسلمين واعدائهم في فلسطين بعدها رجع المسلمون بيت المقدس وادوا صلاتهم في المسجد الاقصي، حدث ذلك بعد كفاح مرير وسنين طويلة ونعود الي مطلع القرن الاول الهجري ( القرن الرابع الميلادي ) ورايات الاسلام ترترف علي بلاد الشام بعد تحررها من الرومان لكن الرومان لم يكفوا عن محاولاتهم العودة الي تلك البلاد المسلمة وبعد اربعة قرون حشدت اوروبا جيوشاً جرارة ونشبت الحرب التي عرفت باسم الحروب الصليبية .
الاحتلال الصليبي للقدس
زحفت الجيوش الي فلسطين واحتلوا مدينة القدس وقتل الصليبيون سكان القدس من العرب واستمر الاحتلال الصليبي للارض المقدسة قرنين من الزمان ظلموا فيها وافسدوا .. في هذا الوقت اصيبت الخلافة العباسية بالضعف في بغداد واصاب نفس الحال الخلافة الفاطمية التي كانت تحكم مصر .. وكان لضعف المسلمين والانقسامات الداخلية في العالم الاسلامي السبب الرئيسي في استقرار الصليبيين وسيطرتهم علي بلاد الشام وانشائهم مملكة القدس .
في عام 1127 الميلاد بدأ حاكم الموصل عماد الدين زنكي يدعو الي الوحدة الاسلامية باعتبارها الوسيلة الوحيدة لمواجهة الخطر الصليبي واسترجاع الارض المحتلة، ونجح في ذلك وتم له الاستيلاء بالفعل علي حلب وحماة وحمص ثم شن الهجوم علي الصليبيين في احدي امارات مملكتهم وهي الرها واستردها منهم .
بعد وفاة عماد الدين الزنكي سعي ولده نور الدين الي استكمال مسيرة والده، وحاول جمع البلدان الشامية، ثم سعى الي القضاء علي الفوضى التي كانت سائدةفي مصر وضمها الي الخلافة العباسية وعهد بذلك الي القائد اسد الدين شيركوه .
اسد الدين شيركوه
سار القائد اسد الدين الي مصر ثلاث مرات في عام 1164 م و عام 1167 م و 1168 م وفي الثلاث مرات كان برفقة احد قواده البارزين وهو ابن اخيه ايضاً صلاح الدين بن ايوب، وفي المرة الاخيرة عام 1167 م يمكن اسد الدين شريكوه من طرد الصليبيين والقضاء علي وجودهم نهائياً في مصر .
سيطر اسد الدين شيركوه علي السلطة وتولي السلطة الفعلية في الدولة، وبعد وفاته تولي صلاح الدين بن ايوب السلطة في مصر، وعمل علي تنظيم امور الدولة وتقوية جيشها، وفي هذا الوقت طلب ملك القدس من الامبراطور الروماني ان يعاونه علي احتلال مصر وبفضل مقاومة صلاح الدين في مصر ومهاجمة نور الدين لمواقع الصليبيين في الشام تراجع الصليبيون الي فلسطين .
صلاح الدين الايوبي
بعد وفاة نور الدين في عام 1174م تمكن القائد صلاح الدين من بسط نفوذه علي مصر والشام والنوبة وجزء من شبة الجزيرة العربية، وشيد صلاح الدين قلعته الشهيرة فوق جبل المقطم بالقاهرة، واحاط العاصمة بسور كبير وبني اسطولاً بحرياً قوياً في مصر، واخذ صلاح الدين يجمع الصفوف ويقود الجيش الي الشام ويستعد للدفاع عن ارض الاسلام، وبالفعل قاد جيشه الي الشام وهناك دارت معارك عنيفة بينه وبين الاعداء، ثم طلب الاعداء الصلح فقبله صلاح الدين حتي يستكمل مسيرته في توحيد المسلمين استعداداً لخوض معركة حاسمة مع الصليبيين ولم يمر وقت طويل حتي تجرأ امير انطاكية علي مواجهة ارض الحجاز واقترب بعض رجالة من المدينة المنورة لكن شقيق صلاح الدين كان له بالمرصاد، حيث اعد اسطولاً مصرياً وتصدي لسفن الصليبيين وقضي عليها تماماً .
معركة حطين
اكتملت الوحدة الاسلامية في عام 1168م ورفرفت رايات الاسلام علي مصر والعراق وسوريا والنوبة وشبه الجزيرة العربية، وفي عام 1187 عاد الصليبييون من جديد في محاولة للاعتداء علي قوافل المسلمين دون احترام للهدنة العقودة بينهم وبين صلاح الدين والصلح المتفق عليه، فدعا صلاح الدين الامة الي الجهاد .. كون صلاح الدين جيشاً من حوالي خمسة وعشرين الف جندي من بلاد الشام ومصر وتوجه بهم الي طبرية التي لم تلبث ان فتحت ابوابها لرايات الاسلام .
عندما علم الصليبيون بنبأ سقوط طبرية في يد المسلمين تجمعت جيوشهم في صفورية وساروا الي طبرية وسط صحراء جرداء وتحت وطأة حرارة الصيف توجه صلاح الدين الي حطين في موقع يستطيع منه السيطرة علي الماء والعشب واتجه الاعداء الي الموقع الذي اختاره صلاح الدين للمعركة بعد أن ارهقهم الحر والعطش .
دار قتال عنيف في حطين كان الغلبه والنصر فيه لجيش صلاح الدين، وهزم الاعداء هزيمة منكرة، وسجد صلاح الدين شكراً لله عز وجل، وقد كانت هذه المعركة بداية النهاية امام الاحتلال الصليبيي في الشام وفلسطين، حيث استولي المسلمون بعدها علي مدن الساحل جميعاً عكا وغزة وصيدا وحيفا وبيروت .
ورفرفت رايات الاسلام علي القدس عاصمة الارض المباركة فلسطين وعن القدس قال صلاح الدين الايوبي الي ريتشارد قلب الاسد القائد الصليبيي : اما القدس هو لنا كما هو لكم، وهو عندنا اعظم مما عندكم، فإنه مسري نبينا ومجمع الملائكة، فلا تتخيل أن نتنازل عنه واما البلاد فهي لنا في الاساس، واستيلاؤكم عليها كان مؤقتاٌ لضعف من كانوا فيها من المسلمين في هذا الوقت .. هذه هي موقعة حطين وغداً ان شاء الله حطين جديدة تعيد لنا القدس ونصلي جميعاً في المسجد الاقصي .
