معلومات مهمة وغريبة حول الثعالب الطائرة تعرفها لأول مرة
منذ متى والثعالب تطير ؟! الثعالب بالطبع لا تطير، ولكن الثعالب الطائرة هي خفافيش ضخمة لها وجوه تشبه وجوه الثعالب، وهذا سر تسميتها بهذا الاسم، وهي أيضا تسمى «خفافيش الفاكهة، لأنها تتغذى على الفاكهة ورحيق الأزهار وحبوب اللقاح .. هذه الخفافيش الضخمة يمكن أن يصل وزن الواحد منها إلى كيلو غرامين، ويصل طول جناحيه إلى مترين، وهي تطير معتمدة على الرؤية والشم، ولا تعتمد على صدى الصوت مثل باقي الخفافيش.
وتعيش الثعالب الطائرة في بعض مناطق أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأستراليا وسنركز هنا على النوع الذي يعيش في أستراليا ويتواجد مئات أو آلاف من الثعالب الطائر في الغابات المطيرة واحراش المستنقعات، وتكون في اغلب الوقت معلقة في اغصان الاشجار، في وضع مقلوب، وتحمي نفسها من الامطار او من حرارة الشمس او الرياح الباردة عن طريق تغطية جسمها بجناحيها، وبعض الثعالب الطائرة يقوم باطلاق صيحات عالية خلال التنازع علي اماكن التعلق المناسبة في الاغصان طوال النهار حتي تهدأ حرارة الجو .
وقت البحث عن الطعام
يبدأ وقت البحث عن الطعام عند غروب الشمس، فتطير الخفافيش جميعها مرة واحدة مكونة سحابة ضخمة صاحبة تتجة نحو اماكن وجود الفاكهة، وهذا الامر من الممكن أن يجعلها تطير لمسافات طويلة قد تصل الي عشرين كيلو متراً .. وتنجذب الثعالب الطائرة الي الازهار اكثر من اي شئ آخر، ولكنها ايضاً تبحث عن ثمار الاشجار البرية في الغابات، وخلال ساعات الليل تقوم بالتهام الطعام الذي جمعته ثم تعود فجراً الي اماكن تجمعها بين الاغصان لتغفو قليلاً بعد ليلة حافلة بالطيران والبحث .
مشكلات مع الناس
هذه الايام لم تعد الحياة يسيرة بالنسبة للثعالب الطائرة في استراليا علي وجه الخصوص، حيث قام الناس بقطع الكثير من الغابات والاشجار مما وضع هذه الثعالب في مأزق وجعلها تحتاج الي اوقات طويلة لإيجاد غابات واشجار تعيش بها، فاضطرت الي البحث عن اماكن جديدة تستقر فيها في الحدائق العامة والمتنزهات المنتشرة في المدن الاسترالية مثل سيدني وملبورن .. ولكنها اصبحت مزعجة للناس بسبب اصواتها العالية ورائحتها النفاذة المزعجة .
كما أن تجمع الثعالب الطائرة بأعدادها الكبيرة فوق الأشجار القليلة في المتنزهات يجعل أغصانها تتكسر تحت ثقل أوزانها ما يؤدي إلى تيبس وجفاف كثير من هذه الأشجار، كما أن قلة الأشجار البرية التي تتغذى الثعالب الطائرة على ثمارها يجعلها تضطر إلى التوجه نحو بساتين الفاكهة التي يزرعها الناس مما يضطر المزارعين الي وضع الشباك فوق اشجارهم لحمايتها من الثعالب الطائرة وهناك بعض المزارعين يطلق النار علي هذه الخفافيش فور رؤيتها للتخلص منها .
مساعدة الثعالب الطائرة
بحث العلماء كثيراً عن طرق وحلول لمساعدة اثعالب الطائرة وحمايتها من الانقراض، فقاموا بدراسة حياة هذه الخفافيش ونقلوا هذه المعرفة الي الناس فمثلاً كما تحتاج الخفافيش الغابات فالغابات ايضاً في حاجة اليها، لأنها تتغذي علي الثمار المليئة بالبذور، وهذه البذور تخرج مع فضلات الخفافيش وتسقط علي الارض مما يساعد علي نمو اشجار جديدة والتوسع في المساحات الخضراء، كما ان الخفافيش تعمل علي نقل حبوب اللقاح بين الازهار مما يساعد علي نمو الكثير من الثمار .