محتوي الموضوع
إن لأي عبادة شروط وأركان لا تصح إلا بها ، كما أنه يوجد ثمة مبطلات ومفسدات لو أتى بها العبد المسلم أبطلت العبادة ، وأفسدتها ، ويعتبر الصيام عبادة من العبادات الواجبة ، ويتحقق بركنين أساسيين ألا وهما : النية ، ومحلها القلب ، والركن الثاني هو الإمساك عن سائر المفطرات ، وفي هذا اليوم سوف نسلط الضوء أكثر على مفسدات الصوم المتفق عليها ، فتابعوا معنا.
الأكل أو الشرب عمداً:
- لقد اتفق العلماء على أن المسلم لو تعمد أن يأكل أو أن يشرب في نهار شهر رمضان يبطل صيامه ، ويكون آثم ، ولا بد عليه أن يمسك بقية يومه ، وأن يقضي ، دون وجوب الكفارة عليه ، أما الشرب أو الأكل سهواً بنهار شهر رمضان من غير قصد فليس مبطل للصيام ، ولا يوجب القضاء ولا الكفارة ، وذلك لما ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال : [مَن نَسِيَ وَهو صَائِمٌ، فأكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فإنَّما أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ].
- وبالرغم من أن الشرب أو الأكل سهواً لا يعتبر من مبطلات الصيام ، إلا أنه لا بد على من رأى مسلم يأكل أو يشرب ناسياً في نهار شهر رمضان أن يذكره وأن ينبهه أنه صائم ، وهذا من باب التعاون على البر والتقوى ، أما لو ابتلع الصائم ما بين أسنانه من الطعام العالق وليس متعمد ، وكان الطعام قليلاً يجري مع الريق ، فذلك لا يبطل صيامه.
- ومن الجدير ذكره أن تعمد ابتلاع ما لا يؤكل عادةً مثل : العملات ، والمعادن ، والخيوط يعتبر من المفطرات وذلك بإجماع المذاهب الأربعة ، حيث نقل الإمام النووي رحمه الله تعالى ، في كتاب المجموع عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه قال : (إذا ابتلع الصائم ما لا يُؤكل في العادة؛ كدرهمٍ، أو دينارٍ، أو ترابٍ، أو حصاةٍ، أو حديدٍ، أو حشيشٍ، أو خيطٍ؛ أفطر بلا خلافٍ عندنا) ، وبهذا الكلام قال أيضاً أبو حنيفة ، وأحمد ، ومالك ، وداود ، وأهل العلم من السلف والخلف.
- ومما يفصد الصيام في شهر رمضان ما كان بمعنى الأكل أو الشرب ، مثل : الإبر المغذية ، حيث إنها تفعل ما يفعله الأكل والشرب وتسد عنهما ، ولهذا فإن حكمهما مثل حكم الأكل أو الشرب ، أما بالنسبة للإبر غير المغذية فليست مبطلة للصيام ، سواءً أخذت بالعضلات أو في الوريد ، وذلك لأنها لا تسد عن الأكل أو الشرب ، ولا تفعل ما يفعلهما ، فلا ينطبق عليها حكم الأكل والشرب.
للمزيد يمكنك قراءة : هل تعلم عن رمضان وفوائد الصيام ولماذا يصوم المسلمين
الجماع:
- لقد اتفق العلماء على أن الجماع بنهار شهر رمضان يبطل الصيام ، وذلك استناداً لقول الله سبحانه وتعالى : { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ} ، وما أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، أنه قال : [بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ].
للمزيد يمكنك قراءة : مبطلات الصيام وأركان الصيام وسننه
الاستقاءة:
- ومعناها التكلف بالقيء ، أي أن يتعمد الشخص أن يخرج ما بجوفه ، وقد ذهب أهل العلم من الشافعية ، والمالكية ، والحنابلة إلى أن الاستقاءة تبطل الصيام ، وبسببها يتوجب القضاء ، وقد استدلوا على قولهم هذا بما روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قوله : [مَنْ ذرعَهُ القيءُ فليس عليه قضاءٌ، ومنِ استقاء عمدًا فلْيقضِ] ، أما الحنفية فقد فصلوا في بطلان الصيام بالاستقاءة ، ووجوب القضاء بسببها ، حيث اشترطوا أن يكون الصائم متعمد للقيء ، ومتذكر الصيام ، وأن يكون القيء ملء الفم او أكثر من ذلك.
الردة:
- ويتم تعريف الردة على أنها الرجوع عن الشيء ، أما في الشرع فيتم تعريفها على أنها رجوع المسلم عن دينه ، وقد أجمع العلماء على أن الردة عن الإسلام تبطل الصيام.
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات طبية عن الصيام يجب ان تعرفها