مفهوم الحق في القرآن الكريم وفي الفلسفة
محتوي الموضوع
مفهوم الحق في القرآن الكريم وفي الفلسفة ، حيث أن الحق يعد اسم من أسماء الله الحسنى ، حيث أتى في قول الله تعالى في القرآن الكريم : { ثُمَّ رُدّوا إِلَى اللَّـهِ مَولاهُمُ الحَقِّ } ، ومعناه الثابت بدون شك ، كما أن الحق عكس الباطل وجمعه حقاق أو حقوق ، واليوم سوف نتعرف على مفهوم الحق في القرآن الكريم وفي الفلسفة ، تابعوا معنا.
تعريف الحق في اللغة:
- يتم تعريف الحق في اللغة على أنه حق الأمر بمعنى ثبت وصدق وصح ، وحق الخبر بمعنى تيقن منه وصدقه ، وحق القانون بمعنى أثبته وأوجبه ، فيقول المرء من حقك أن تشارك بالمبارة مثلاً بمعنى يسوغ أو يسمح لك بهذا ، ويصح ويكون من حقك.
- وحق الطريق أي مشى بوسطه ، وحق عقدة الحبل بمعنى أحكم شدها ، وحق غريمه تقال بمعنى ضربه بحق كتفه ، ويقول المرء أيضاً حقيق بكذا بمعنى مستحق به ، وحقيق على كذا ، بمعنى حريص عليه.
- ويقال أيضاً حقت حاجة شخص ما بمعنى اشتدت ، وحق صغير الإبل بمعنى بلغ السنة الـ4 من حياته ، وحق شخاً غلبه بخصومته وحق عليه العذاب بمعنى وجب عليه وقوعه ، وفي قول الله عز وجل : { لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }
تعريف الحق في الاصطلاح:
- إن الحق في الاصطلاح يأتي بمعاني كثيرة جداً منها على سبيل المثال : الإذن بالشفاعة ، فقد قال الله عز وجل : { وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }.
- والحق هو اسم من أسماء الله عز وجل الحسنى ، والحق يعد الأمر الثابت الذي لا يعتريه أي شك ، فقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم { إِنَّهُ لَحقٌّ مِثْلَ مَا أَنّكمْ تَنْطِقُونَ }.
- وهو أيضاً النصيب الواجب لشخص أو لجماعة ، ويأتي بمعنى البعث والحساب والجزاء ، فقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم : { وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ } والحق هو عكس الباطل.
مفهوم الحق في الشريعة الإسلامية:
- إن الحق يعني الموجد لشيء حسب ما تقتضيه الحكمة ، فقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم { ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ } ، إنه اسم من أسماء الله الحسنى.
- إن الحق يعني الموجد الذي يوجده الله عز وجل بمقتضى حكمته ، فكل فعل الله عز وجل حق ، ومثال على هذا الأمر الجنة والنار ، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم : { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ }
- إن الحق هو الظن للشيء ظن مطابق لما هو عليه ، ومثال على هذا الأمر أن يقال شخص يظن بالجنة والنار ظن حق ، فقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم { فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ }
- إن الحق هو الفعل والقول وذلك بحسب وقدر ما يجب ، مثل أن نقول : إن قولك وفعلك حق ، فقد قال الله عز وجل في القرآن الكريم : { كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ }
مفهوم الحق بالفقه الإسلامي:
- إن معنى الحق في الدين الإسلامي معناه الملك ، وذلك الملك ليس مختصاً بملك النقود وحسب ، بل ينطبق على كل أنواع الملك من أعيان ومن منافع ومن حقوق مطلقة ومن ديون.
- فالأعيان هي الأمور المحددة المخصوصة مثل الكرسي والبيت ، والنقود هو الأمر المنقول أو غير المنقول الذي من الممكن أن يُدخر ويحاز وينتفع به ، والمنافه تعد الفوائد المترتبة على استخدام الشيء.
- فالشخص عندما يستأجر بيت ينتفع به من خلال الإقامة والسكن ، والديون وهي وصف ثابت بالذمة ، بمعنى مقدار محدد يكون في ذمة المرء ، والحقوق المطلقة وهي تقابل النقود والأعيان والمنافع وكلها مصالح اعتبارية شرعية ليس لها وجود إلا وفق ذلك الاعتبار مثل حق الكفاءة بالزواج وحق الشفعة.
النظريات الفلسفية في تعريف الحق:
لقد حاول أساتذة القانون أن يضعوا تعريف للحق بحسب انتماء كل منهم ، فقد اهتم بعض فقهاء القانون بالإنسان صاحب الحق ، ومنهم من قام بالاهتمام بمحل الحق أو بموضوعه ، وبعض أساتذة القانون جمع بين المذهب الموضوعي والمذهب الشخصي ، وبعدها ظهرت نواحي حديثة بتعريف الحق مهتمة بعنصري الاستئثار والتسلط ، ومن تلك النظريات التي عرفت الحق ما يلي :
- التعريف الموضوعي وهي نظرية المصلحة : ومن يقول بتلك النظرية يعرف الحق على أنه مصلحة يحميها القانون ، فالعنصر الجوهري في تلك النظرية هو المصلحة بغض النظر عن الإرادة ، واستناداً لذلك الرأي فإن الحق مكون من عنصرين ؛ أول عنصر منهما العنصر الموضوعي ويعني المصلحة التي ترجع على صاحبها بالفائدة ، أما العنصر الثاني فهو العنصر الشكلي والمتمثل في حماية القانون عن طريق الدعوى القضائي التي يدافع صاحب الحق عبرها عن حقوقه.
- التعريف الشخصي وهي نظرية الإرادة : وأصحاب تلك النظرية ينظرون لجوهر الحق على أنه سلطة إرادة مخولة لصاحب الحق وحسب ، فقد تم تعريف الحق في تلك النظرية على أنه سلطة إرادة أو إمكانية وقدرة يعترف بها القانون ، وتثبت لإنسان محدد من أجل فعل عمل ما ، وقد انتقدت تلك النظرية لأنها قامت بالربط ما بين الحق والإرادة بصورة خاطئة ، فليس ثمة ما يمنع القانون من أن يقر الحق لإنسان من غير إرادته ، إلا أنه يوجد أشياء تلزم فيها الإرادة باستخدام الحق ، وأشياء أخرى لا تلزم فيها الإرادة.
للمزيد يمكنك قراءة : ما معنى العدل في الإسلام
للمزيد يمكنك قراءة : الأمانة
للمزيد يمكنك قراءة : مفهوم التوحيد