شعر

مفهوم الشعر – ما هي أنواع الشعر العربي وكيف تطور علي مر العصور؟

الشعر هو لغة الشعوب ومفتاح التعبير عن خواطرها وعاداتها،فبفضل الشعر استطعنا أن نعرف أشياء كثيرة عن الأمم السابقة من أخلاق وعادات وحروب شتي،والشعر العربي معروف منذ القدم،فكان الشعر هو لغة التواصل بين الناس في الجاهلية،وكان يقام أسواق وأماكن مخصصة لكي يتنافس الشعراء بين بعضهم البعض،وكانوا وقتئذ يقدسون الشعر جداً لدرجو أنهم يفضلون الموت علي أن يرمي أحدهم فيهم شعراً قاسياً يقوله الناس طوال الزمن،وأخذ الشعر يتطور بعض الشيء علي مر العصور،فالإسلام قد حرم شعر الهجاء والغزل الصريح في مفاتن المرأة وغيرها من الأغراض المنافية للدين الحنيف،في هذه المقالة سوف نتعرف علي مفهوم الشعر بشيء من التفصيل كما سنتحدث عن مراحل تطول الشعر العربي علي مر العصور وغيرها من الأمور التي تخص الشعر،كل هذا وأكثر في السطور القادمة.

مفهوم الشعر

الشعر هو كما قال علماء اللغة كلام موزون له قافية ويتكون من عدة أبيات،فالبيت في الشعر يكون مقسم إلي عدة مقاطع متساوية في الوزن وتتميز بالقافيه أي يتفق الحرف الأخير من كل بيت أو من كل قطعة،ويمكن أن تكون أبيات الشعر لها غرض واحد مترابطة الأركان ،ويمكن أن تتعدد الأغراض فتجد مجموعة من الأبيات متفقة في الوزن والقافية،ويمكن أيضاً أن تجد كل بيت مستقل عن الأخر.
يجب أن يتصف الشعر بكلام موزون لكي نستطيع تسميته شعراً،ومن خلال الشعر يستطيع الشاعر إيصال أفكاره وأحاسيسه للناس في كلام مرتب وله قافيه بدلاً من عبارات غير متصلة ببعضها يمل القاريء من قرائتها.

يمكنك الاطلاع أيضاً علي:ابو الطيب 

مراحل تطور الشعر العربي علي مر العصور

لم يكن الشعر في حالة متجمدة،بل كان في حالة تغير باستمرار علي حسب العصر،فكل زمن تميز بخصائص شعر خاصة به غير موجودة في أزمنة أخري،هيا بنا نتعرف علي مراحل تطور الشعر.

الشعر في عصر الجاهلية

كان الشعر في العصر الجاهلي أو كما يسمونه بالشعر الكلاسيكي عبارة عن أبيات كل بيت مستقل عن الذي قبله في التركيب ويجمهم في النهاية المعني العام،وكانت الأبيات تتميز بالقافية الموحدة،كان هناك نوع مخصص من الشعر أنذاك يسمي المعلقات فهي عبارة عن أبيات طوال تميزت بالجودة والإتقان وانفرادها عن غيرها من الأشعار وسميت كذلك لانها كانت تعلق علي أستار الكعبة بعد كتابتها بماء من ذهب.

الشعر بعد ظهور الإسلام

تغير الشعر كثيراً بعد ظهور الدعوة المحمدية التي تدعو بالتحلي بمكارم الأخلاق،فكان الشعر في الجاهلية يتميز بالهجاء الشديد والغزل الصريح وأشياء أخري الإسلام بريء منها،فجاء الإسلام وحرم كل ذلك،كما أن لغة الشعر أصبحت سهلة بعيدة عن الألفاظ المعقدة والغامضة التي كانت تستعمل في الجاهلية،وظهرت أغراض جديدة في الشعر لم تكون موجودة من قبل كالدعوة للجهاد في سبيل الله.

الشعر في العصر الأموي والعباسي

أخذ الشعر العربي في التطور والازدهار في العصر الأموي والعباسي، فبعد توسع الفتوحات الإسلامية في الشرق والغرب أخذ الشعراء يستخدمون الشعر في وصف الفتوحات الإسلامية وبعضهم التزم بالشعر القديم كما هو،وبعضهم جدد وأدخل أغراض جديدة في الشعر،فكان الشعر يجري في الدم عندهم يصفون ما يرونه ويمدحون من يرونه أحق بالمدح،ويوثقون تاريخ فتوحاتهم في شعرهم.
بعد الفتوحات الإسلامية وامتزاج العرب بالفرس والعجم،نجد أن بعض الشعراء قد أدخل بعض الكلمات الأعجمية في شعره كما أن الألفاظ أصبحت سهلة عما كانت عنه من قبل.

الشعر في العصر الحديث

تغير الشعر تماماً عما كان في العصور السابقة،فظهرت مدارس جديدة في الشعر كمدرسة الإحياء والبعث علي رأسها البارودي الذي أعاد للشعر رونقه مرة أخري بعد أن كان في مرحلة جمود،كما ظهرت مدرسة أبولو وعلي رأسها الشاعر أحمد زكي أبو شادي والتي كانت تتميز بملامح الرومانسية في شعرهم والعديد من المدارس الأخري التي ظهرت في هذا العصر.
تميز الشعر في العصر الحديث بالتنويع في الأساليب البلاغية كما تميز أيضاً باستخدام ألفاظ سهلة يفهمها عامة الناس،وظهر نوع خاص من الشعر غير ملتزم بالقافية الموحدة والذي يختلف عن الشعر المألوف الذي اعتاد عليه الجميع.

يمكنك الاطلاع أيضاً علي:شعر شعبي ليبي

أنواع الشعر العربي

يوجد عدة أنواع من الشعر العربي،وسنقوم بذكر بعض أنواعه بشيء كم التفصيل.

الشعر القصصي

تميز شعراء العصر القديم برواية القصص والأساطير عن طريق الشعر وهو شعر معقد وصعب للغاية فلم يكن الكثير يقوم بتنظيم هذا النوع من الشعر،وقد تميزت حضارات أخري بهذا النوع من الشعر كاليونان.
ونجد في العصر الحديث بعض الشعراء الذين تميزوا في إنشاء الشعر القصصي كمحمود درويش ونزار قباني وغيرهم.

الشعر المسرحي

الشعر المسرحي عبارة عن مسارح يكون السيناريو المكتوب فيها شعراً فقط،في هذه الأنواع من المسارح يروي فيها الأبطال الملاحم والقصص التارخية عن طريق الشعر،فكانت هذا النوع من الشعر يمثل تحدي للعديد من الشعراء،ومن أبرز الشعراء الذين تفننوا في هذا النوع من الشعر الشاعر الكبير أحمد شوقي،حيث أن له عدة مسرحيات شعرية متميزة،لهذا أجمع الشعراء العرب علي تلقيبه بأمير الشعراء.

الشعر الغنائي

هذا النوع من الشعر يعد أقدم أنواع الشعر علي الإطلاق،ويتميز هذا النوع من الشعر بالعاطفة الجياشة،حيث أن الشاعر يقوم فيه بالتعبير عن أحاسيسه الدفينة في صورة غنائية وقد سمي هذا الشعر بالشعر الوجداني لكثرة تداخل العاطفة في أبياته،وهذا النوع من الأشعار ما زال منتشر حتي يومنا هذا.

الشعر الملحمي

الشعر الملحمي هو شعر البطولة والملاحم التاريخية،ففيه يتحدث الشاعر عن الأمجاد والبطولات العظيمة،فيقوم الشاعر بتجسيد البطل والأحداث في شعره وينسقها علي نحو الملحمة والصراع.
عادة ما يحتوي الشعر المحلمي علي قصص الغزوات والحروب بين القبائل،وقد تميز الشعر العربي القديم بهذا النوع كما يوجد بعض الشعراء في العصر الحديث ما زالوا متمسكين بهذا النوع مثل محمود درويش وبدر شاكر الثياب.

ما هي مقومات القصيدة الشعرية عند العرب؟

يجب أن يتوافر في القصيدة العربية ثلاثة شروط كي نستطيع أن نطلق عليها قصيدة شعرية،وهذه الشروط هي:

  • القافية الموحدة: وهو اتفاق أخر الأبيات في الحرف الأخير.
  • الوزن الواحد: بجب أن تكون أبيات الشعر علي وزن واحد فقط كي لا تختل القصيدة،فتكون الأبيات متفقة في التفعيلات والبحر الشعري وهكذا.
  • وأخيراً يجب أن تكون القصيدة لها معني وتحتوي علي عاطفة وأسلوب مميز ليست مجرد كلاماً مكتوب بلا معني أو هدف.

يمكنك الاطلاع أيضاً علي:الشعر الحديث 

الشعر هو لغة التواصل بين الناس،فكان الناس قديماً يحرصون علي تعليم أبنائهم الشعر،فمن أحسن الشعر تميز بالمروءة والفضل عن غيره،فكان الشعر مقياس التفاضل بين الناس قديماً ودليل علي التمكن من اللغة العربية،فكان الشعر له مكانة عظيمة في نفوس الناس وكانت تقام مسابقات بجوائز عظيمة لأكثر الأشعار تميزاً وما زال هذا الأمر موجود في بعض الدول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button