محتوي الموضوع
يتم تعريف الدورة الدموية الكبرى على أنها دوران الدم بالأوعية الدموية خروجاً من القلب ورجوعاً إليه ، وأثناء جريان الدم فإنه يحمل الدم المشبع بالأكسجين المؤكسد من قلب الإنسان لبقية أنحاء جسمه لتزويده بالغذاء اللازم ، ومن ثم إعادة الدم الغير مؤكسد للقلب وتتكرر تلك العملية مع كل دقة من دقات القلب ، واليوم سوف نتعرف سوياً على مكتشف الدورة الدموية الكبرى ، وتتبع الدورة الدموية الكبرى في جسم الإنسان ، ونظام عمل الدورة الدموية الكبرى ، فتابعوا معنا.
مكتشف الدورة الدموية الكبرى:
- إن اكتشاف الدورة الدموية الكبرى بجسم الإنسان يعتبر أهم إنجاز على الإطلاق من الناحية الطبية بكل الأزمنة والأمكنة ، فقد تم اكتشاف هذا الاكتشاف المهم جداً الطبيب إنجليزي الجنسية (ويليام هارفي) وقد عاش هذا الطبيب في المدة ما بين 1578 إلى 1657 ، وهو من أسس على وظائف أعضاء الجسم ، حيث تمكن من أن يصل لمعرفة مبدأ عمل كل عضو موجود بجسم الإنسان حتى توصل للعضو الأهم ألا وهو القلب.
- فقد وصف هارفي مبدأ عمل القلب وقد شبهه بالمضخة ، أي أنه يضخ الدم بانقباضات وانبساطات لا إرادية الأمر الذي من شأنه أن يضخ الدم للأوعية الدموية ومن ثم سحبه من الأوعية مرة أخرى ، ولم يقتصر علم هارفي على هذا وحسب ، بل شارك بعمليات البحث ودراسة المغناطيس الذي كان له دور مدوي في التجارب العلمية وتطبيقاتها حتى يومنا هذا.
- وقد اعتبر ويليام الأكثر جرأة وشجاعة بالنسبة لخوضه في ذلك المجال بمجال دراسة جسم الإنسان ، وباكتشافه كيفية عمل القلب ، الأمر الذي سهل على بقية العلماء من بعده دراسة الدورة الدموية الكبرى للحيوانات.
للمزيد يمكنك قراءة : من هو مكتشف الدورة الدموية الصغرى
تتبع الدورة الدموية الكبرى في جسم الإنسان:
- علينا أن نعلم جيداً بأن الدورة الدموية مرتبطة كل الارتباط بالرئتين ، فعندما نشهق (نقوم باستنشاق الهواء) فإن الهواء الذي يدخل للرئتين ويذوب بالدم الموجود داخل الرئتين ثم يهب هذا الدم للقلب من خلال الشريان الأبهر ، ثم يحمل ذلك الدم الأكسجين الناتج من عملية التنفس لباقي أعضاء الجسم وأنسجته التي تمتص ذلك الأكسجين عبر الشعيرات الدموية والشرايين.
- ومن ثم يأتي دور الأوردة الصغيرة بامتصاص الدم الغير مؤكسد ، ونقله للأوردة كبيرة الحجم ، وبعدها ينقل عبر الوريدين الرئيسيين المتصلين بالقلب مباشرةً ألا وهما : الوريدين الأجوفين العلوي والسفلي ، اللذان يصبان الدم بالجزء الأيمن من قلب الإنسان ، وبعدها يعاد أكسدة الدم مجدداً عبر إعادته للرئتين لإعادة أكسدته ، وتلك العملية يطلق عليها الدورة الدموية الصغرى ، وهي المعنية بأكسدة الدم قبل ضخه للقلب من خلال الرئة.
للمزيد يمكنك قراءة : علاج ضيق الشرايين
مكتشف الدورة الدموية الصغرى:
- يعد الطبيب العربي ابن النفيس علاء الدين علي بن أبي الحزم الخالدي المخزومي القرشي الدمشقي ابن النفيس ، هو أول شخص وصف واكتشف الدورة الدموية الصغرى ، أو ما تسمى بالدورة الرئوية ، فقد عارض فيها وجهة نظر جالينوس وقد قال فيها بأن الدم ينتقل مباشرة من الجانب الأيمن للجانب الأيسر من القلب ، كما أن ابن النفيس قد اكتشف أن الجدار بين البطين الأيمن والبطين الأيسر من القلب هو جدار صلب ، ولا يحوي أي مسامات ، وقال بأن الدم يجب أن يمر من البطين الأيمن للبطين الأيسر من خلال الرئتين.
- إلا أن اكتشاف كان مجهول من قبل الأطباء بالبلاد الغربية ، وقد أشير لاكتشافه في القرن الـ20 ، وقد درس ابن النفيس في سوريا بدمشق تحت إشراف الطبيب الدخوار ، وذهب لمصر وتولى مسئولية مستشفى الناظري بالقاهرة ، وكتب أطروحات عن أمراض العيون ، وعن النظام الغذائي ، وكتب تعليقات على الكتب الطبية لأبقراط ، وحنين بن إسحاق ، وابن سينا.
مسار الدورة الدموية الصغرى:
- عندما ينتقل الدم عبر الصمام الرئوي ، فإنه يدخل للرئتين ، وهذا ما يطلق عليه الدورة الدموية الرئوية الصغرى ، وفيها ينتقل الدم من الصمام الرئوي للشريان الرئوي ، ومن ثم للأوعية الشعرية الصغيرة بالرئتين ، وهنا ينتقل الأكسجين من الأكياس الهوائية الصغيرة بالرئتين للدم عبر جدران الشعيرات الدموية ، وفي نفس الوقت يمر ثاني أكسيد الكربون الذي يعد من مخلفات عملية التمثيل الغذائي من الدم للأكياس الهوائية ، ويخرج عند الزفير ، وعندما يحدث تنقية الدم وتحميله بالأكسجين ، فهو ينتقل مجدداً للأذين الأيسر عبر الأوردة الرئوية.
للمزيد يمكنك قراءة : ما هي العقد اللمفاوية