محتوي الموضوع
نقدم لكم هذه المقالة من موقع احلم تحت عنوان من هو حب رسول الله صل الله عليه وسلم، فالصحابة أو حملة رسالة الإسلام الأولين من تحملوا الدفاع عن الإسلام ونشره، وهم من رافقوا النبي صل الله عليه وسلم جزء كبير من حياته وفترة الدعوة للإسلام فساعدوه ودافعوا عنه وعن الدين، وكان منهم الصحابة المهاجرون ومنهم الأنصار، وقسمهم البعض لتصنيف مختلف فقال منهم البدريون ومنهم العلماء، وكان لكل واحد منهم مكانته الخاصة، وقد لقب بعضهم ببعض الألقاب وواحد من أشهرهم من أطلق عليه حب رسول الله صل الله عليه وسلم فمن هو حب الرسول؟.
اقرأ: ماهي الانفال وسبب نزولها وما هي الأسماء الأخرى لسورة الأنفال
حب النبي صل الله عليه وسلم
حب النبي صل الله عليه وسلم هو زيد بن حارثة وهو الصحابي الوحيد الذي جاء ذكره في القرآن بشكل صريح “فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا”(الأحزاب آية 37)، وروي أن النبي قال لزيد (يازيد، أنت مولاي ومني وإلي وأحب القوم إلي) فكان الصحابة يسمونه حب رسول الله، أما عائشة فقالت (ما بعث رسول الله زيد بن حارثة في سريّة إلا أمره عليهم ولو بقي لاستخلفه)، أما عمر فعندما حدد لأسامة بن زيد عطية أكثر من ابنه فسأله لما فقال (إنه كان أحب إلى رسول الله منك وإن أباه كان أحب إلى رسول الله من أبيك).
اقرأ: قصص القران حسب السور سورة الكهف
نسبه
هو زيد بن حارثة بن شراحيل وقيل شرحبيل بن كعب، ولد قبل الهجرة بسبعة وأربعين سنة وقيل أيضًا قبلها بثلاثة وأربعين سنة، وقومه هم بنو كلب وهى واحدة من بطون قضاعة، أما أمه هي سُعدى بنت ثعلبة بن عبد عامر بن أفلت من بني معن من طيّئ.
كان زيد وهو طفل صغير في زيارة مع أمه عند أهلها فتعرضوا للإغارة فقام بخطفه خيل بني القين بن جسر، وتم بيعه في سوق عكاظ واشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد، وعندما تزوجت خديجة من النبي صل الله عليه وسلم وهبته زيد، ظل زيد من النبي صل الله عليه وسلم سنوات إلى كان أحد مواسم الحج فجاء بعض من قومه من كلب فعرفوه عندما رأوه وعندما عادوا ابلغوا أبيه فعاد حتى يفتدي ابنه ويستعيده وعندما حضر إلى النبي قال له فلنخير زيد، فاختار زيد أن يبقي مع النبي صلوات الله وسلامه عليه مما أثار عجب أبوه وعمه كيف يختار العبودية، فرد عليهم زيد (نعم. إني قد رأيت من هذا الرجل شيئًا ما أنا بالذي اختار عليه أحدًا أبدًا) وهنا خرج به النبي بين الناس وأعلن (يا من حضر اشهدوا أن زيدًا ابني أرثه ويرثني) فأثار هذا القول اطمئنان أهله، وأصبح زيد يسمى زيد بن محمد.
تزوج زيد من أم أيمن حاضنة النبي وأنجب أسامة، ومن بعدها تزوج من زينب بنت جحش بنت عمة النبي صل الله عليه وسلم ولكنه طلقها وجاء من بعدها الأمر الإلهي بتحريم التبني ” وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ” وبناء عليه تزوج النبي من زينب بنت جحش مما أكد حرمة التنبي، ثم تزوج من أم كلثوم بنت عقبة بن معيط ثم طلقها، وتزوج درة بنت أبي لهب ثم طلقها، وتزوج هند بنت العوام بن خويلد أخت الزبير.
اقرأ: قصص واقعية نتيجة الاستغفار قصص جميلة للغاية
إسلامه
اسلم زيد بعد السيدة خديجة وسيدنا على بن ابي طالب رضي الله عنهما وقيل وبعد ابي بكر، وكان أول من اسلم من الموالي وظل ملازمًا للنبي صل الله عليه وسلم حتى هاجر إلى يثرب وقد آخى النبي بينه وبين حمزة بن عبد الطلب وقيل بينه وبين أسيد بن حضير.
كان زيد هو من بشر أهل المدينة بنصر بدر وحضر عدد من الغزوات مع النبي صل الله عليه وسلم، وكان موضع ثقة النبي حتى أنه استخلفه على المدينة عندما خرج إلى المُرَيسِيع، وكان زيد يتميز بأنه رامي ماهر، وولاه النبي قيادة الجند في عدد من المعارك وكان آخرها غزوة مؤته إذ ولاه القيادة وفي هذه الغزوة عدد القادة فقال يتولاها زيد فإن قتل يأتي من بعده جعفر بن ابي طالب فإن قتل يأتي من بعد عبدالله بن رواحة.
اقرأ: سور وآيات فاضلة في القران الكريم
استشهاده
كان استشهاد زيد في غزة مؤته في العام الثامن للهجرة وكان يبلغ من العمر خمس وخمسين عامًا وقد استشهد هو والقادة الآخرين جعفر بن عبد المطلب وعبد الله بن رواحة، وعندما وصل خبر استشهادهم للنبي بدأ بزيد فقال اللهم اغفر لزيد وكررها ثلاث، ثم توجه إلى بيته يخبرهم باستشهاده وهناك تعلقت برقبته رقية بنت زيد الصغيرة وبكت، فبكى معها النبي صل الله عليه وسلم وعلى صوت بكاؤه فقال له سعد بن عبادة ما هذا يا نبي الله فقال إنه شوق الحبيب لحبيبه.
البكاء شوقًا إلى الأحباب هو أمر وارد وليس مكروه ولكن كل شئ بقدر، ولنا في ذلك خير مثال النبي صل الله عليه وسلم فقد بكى أحبابه وعلى رأسهم حبه زيد بن حارثة أقرب الناس إلى قلبه، وقد أحب ابنه أسامة بن زيد، فكان أسامة هو حب النبي وابن حب النبي صلوات الله وسلامه عليه ولم يكن يفرق بينه وبين أحفاده.