محتوي الموضوع
خليل مطران هو شاعر القطرين، واسمه خليل بن عبده بن يوسف بن إبراهيم بن مخايل مطران، وقد وُلِدَ شاعرنا في سنة 1871 في مدينة بعلبك بدولة لبنان، وقد انتهى من دراسته الابتدائية في الكلية الشرقية في منطقة زحلة، ثم انتقل بعدها إلى المدرسة البطريركية للروم الكاثوليك في مدينة بيروت، وقد درس خليل مطران خلال حياته النحو والأدب والبيان، واللغة الفرنسية.
ونحن في هذا الموضوع من هو شاعر القطرين وسيرته وأشعاره، نتعرض إلى بعض المعلومات عن حياة هذا الشاعر، وأشعاره التي وصلت به إلى شهرة واسعة النطاق عربيًّا ودوليًّا.
سبب تسميته بشاعر القطرين:
حين انتقل خليل مطران إلى مدينة باريس الفرنسية، ثم بعدها استقر به المقام في مصر، سُمِّي من أجل ذلك بشاعر القطرين، وفي سنة 1947 أُقيم له واحد من المهرجانات الأدبية في دار الأوبرا الملكية في ذلك الوقت، وقد تتابعت سلسلة من المهرجانات في العديد من الدول العربية والأجنبية، وقد نُشِر له كتابًا يُسمى الكتاب الذهبي، تم جمع قصائده وخطبه في ذلك الكتاب، وفي نفس السنة قدمت له حكومة لبنان أحد أوسمتها الرفيعة وهو وسام الاستحقاق اللبناني.
حياة خليل مطران في مصر:
حين استقر به المقام في مصر، ولي رئاسة تحرير جريدة الأهرام المصرة لبضعة سنوات، وقد أنشأ المجلة المصرية وكذلك أنشأ جريدة الجوائب المصرية التي ظلت لفترة أربعة أعوام، كما أنه ترجم الكثير من الكتب، وقد شبهه الأديب الكبير المنفلوطي بالشاعر المعروف بابن الرومي؛ بسبب معانيه وكلماته التي استعملها في العتاب، ويشار إلى أن خليل مطران كان رجلًا مسالمًا جدًّا.
ديوانه الشعري الأول:
صدرت أول طبعة من ديوان خليل مطران أثناء حياته، وقد حكى خليل مطران أن ذلك الديوان لم يضم كل ما عنده؛ لذا فقد قررت مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطني المعمولة للإبداع الشعري خلال تكريمها لخليل مطران أن تقوم بإعادة طباعة الديوان؛ لكي تضم إليه كل إنتاج مطران سواء كان مكتوبًا في الصحف أو المجلات، وقد كلفت الدكتور أحمد درويش بأن يقوم بهذه المهمة، فقام بها على أفضل وجه، وقد تُوفي خليل مطران في القاهرة سنة 1949.
من قصائد خليل مطران:
للشاعر خليل مطران قصيدة رائعة بعنوان: هكذا هكذا نبوغ الرجال، وهي:
هَكَذَا هَكَذَا نُبُوغ الرِّجَالِ
فِي تَوَلِّي جَلاَئِلِ الأعْمَالِ
حَسَبٌ طَارِفُ أَعَانَ عَلَيْهِ
تَالِدٌ مِنْ نُبْلٍ وَحُسْن خِلاَلِ
حَيِّ سَمْعَانَ فَهْوَ أَوَّلُ مَنْ يُذْكَرُ
بِالخَيْرِ فِي بَنَاةِ المَعَالِي
وَاسْمُ سَمْعانَ مَالِيءُ السَّمْعِ
فِي كُلِّ مَكَان بِطَيِّبَاتِ الفِعَالِ
بِطُلَ النَّفْعِ لِلْبِلاَدِ إِذَا مَا
عُدَّ أَهْلُ الجَلاَّدِ فِي الأبْطَالِ
يَا فَتَى الشَّرْقِ لَيْسَ بَدْعاً إِذَا مَا
بُتَّ فِي الشَّرْقِ فَاقِدَ الأكْفَالِ
هَلْ بَلَغْتَ الَّذِي تَمَنَّيْتَ إِلاَّ
بِالثَّبَاتِ العَجِيبِ فِي كُلِّ حَالِ
وَحَقِيقٌ بِمَنْ يَسِيرُ دَؤُوبا
أَنْ نَرَاهُ مُحَقِّقَ الآمَالِ
فِي جَمِيعِ الأُمُورِ جَدُّكَ مَوْفُورٌ
عَلَى قَدْرِهَا وَجِدُّكَ عَالِي
وَأَيَادِيكَ فِي الزَّكَاةِ تُوَالِيَهَا
وَفِي الرِّزْقِ دُرُّهَا مُتَوَالِي
لَوْ دَرَى المُمْعِنُونَ فِي جَمْعِ مَالٍ
كَمْ تَزِيدُ الزَّكَاةُ قَدَرَ المَالِ
فَلَقَدْ تَبَلَّغَ التُّجْارُ بِحَقٍّ
رُتْبَةً فَوْقَ رُتْبَةِ الأقْيَالِ
طَاردَتْ مَأُثَرَاتُكَ البُؤْسَ حَتَّى
صُرْتَ لِلْكَاسِبِينَ خَيْرَ مِثَالِ
إِنَّمَا اليُمْنُ فِي المَبَرَّاتِ تُسْدَى
عَنْ سَخَاءٍ مِنْ فَضْلِ رِبْحٍ حلاَلِ
أَيُّ غَرْسٍ غَرَسْتَهُ لَمْ يُبَارَكْ
لَكَ فِيهِ المُهَيْمَنُ المُتَعَالِي
صارَ فَرْعُ الإِسْكَنْدَرِيَّة كَالرَّوْضَةِ
ذَاتِ الجَنَى وَذَاتِ الظِّلاَلِ
فَهْوَ يَهْدِي إِلَيْكَ شُكْرَ الأمَالِيدِ
الرَّوَايَا لِلْعَارِضِ الهَطَّالِ
نَاظِماً مِنْ نَدَاكَ عِقْداً نَفِيساً
تَشْتَهِي لَوْ تُصاغُ فِيهِ الَّلالِي
وَيَبُثُّ الوَلاَءَ فِي تَهْئِنَاتٍ
فَضَّ عَنْ طِيبِهُنَّ خَتْمُ الغَوَالِي
غَيْرُ نَاسٍ ذِكْرَى سَلِيمٍ
وهَلْ ذِكْرَاهُ تُنْسَى عَلَى مَمَرِّ اللَّيَالِي
هُوَ حَيٌّ ما دُمْتَ حَيّاً وَمَا دامَ
يَلِيهِ الأَبَرُّ فِي الأنْجَالِ
فَتَقبَّلْ مِنْ غَرْسِ نَعْمَاكَ حَمْداً
هُوَ جَهْدٌ يَهْدِيهِ مِنْ إِقْلاَلِ
وَابْقَ خَمْسِينَ بَعْدَ خَمْسِينَ
وَالدَّهْرُ عَلَى عَهْدِهِ مِنْ الإِقْبَالِ
بَالِغاً أَحْسَنَ الأمَانِيِّ مَوْفُورَ
السَّعَادَاتِ بَيْنَ صَحْبٍ وَآلِ
لِبنِيكَ الأَعِزَّةِ السَّبْقُ فِي كُلِّ
مَقَامٍ مُشْرِفٍ وَمجَالِ
كان هذا ختام موضوعنا حول من هو شاعر القطرين وسيرته وأشعاره، قدمنا خلال هذه المقالة نبذة يسيرة حول حياة الشاعر الكبير خليل مطران وانتقاله من باريس واستقراره في القاهرة في مصر، ومن ثم سُمي شاعر القطرين، وقد كان الأديب المنفلوطي يشبهه بابن الرومي، وقد كان خليل مطران من الأشخاص المسالمين بصورة كبيرة، وجُمِعَت أشعاره في ديوان واحد جمعه الدكتور أحمد درويش، وقد توفي الشاعر في القاهرة عام 1949 من الميلاد.