موضوع عن الامانة وقصة عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر في الأمانة
الأمانة من مكارم الاخلاق ومن احب واجمل الصفات التي يمكن أن يتصف بها الانسان، وقد دعانا ديننا الحنيف الي التحلي بالامانة والصدق وغيرها من مكارم الاخلاق، كما حثنا عليها رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقد كان لقبه الصادق الامين حتي قبل البعثة النبوية، وعلي الرغم من إيذاء الكفار له وما تعرض له من شدائد وصعاب من اهل قريش إلا انه عليه الصلاة والسلام كان يحافظ علي أماناتهم ويردها إليهم وكان الكفار يأمنونه علي أموالهم وتجاراتهم حتي علي الرغم من تكذيبهم به وتعذيبهم الي كل من اتبعه من المسلمين، وإنكارهم لما جاء به من الحق، وهذا دليل علي أنهم لن يجدوا اكثر امانة منه صلي الله عليه وسلم، والمقصود بالامانة هي حفظ حقوق الانسان واداؤها لأصحابها في الموعد المحدد او عندما يطلبونها كاملة وتامة غير ناقصة، فيجب ألا يتصرف الانسان في اي شئ من الاموال او الاشياء النفسية التي يتركها عنده غيره من الناس سواء كان من المسلمين او غير المسلمين، وردُّ جميع ما يُستودع لديه إلى مودعه حال طلبه تاماً غير ناقص. ومن الاحاديث النبوية الشريفة التي وردت عن الامانة واهميتها قوله صلي الله عليه وسلم : (آيةُ المنافقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذبَ، وإذا وعَدَ أخلفَ، وإذا اؤتُمِنَ خان) ويسعدنا ان نستعرض معكم الآن في هذا المقال عبر موقع احلم موضوع عن الامانة واهميتها ومكانتها في الاسلام الي جانب قصة جميلة عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر مع الامانة وحرصه عليها وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : مجتمع .
امانة عبد الله بن عمر
يحكي أن عبد الله بن عمر الصحابي الجليل عليه رضوان الله مر براعي غنم كان يراعاها في الصحراء ، خارج العمران وكان الراعي عبداً لسيده والاسلام لا يقر العبودية لغير الله وإنما يجوز فقط أسر الكفار اثناء الحرب معهم، معاملة لهم بالمثل لأن الكفار عندما كانوا يأسرون مسلماً يسترقونه ويعذبونه ويضطهدونه ويستبيحون حرماته، كما تفعل إسرائيل الآن بالمسلمين والعرب داخل الاراضي المحتلة، فليس من المعقول ان يستعبد اسرانا الاعداء ونترك اسراهم عندنا ينعمون بالحرية .. نعود الي حكايتنا، رأي عبد الله بن عمر رضي الله عنه هذا الرجل يرعي غنم سيده فأراد ان يمتحنه في امانته فقال له : اعطني واحدة من هذه الاغنام .
فقال الراعي : لست مالكها، وصاحبها ليس موجوداً هنا، فقال عبد الله : لا بأس، اعطني شاة فاذا جاء صاحبها فقل له : إن الذئب أكلها ، فقال الراعي : اتق الله .. هكذا تكون الامانة وهكذا تكون مراقبة الله في كل حال وهكذا يكون الضمير الحي الذي يشعر بأن الله مطلع علي كل صغيرة وكبيرة وليس مهماً ان يكون صاحب العمل او مالك الشئ حاضراً او غائباً، فاذا اسند اليك عمل فأنجزة بأمانة وإخلاص، وتقول الحكاية ان عبد الله ذهب الي سيد الراعي واشتري الراعي منه واعتقه في سبيل الله فصار حراً كريماً بسبب امانته .. وهذا خلق اسلامي رفيع، قال الله تعالي واصفاً المؤمنين : ” والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ” صدق الله العظيم .. المحرر : فهمي الإمام .
احاديث شريفة عن الامانة
- قال النبي صلى الله عليه وسلم : أد الأمانة إلى من ائتمنك ( 1544 ارواء الغليل ) .
- وعن أبي هريرة قال : بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث إذ جاء أعرابي فقال : متى الساعة ؟ قال : ” إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ” . قال : كيف إضاعتها ؟ قال : ” إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ” . رواه البخاري .
- وعن حذيفة في حديث الشفاعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا ” رواه مسلم
- إن كنتم تحبون أن يحبكم الله ورسوله فحافظوا على ثلاث خصال : صدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الجوار (2998 – ( الصحيحة ) .