للصيام ثواب كبير جداً ، واحدة من أعظم خصائص الصوم أن الأجر المترتب عليها ليس محدد ، فهو يضاعف أضعافاً كثيرة ، كما أضافه الله عز وجل إلى ذاته ، ورتب للمرء الصائم فرحتين ، فرحة عند فطره ، وفرحة أخرى عند لقائه ، فقد أخرج الإمام مسلم رضي الله تعالى عنه في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال : [كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِئَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَلَخُلُوفُ فيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ] ، ولكن من أجل أن يحصل المسلم على هذا الأجر العظيم فعليه أن يعرف أحكام الصيام أولاً ، وأن يعرف ما هي الأشياء التي بإمكانها أن تبطل صيامه كي يتجنبها ، وفي هذا اليوم سوف نجيب على تساؤل يثار في أذهان الكثيرين ألا وهو هل الاحتلام يبطل الصيام والوضوء للمرأة ؛ فتابعوا معنا.
تعريف الاحتلام:
- الاحتلام في اللغة : يطلق على معان كثير ، منها : ما يراه المرء النائم من المباشرة ، ويحدث بسبب إنزال مني في معظم الحالات ، ويطلق كذلك على الإدراك ، وعلى البلوغ.
- الاحتلام في الشرع : لقد عرف أهل العلم الاحتلام على أنه ما يراه الشخص النائم من المباشرة أو غيرها ، وينجم عنه نزول مني في الغالب ، ويكون من المرأة أو الرجل على حد سواء ، بدليل ما أخرجه الإمام البخاري رضي الله عنه عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله تعالى عنها أنها قالت : [جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أبِي طَلْحَةَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَتْ يا رَسولَ اللَّهِ: إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، هلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا هي احْتَلَمَتْ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ إذَا رَأَتِ المَاءَ] ، ونشير هنا إلى الاختلاف والفرق بين الاستمناء والاحتلام ، فيراد بالاستمناء : طلب خروج المني عند اليقظة وليس النوم ، سواءً باليد أو من خلال أي وسيلة أخرى ، ويحرم الاستمناء ويلزم فاعله الغسل لو نزل مني ، مع فساد صومه لو كان ذلك بنهار شهر رمضان.
للمزيد يمكنك قراءة : هل يجوز الصيام على جنابه
حكم الاحتلام في شهر رمضان:
- إن الاحتلام في نهار رمضان لا يبطل الصوم ، كما لا يترتب القضاء على الشخص الذي احتلم ، حيث إن ذلك خارج عن القصد وعن الإرادة ، وذلك هو ما اتفق عليه أهل العلم ، فالتحرز منه لا يكون ألا بحرج ومشقة ، بالنظر لأنه يحدث عند النوم ، ولا يمكن للإنسان منع الاحتلام إلا بمنع النوم ، والنوم هو أمر مباح ، ولا يمكن للإنسان تركه ، كما يحتج بعدم فساد الصوم بسبب الاحتلام ، بأن إنزال المني لم يكن عن شهوة مباشرة حقيقية.
- لهذا لم يفسد الصيام بسببه ، ذلك بالإضافة لأن الشخص النائم فعله خارج عن التكليف ، وليس له اختيار فيه ، لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ، وعنِ المجنونِ حتَّى يعقلَ] ، والاحتلام يحدث دون اختيار المكلف ، مثل دخول شيء بفمه وهو نائم.
للمزيد يمكنك قراءة : كيفية الغسل من الجنابة
ما يترتب على الاحتلام في شهر رمضان:
الاحتلام من أسباب الجنابة:
- إن الجنابة تحدث لأمرين ، أولهما : الجماع ، ولو لم يصاحبه إنزال مني ، وذلك بدليل ما أخرجه الإمام رضي الله عنه في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [إذا جَلَسَ بيْنَ شُعَبِها الأرْبَعِ ثُمَّ جَهَدَها، فقَدْ وجَبَ عليه الغُسْلُ. وفي حَديثِ مَطَرٍ: وإنْ لَمْ يُنْزِلْ] ، أما السبب الثاني : الاحتلام ، ودليل ما أخرجه الإمام البخاري رضي الله تعالى عنه مما روي عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله تعالى عنها : [جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أبِي طَلْحَةَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَتْ يا رَسولَ اللَّهِ: إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، هلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا هي احْتَلَمَتْ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ إذَا رَأَتِ المَاءَ].
للمزيد يمكنك قراءة : في اي سنة فرض الصيام