حظي اليتيم في الإسلام برعاية خاصة، فأولى الإسلام اهتمامًا كبيرًا باليتيم وبحق اليتيم؛ معوضًا له بذلك بعض التعويض عن فقدان الأب، حتى إن الله تعالى أنزل سورة تامةً كاملة في شأن اليتيم، كان بعض العلماء يسميها سورة «اليتيم» تعظيمًا لفضل اليتيم، وهي سورة «الماعون» التي جاء فيها قول الله تعالى: [أرأيت الذي يكذِّب بالدين . فذلك الذي يدُعُّ اليتيم] [الماعون: 1-2].
ومن عظيم رعاية الإسلام لحقوق اليتيم جعل مرتبة كافل اليتيم في درجة تقرب من درجة الأنبياء في الجنة، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث: [أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا] وأشار صلى الله عليه وسلم بالسبابة والوسطى وفرَّج بينهما شيئًا؛ ليبين مقدار التفاوت بين هذه الدرجة ودرجة الأنبياء صلوات الله تعالى عليهم.
فينبغي على كل مسلم يسمع هذا الحديث أن تتولد عنده الرغبة في العمل به؛ ليرافق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة، فما أعظم تلك الرفقة التي لا تعدلها رفقة في الدنيا والآخرة.
ونحن في هذا الموضوع نتعرض إلى بعض المعلومات عن كفالة اليتيم وحقوق اليتيم وكيف أن الإسلام سبق إلى الاهتمام بحقوق اليتيم قبل كل هذه المنظمات أو هذه الهيئات التي تدافع الآن عن الأيتام، فالإسلام سبقها منذ أكثر من 1400 عام.
هل تعلم عن كفالة اليتيم ورعايته:
- هل تعلم أن من أكثر العوامل التي تعمل على انحراف الطفل هو ولادته يتيمًا.
- هل تعلم أن اليتيم إذا لم يجد يدًا حانية يتحول إلى الإجرام غالبًا.
- هل تعلم أن رعاية الأيتام هي من أكبر وأعظم الأدوات التي تحارب الرذيلة والانحراف وتعمل على تمكين الأخلاق الفاضلة من المجتمع.
- هل تعلم أن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه كان لا يأكل إلا ويجلس على طعامه يتيم يأكل معه.
- هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وُلِدَ يتيمًا، وفي ذلك مواساة لكل يتيم بأن أعظم خلق الله تعالى يولَد يتيمًا، فقد قال الله تعالى مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم: [ألم يجدك يتيمًا فآوى].
- هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى حياته منتقلًا بين حنان أمه التي توفِّيت وهو سن السادسة من عمره الشريف، وبين عناية جده عبد المطلق التي لم تدم أكثر من عامين، ثم بعدها في رعاية عمه أبي طالب حتى شبَّ صلى الله عليه وسلم.
- هل تعلم أن لفظ اليُتْم قد ذُكِرَ في القرآن الكريم في ثلاثة وعشرين موطنًا بأربعة استعمالات مختلفة، مرة باستعمال لفظ اليتيم خمس مرات، ومرة باستعمال لفظ يتيمًا ثلاث مرات، ومرة باستعمال لفظ يتيمين مرة واحدة، ومرة باستعمال لفظ اليتامى أربع عشرة مرة، وما ذلك إلا رعاية لحق اليتيم وتعظيمًا لقدره في الإسلام.
- هل تعلم أن الإسلام نهى نهيًا شديدًا عن أن يقرب أحد من مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن، قال تعالى: [ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن].
- هل تعلم أن الذين يأكلون أموال اليتامى إنما يأكلون نارًا في بطونهم كما ورد في كتاب الله تعالى: [إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنما يأكلون في بطونهم نارًا وسيَصْلَون سعيرًا].
- هل تعلم أن الإسلام حضَّ على إكرام اليتيم أعظم الإكرام ونهى عن التكاسل عن إكرامه.
- هل تعلم أن كافل اليتيم سيرافق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة، كما جاء في الحديث: [أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا] وأشار بالسبابة والوسطى وفرَّج بينهما شيئًا.
- هل تعلم أن مسح رأس اليتيم وإطعام المسكين من العوامل التي تساعد على ترقيق القلب ولينه، لما ورد من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلًا شكا رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال له: «امسح رأس اليتيم وأَطْعِم المسكين».
كان هذا ختام موضوعنا حول هل تعلم عن كفالة اليتيم ورعايته، قدمنا خلال هذه المقالة بعض المعلومات الهامة حول اليتيم وكفالته ورعاية وكيف أن الإسلام اهتم بالأيتام اهتمامًا شديدًا، وكيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وُلِدَ يتيمًا، وفي ذلك أعظم المواساة لكل الأيتام، وذكرنا واجب المسلمين نحو الأيتام من خلال رعايتهم والتكفل بأمورهم وعدم الاقتراب من أموالهم إلا بحق الله تعالى.