محتوي الموضوع
ياجماعه كيف مافيكـم حميا كيف صياح الضحى ماتسمعونـه تعتبر تلك الأغنية واحدة من أنجح الأغاني النبطية الفلكورية التي برزت على الساحة في الآونة الأخيرة ، وقد صار لها جمهور ضخم يطلب سماعها من كافة أرجاء الدول العربية ، يقرأون كلماتها المعبرة ويتعمقون في معانيها الجميلة ، وفي هذا اليوم سوف نتعرف أكثر على هذه القصيدة التي تحمل الكثير من المعاني وورائها قصة ستدهش عند معرفتها.
نبذة عن قصيدة يا جماعة:
- قصيدة ياجماعه كيف مافيكـم حميا كيف صياح الضحى ماتسمعونـه واحدة من ضمن قصائد الشاعر والكاتب السعودي الشهير المعروف باسم عبد الله بن هذال القريفه المطيري ، وهي واحدة من القصائد التي توضح تحت بند العتاب في الشعر العربي.
- وقد تغنى بها الرجل على صورة الشيلة ، ومن لا يعرف معنى الشيلة فهي واحدة من ضمن الفنون الشهيرة التي ظهرت بالجزيرة العربية وبالخصوص في المملكة العربية السعودية ، وتعمل القصيدة أو الأغنية العديد من صفات المدح والثناء.
- إذ يتم مدح الشخص العربي بالشجاع والكرم والأصالة والجود وحماية الجيران ومن يطلب المساعدة ، كما تعبر كلمات القصيدة عن التسليم لقضاء وقدر الله عز وجل ، وأنه يجب أن يعترف المرء بأن من يرزقنا هو الخالق جل في علاه.
- ولله عز وجل حكمة عندما يعطي وعندما يمنع ، وأن المجد والشرف والرجولة تعد صفات أفضل وأحسن من أن يحاول المرء الاستيلاء على أرزاق غيره ، إلا أن ذلك ما لم يلاحظه في جيرانه ، فأنشد هذه الكلمات المعبرة وقال :
للمزيد يمكنك قراءة : عادات وتقاليد العرب
قصيدة يا جماعة كيف ما فيكم حميا:
- يا جـمـاعـه كـيــف ما فـيـكـم حـمـيـا
- كيـف صيـاح الضحـى ما تسمعونـه
- من يعاوني عـلــى ربـــعٍ أهـنـيّــا
- مـن بغـى درب المراجـل يمنعـونـه
- الـمـراجــل مــــا تـهـيــا هـاســويــا
- كود من عض النواجـذ فـي سنونـه
- ان بغيـت الشـح درب الطيـب عـيـا
- حـالــفٍ مـــارد نـفـسـي للـمـهـونـه
- مـا عـلـيّـه مــــن مـنـقّـلـت الـحـكّـيـا
- كـان بـاب الـرزق منهـم يقطعـونـه
- وان بغيت الهون ساس الطيب عيّا
- حالفٍ ما أرِد نفسـي بالمهونـه
- حـالــف مـا جــوز مـــن جـيـة هـويـا
- دام بــيــت الله خـلـقــه يـدهـلـونــه
- ما علـيـنـا مـــن مـسـاريــد الـقـفـيـا
- كـان باب الـرزق منهـم يقطعونـه
- مـن لحومـي الدانيـه شفـت الجفيـا
- مـن بغـى درب الشكـالـه يبهتـونـه
للمزيد يمكنك قراءة : قصيدة عن الكرم
قصة صياح الضحى:
- في يوم من الأيام كان الشاعر النبطي الشهير (عبد الله الطريفي) جالس أمام منزله في وقت الضحى ، عندما كانت تصيح العصافير والهدوء يعم المكان أتى له بعض الضيوف.
- ومن عادة العرب منذ قديم الأزل إكرام الضيف وتقديم الطعام وسبل الراحة له ، إلا أن شاعرنا كان شخص فقير لم يكن لديه ما يكرم به ضيفه! فذهب واستعان بجيران له قريبين منه ليعينوه على تقديم واجب الضيافة.
- ولكن للأسف حدث ما لم يكن يتوقعه الشاعر ، فرفض الجيران مساعدته وخذلوه ، ولم يعطوه أي شيء ، فقام عبد الله الطريفي وذهب لناقته التي لم يكن يمتلك سواها حيث كان يطعم أولاده من لبنها ، ونحرها وقام بعقد وليمة ضخمة على الناقة دعا فيها كافة الجيران.
- فأنشد هذه القصيدة التي يعاتب فيها جيرانه ويلومهم على عدم نخوتهم وحميتهم وقوفهم بجواره ، وأراد الشاعر في هذه القصيدة أن يستفز في جيرانه النخوة العربية الأصيلة فضلاً للشهامة وإكرام الضيوف ومعاونة الجار لجيرانه وغيرها من الصفات التي كان يتحلى بها العربي قديماً.
كيفية الاستماع لأغنية شيلة يا جماعة كيف ما فيكم حميا:
- تعد هذه الشيلة واحدة من أحسن وأروع الشيلات التي يبحث عن الشباب العربي وبالخصوص السعودي ؛ وذلك لأن الأغنية تلهب فيهم الحماس ، وتتخللها معاني الكرم الأصيل.
- عندما يقدم المرء ويذبح ناقته الوحيدة التي كان يمتلكها من أجل إطعام الصغار ، كل ذلك حتى لا يُقال بأن عبد الله الطريفي لم يكرم ضيفه! وقد تغنى بهذه الشيلة العديد من فناني الشيلات الشهيرين في المملكة العربية السعودية.
- ومن أشهر هؤلاء المطربين هم : فقد مطر ومحمد العباسي ومحسن عوض وغيرهم الكثير من الفنانين المشهورين ، وتستطيع أنت كذلك الاستماع لهذه الشيلة المميزة في أزمنة مختلفة بأصوات متعددة وتتراوح مدة الأغنية من دقيقتين حتى ست دقائق فقط كل ما عليك هو : (الضغط هنا).
الشغف بالكرم عند العرب:
- لقد ذكرت الكثير من المراجع العربية الموجودة في كتب اللغة والأدب ، أن العرب في الجاهلية وبعد الإسلام لم يشغل بالهم أو لم يشغفوا بأكثر من شغفهم بالجود والكرم والشجاعة!
- حيث اقترن ذكر الكرم بأسماء الكريمين والأجواد الأسخياء العرب من شعب الكوفة والبصرة والحجاز وغيرهم الكثير من البلدان العربية ، وكان الأمراء والحكام وقتها شديدي الحرص على أن تنتشر سمعة جودهم عن طريق الشعر والشعراء ممن مدحوا أفعالهم.
- وبعد أن أتى الإسلام زاد على الكرم العربي قيم روحية وغايات سامية ، وذلك من خلال مدحه على معاني الكرم والجود والسخاء ، وقد ذم الإسلام كافة أشكال الشح والبخل ، وفضل الإسلام الاعتدال في الإنفاق.
- وأيضاً نظم الإسلام طرق العطاء والتقديم ، وضمن ذهابها لمستحقيها الأمر الذي يرجع بالخير على الشخص العاطي والمعطى له ، والباحث يجد بأن الآيات القرآنية ظاهرة واضحة في ذلك الأمر ، على سبيل المثال قول الخالق جل في علاه : {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً} ؛ وأيضاً قال سبحانه : {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}.
للمزيد يمكنك قراءة : حاتم الطائي مقتطفات من حياته
