محتوي الموضوع
إن الأوطان هي قطعة من الوجدان والروح ، هي من تعطي الشخص منا أمان وطمأنينة ، الوطن هو من يمثل الهوية التي ليس من الممكن التخلي عنها ، إنه الأرض التي ننتمي لها ، لا يوجد أعذب من أرض الوطن ، أما عن حب الأوطان ، فهو أمر فطري يسري مع الدم بالعروق ، فلا نقوى على الابتعاد عنه ، وكيف نبتعد عن أوطاننا وهي الحضن الدافئ ، إنه الملجأ الذي لن نشعر بالسكينة والأمن والطمأنينة إلا فيه.
حب الوطن يا سادة مقرون بالأفعال ، فيظهر قول وفعل ، من خلال ما نقدمه من أجله من أمور تساعد في بنائه وفي تطوره وفي ارتقائه ، فواجب على الشخص تجاه وطنه أن يحافظ عليه وأن يدافع عنه حتى لو وصل الأمر إلى التضحية بالمال والروح ، وفي هذا اليوم سوف نتعرف على قصة شعب عنوانها الصمود ، إنه الشعب الفلسطيني الذي دافع وما زال يدافع عن أرضه ووطنه ، فتابعوا معنا.
يوم الأرض:
- يوم الأرض يعرف على أنه يوم الانتفاضة الفلسطينية ، وقد حدث هذا اليوم لأول مرة في العام 1976م ، وأعلن فيه عن إضراب شامل ، وانطلقت العديد من المظاهرات الشعبية في جميع أرجاء المدن والقرى الفلسطينية ، وشارك بها الشعب الفلسطيني بالمناطق المحتلة ، وهذا من أجل الاحتجاج على سياسة الصهاينة ، وتمييزهم العنصري تجاههم ، ومصادرة أراضيهم منذ العام 1948م ، والمحاولات المتكررة من قبل الصهاينة لاحتلال الأراضي من شعبها ، ومنذ هذا الحين أصبح يوم الأرض مناسبة وطنية فلسطينية وعربية ، ويعد هذا اليوم أحد رموز الوحدة العربية الفلسطينية.
للمزيد يمكنك قراءة : شعر عن فلسطين
السبب المباشر ليوم الأرض:
- إن السبب الرئيسي لأحداث يوم الأرض تكمن في مصادرة الصهاينة حوالي 22 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين بمنطقة الجليل الأوسط ، وحدث هذا في 29 من شهر شباط في العام 1976م ، وكان من ضمنها أرض سخنين ، ودير حنا ، وعرابة ، وعرب السواعد ، وغيرها من الأراضي من أجل تحصينها وإقامة مستعمرات لهم وفق نطاق تهويد الجليل ، وقد شهد عام 1948م وعام 1976م مصادرة الكيان الصهيوني لأكثر من مليون دونم من أراضي القوى الغربية الموجودة بالجليل والمثلث ، وملايين الدونمات من الأراضي العربية التي هجرها أهلها بسبب بطش وظلم الصهاينة.
أسماء شهداء يوم الأرض:
وقد نجم في تلك الذكرى استشهاد 6 مواطنين فلسطينيين وإصابة العشرات برصاص الصهاينة ، وأسماء الشهداء هي :
- خير أحمد ياسين من بلدة عرابة.
- محسن طه من بلدة كفر كنا.
- خديجة قاسم شواهنة من بلدة سخنين.
- رجا أبو ريا من بلدة سخنين.
- خضر خلايلة من بلدة سخنين.
- رأفت علي زهدي من مخيم نور شمس ، وقد استشهد بالطيبة.
للمزيد يمكنك قراءة : اشعار فلسطينية حزينة عن القدس
الهدف من إحياء يوم الأرض:
هناك الكثير من الأهداف لإحياء يوم الأرضي الفلسطيني ، ومنها :
- التأكيد على استمرار المسيرة في مقاومة المحتل الصهيوني.
- التأكيد على تمسك الفلسطينيين بأرضهم وصمودهم في وجه الطغاة.
- التأكيد على إصرار الفلسطينين على أخذ حقوقهم التي تتمثل في الحرية ، والاستقلال ، والرجوع لديارهم.
أمثال وحكم عن الأرض:
- الارض بالشبر؟ قالوا: لا، الأرض بالظفر
- ليس اعذب من ارض الوطن
- الزرع للزراع والارض لاهلها
- أبدا، أبدا أبدا لن تشهد هذه الأرض الجميلة مرة أخرى اضطهاد البعض للآخرين
- الزرع واحد والارض محطات
- حراثة الأرض في الوطن خير من عد النقود في الخارج
- اللي مالوش جذر، يموت قهر
- الأخلاق نبتة جذورها في السماء ، أما أزهارها و ثمارها فتعطر الأرض
- اللي ما عنده عطن، ما له وطن
للمزيد يمكنك قراءة : نبذة عن فلسطين
قصيدة الأرض لمحمود درويش:
في شهر آذارَ، في سَنَة الانتفاضة، قالتْ لنا الأرضُ
أسرارَها الدمويَّةَ. في شهر آذارَ مَرّتْ أمام
البنفسج والبندقيّة خمس بناتٍ. وقَفْنَ على باب
مدرسة ابتدائية، واشتعلن مع الورد والزعترِ
البلديّ. افتتحنَ نشيد التراب. دخلن العناقَ
النهائي – آذارُ يأتي إلى الأرض من باطن الأرض
يأتي، ومن رقصة الفتيات – البنفسجُ مال قليلاً
ليعبر صوتُ البنات. العصافيرُ مَدّتْ مناقيرها
في اتّجاه النشيد وقلبي.
أنا الأرضُ
والأرضُ أنتِ
خديجةُ ! لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل.
وفي شهر آذار، مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمسُ
بناتٍ. سقطن على باب مدرسةٍ ابتدائية. للطباشير
فوق الأصابع لونُ العصافيرِ. في شهر آذار قالت
لنا الأرض أسرارها.
-2-
أُسمّي الترابَ امتداداً لروحي
أُسمّي يديّ رصيفَ الجروحِ
أُسمّي الحصى أجنحهْ
أُسمّي العصافير لوزاً وتين
أُسمّي ضلوعي شجرْ
وأستلّ من تينة الصدر غصناً
وأقذفهُ كالحجرْ
وأنسفُ دبّابةَ الفاتحين .
-3-
وفي شهر آذار، قبل ثلاثين عاماً وخمس حروب،
وُلدتُ على كومة من حشيش القبور المضيء.
أبي كان في قبضة الإنجليز. وأمي تربّي جديلتها
وامتدادي على العشب. كنتُ أُحبُّ “جراح
الحبيب” و أجمعها في جيوبي، فتذبلُ عند الظهيرة،
مَرّ الرصاصُ على قمري الليلكيِّ فلم ينكسرْ،
غير أنّ الزمان يَمرّ على قَمَري الليلكيِّ فيسقطُ سهواً…
وفي شهر آذار نمتدُّ في الأرضِ
في شهر آذار تنتشرُ الأرضُ فينا
مواعيدَ غامضةً
واحتفالاً بسيطاً
ونكتشف البحرَ تحت النوافذ
والقمرَ الليلكيَّ على السرو
في شهر آذار ندخلُ أوّل سجنٍ وندخلُ أوّل حُبٍّ
وتنهمرُ الذكرياتُ على قريةً في السياج
وُلدنا هناك ولم نتجاوز ظلال السفرجلِ
كيف تفرّين من سُبُلي يا ظلال السفرجل؟
في شهر آذار ندخلُ أوّل حُبٍّ
وندخلُ أوّل سجنٍ
وتنبلجُ الذكرياتُ عشاءً من اللغة العربية:
قال لي الحبُّ يوماً: دخلتُ إلى الحلم وحدي فضعتُ وضاعَ بي الحلمُ. قلتُ تكاثرْ!
تَرَ النهر يمشي
إليك.
وفي شهر آذار تكتشف الأرض أنهارها.
-4-
بلادي البعيدةَ عنّي.. كقلبي!
بلادي القريبةَ مني.. كسجني!
لماذا أغنّي
مكاناً، ووجهي مكانْ؟
لماذا أغنّي
لطفلٍ ينامُ على الزعفران؟
وفي طرف النوم خنجر
وأُمّي تناولني
صدرها
وتموتُ أمامي
بنسمةِ عنبر؟
-5-
وفي شهر آذار تستيقظ الخيلُ
سيّدتي الأرضَ!
أيُّ نشيدٍ سيمشي على بطنك المتموِّج، بعدي؟
وأيُّ نشيدٍ يلائمُ هذا الندى والبَخُورَ
كأنَّ الهياكل تستفسرُ الآن عن أنبياء فلسطينَ في بدئها المتواصل
هذا اخضرارُ المدى واحمرارُ الحجارةِ-
هذا نشيدي
وهذا خروجُ المسيح من الجرح والريح
أخضرَ مثل النبات يُغطّي مساميرَهُ وقيودي
وهذا نشيدي
وهذا صعودُ الفتى العربيّ إلى الحلم والقدس.
في شهر آذار تستيقظ الخيلُ.
سيّدتي الأرضَ!
والقممُ اللّولبيَّةُ تبسطها الخيلُ سجّادةً للصلاةِ السريعةِ
بين الرماح وبين دمي.
نصف دائرةٍ ترجعُ الخيلُ قوسا
ويلمعُ وجهي ووجهك حيفا وعُرسا
وفي شهر آذار ينخفضُ البحرُ عن أرضنا المستطيلة مثل حصانٍ على وترِ الجنسِ.
في شهر آذار ينتفضُ الجنسُ في شجر الساحل العربيّ
وللموج أن يحبس الموجَ … أن يتموّجَ…أن
يتزوّج .. أو يتضرّح بالقطن
أرجوك – سيّدتي الأرضَ – أن تُسكنيني
صهيلَكِ
أرجوك أن تدفنيني مع الفتيات الصغيرات بين البنفسج والبندقيةِ
أرجوك – سيدتي الأرضَ – أن تُخْصبي عُمْريَ المتمايلَ بين سؤالين: كيف؟ وأين؟
وهذا ربيعي الطليعيُّ
وهذا ربيعي النهائيُّ
في شهر آذار زوُّجتُ الأرضُ أشجارها.
-6-
كأنّي أعودُ إلى ما مضى
كأنّي أسيرُ أمامي
وبين البلاط وبين الرضا
أُعيدُ انسجامي
أنا ولدُ الكلمات البسيطهْ
وشهيدُ الخريطهْ
أنا زهرةُ المشمش العائليَّهْ.
فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل
من البدء حتّى الجليل
أعيدوا إليّ يديَّ
أعيدوا إليّ الهويَّهْ!
-7-
وفي شهر آذار تأتي الظلال حريريةً والغزاةُ بدون ظلالٍ
وتأتي العصافيرُ غامضةً كاعتراف البنات
وواضحةً كالحقول
العصافيرُ ظلُّ الحقول على القلب والكلمات.
خديجةُ!
– أين حفيداتك الذاهباتُ إلى حبِّهن الجديد؟
– ذهبن ليقطفن بعض الحجارة-
قالت خديجةُ وهي تحثُّ الندى خلفهنّ.
وفي شهر آذار يمشي التراب دماً طازجاً في الظهيرة…
خمسُ بناتٍ يخبّئنَ حقلاً من القمح تحت الضفيرة…
يقرأن مطلع أنشودةٍ على دوالي الخليل، ويكتبن
خمس رسائل:
تحيا بلادي
من الصّفْرِ حتّى الجليل
ويحلمن بالقدس بعد امتحان الربيع وطرد الغزاة.
خديجةُ! لا تغلقي الباب خلفك
لا تذهبي في السحاب
ستمطر هذا النهار
ستمطرُ هذا النهار رصاصاً
ستمطرُ هذا النهار!
وفي شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض
أسرارها الدّمويّةَ: خمسُ بناتٍ على باب مدرسة
ابتدائيَّةٍ يقتحمن جنود المظلاّت. يسطعُ بيتٌ
من الشعر أخضرَ… أخضر. خمسُ بناتٍ
على باب مدرسة ابتدائية ينكسرن مرايا مرايا
البناتُ مرايا البلاد على القلبِ..
في شهر آذار أحرقت الأرضُ أزهارها.
-8-
أنا شاهدُ المذبحهُ
وشهيدُ الخريطهُ
أنا ولدُ الكلماتُ البسيطهُ
رأيتُ الحصى أجنحهْ
رأيت الندى أسلحة
عندما أغلقوا باب قلبي عليّا
وأقاموا الحواجز فيّا
ومنع التجوُّل
صار قلبي حارةْ
وضلوعي حجارةْ
وأطلّ القرنفل
وأطلّ القرنفل
للمزيد يمكنك قراءة : تعبير عن فلسطين