محتوي الموضوع
اختلف أصحاب الرأي على مدى القرون في تفسير الحب، وقد كتبوا في ذلك الكتب والأشعار والأقوال والعبارات، غير أن أكثرهم اتفق على أن الحب هو مشاعر فياضة قوية تنمو بين شخصين وتنمو بمرور الأيام مع المعرفة ومع تجارب الحياة وتقلباتها المختلفة، حيث يظهر الحب بين الأشخاص في مدى التزامهم وتضحياتهم وثقتهم المتبادلة ومودتهم مع بعضهم بعضًا واحترامهم لبعض ورغبتهم الكبيرة في إسعاد الطرف الآخر وإعانته والعناية به، غير أن الحب يختلف من شخص لآخر بحسب طبيعة الأشخاص وتنوعهم.
ونحن في هذا الموضوع كيفية نسيان شخص تحبه وزوج انفصلت عنه، سنتعرض إلى بعض النصائح والكيفيات التي يمكن للإنسان أن ينسى فيها شخصًا ارتبط به في يوم من الأيام نتيجة ما فرقت بهم الحياة.
تقبُّل انفصالك:
قد ينفصل الزوج عن زوجته أو الخاطب عن مخطوبته وبسبب هذا الانفصال يحدث ألم للشخص ومعاناة، ولكن لا بد أن يفهم الشخص أن كل شيء في هذه الحياة بقدر الله تعالى، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، فإذا فهم الإنسان قضية القضاء والقدر سهل عليه تقبل مشكلات الحياة وعقبات الانفصال وما يتلو ذلك من ألم ونحو ذلك، فيقبل الإنسان برضا وقناعة بما قدره الله تعالى له من النصيب.
إزالة الأشياء الذي تذكرك بالشخص:
من الخطوات المهمة التي تساعد في عملية النسيان هي التخلص من الأمور المتعلقة بذكر هذا الشخص، سواء كانت لديك أغراض شخصية متعلقة به، أو هدايا أو نحو ذلك؛ لأن رؤيتها تعيد مشاعر الألم والحزن والحنين من جديد، فلا بد من أجل التخلص من هذه المشاعر وعدم تجديدها بصورة مستمرة من التخلص من متعلقات هذا الشخص جميعها.
الاختلاط بالإيجابيين:
إن الصحبة مهمة جدًّا لكي تُنسي الإنسان من تجاربه المؤلمة والحزينة، فلا بد أن تصاحب أشخاصًا إيجابيين يدعمونك ويشدون من أزرك من أجل أن تتخلص من محنتك ويزول ألمك النفسي إن شاء الله تعالى، فالأشخاص الإيجابيون لهم دور كبير جدًّا في الخروج بالإنسان من أسوأ حالاته النفسية.
لا تتواصل مع هذا الشخص:
لا بد من قطع كل قنوات الاتصال بهذا الشخص الذي استحالت بينكما العشرة لسبب من الأسباب؛ فينبغي عدم الاختلاط بهذا الشخص وعلى أن يحافظ الإنسان على الطابع الرسمي إذا اضطر إلى نوع من اللقاء بهذا الشخص؛ لأنه لو حصل تفاعل جديد بينهما فهذه مشكلة كبيرة حيث سيسترجع الإنسان أحداث الماضي التي تؤلمه وربما استمر ألمه واستمر عذابه بعد ذلك، فعلى الإنسان أن يكون حاسمًا في هذا الأمر، ولا يجعل الأمور تخرج من يديه.
النظرة التفاؤلية:
حيث إن الانتهاء من الارتباط لا يعني نهاية العالم ولا يعني أن هذا الشخص قد حُكِمَ عليه بالفناء، فلا بد أن يكون الإنسان عاقلًا متزنًا عالمًا بالدين فاهمًا لقضية القضاء والقدر، وأن الله تعالى يبدل الأمور من حال إلى حال، وأنه قد تظن أن الدنيا قد أُغلقت في وجهك ثم تجد فرج الله تعالى يأتيك ويغمرك من جميع جوانبك، فعليك أن ترضى بقضاء الله وأن تتفاءل وأن ترجو ما عند الله، فما عند الله خير وبركة لمن أحسن واتقى.
عدم التفكير في الماضي:
إن الماضي دائمًا يحمل الألم للإنسان، فلا تفكر في ماضيك واستقبل أمورك برضا وقناعة، لا تجعل نفسك في دوامة من الذكريات المؤلمة والمحزنة التي تفني عمرك فيها بلا فائدة، كن قويًّا وكن إيجابيًّا وحفز نفسك بعدم الرجوع إلى هذا الماضي من جديد، اخلع كل ما يكبلك من آلام وأحزان، واستقبل حياتك بصورة جديدة كلها حيوية ونشاط، واشغل وقتك بما ينفعك حتى لا تدع نفسك للفراغ القاتل الذي يقتل وقتك وعمرك بلا فائدة ترجوها.
كان هذا ختام موضوعنا حول كيفية نسيان شخص تحبه وزوج انفصلت عنه، وقد تكلمنا في هذه المقالة حول بعض الخطوات الإيجابية التي يمكن للإنسان أن يسلكها إذا انتهت ارتباطاته بشخص معين، فذكرنا من بين هذه الخطوات ضرورة تقبل الانفصال عن هذا الشخص والرضا بقضاء الله تعالى وقدره، الحرص على التخلص من الأشياء القديمة لهذا الشخص والعمل على مخالطة الإيجابيين ومنع التواصل مع هذا الشخص، والنظرة المستقبلية المتفائلة، وعدم التفكير في الماضي والانشغال بالأنشطة المتنوعة.
