يسعدنا ان نستعرض معكم الآن في هذا المقال عبر موقع احلم مقتطفات مميزة من كتاب الانسان والبيئة للمؤلفة سحر مصطفي حافظ ، علاقة الانسان بالبيئة ومدي تأثيرة عليها ومعلومات عن التلوث وغيرها، موضوع ممتع ومشوق ومهم نتمني ان ينال إعجابكم ، وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : ظواهر بيئية .
في ظل عالم متغير يتسابق فيه الجميع نحو التقدم الصناعي والتكنولوجي حيث يملي عالم الشمال علينا مخترعاته وصناعته المتطورة فتمتلئ السماء الصافية بما يفسد هواءها ويثقب طبقاتها ويتعكر نقاء الماء بما يغير طبيعته، وتتحمل قدرة التربة بما لا طاقة لها باستيعابه، وينوء كوكب الارض بما فوق ظهره من صراع واهم ودائم بين الانسان والبيئة، حتي اصبح الانسان وبحق ظالماً لنفسه ولبيئته، فبات يتنفس ويشرب ويأكل ويسمع ويبصر تلوثاً، تاركاً من بعده انواعاً من التلوث مكثقة وممرضة بعيدة الاذي والاثر لأجياله القادمة .
العلاقة بين الانسان والبيئة ليست بجديدة، لأن البيئة في اسط تعريف لها هي كل ما يحيط بالانسان اي الاطار الذي يمارس فيه الانسان حياته وانشطته المختلفة، فهي تشكل الارض التي يعيش عليها والهواء الذي يتنفسه والماء الذي هو أصل كل شئ حي منذ خلق الله الانسان والارض علي صورتها الفطرية، فقضية الانسان والبيئة قضية معروفة منذ الخليقة وهي قضية صراع ازلي للتحدي من اجل بقاء الانسان ورفاهيته .
من وجة نظرنا تكمن المشكلة بجذورها وتضرب بأصولها في طبيعة هذه العلاقة القديمة العدائية ذات ملامح الانقسام والانفصام، والحي الجذري ينطوي من وجهة نظرنا في المعالجة التأصيلية لهذه العلاقة وتحويلها الي علاقة ودية وانتماء، ذات ملامح وئام واكتمال فترد بجذورها الي اصل الحياة ( الانسان والطبيعة ) .
المفهوم الاصطلاحي للبيئة
من الوجهة العلمية نجد علماء البيئة وعلماء الطبيعية والفيزياء والكيمياء وعلماء المياة والري والزراعة يذهبون الي وضع مصطلح علمي محدد لمفهوم البيئة علي انه مجموع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات الحيوية التي تقوم بها، ويقصد بالنظام البيئي اي مساحة من الطبيعة وما تحوية من كائنات حية ومواد غير حية في تفاعلها مع بعضها البعض، ومع الظروف البيئية وما تولده من تبادل بين الاجزاء الحية وغير الحية .
التوافق بين الانسان والبيئة
هو تلك العملية الديناميكية التي يهدف بها الفرد الي ان يغير سلوكة فيقيم علاقة اكثر تألقاً مع بيئته بأن يتكتيف معها بالحفاظ عليها من التلوث وجعلها نظيفة نقية، وبذلك تتحقق له حياة نفسية متوازنة .
إن فوائد التفاعل مع البيئة والانسان عميقة التأثير والتأثر، فمثلاً التفاعل بين الانسان والنبات علاقة اعمق من مجرد جمال المظهر وتساعد علي جعل المدينة مكاناً افضل للسكن، وقد اثبتت الدراسات ان انتشار الحدائق في المدينة ونظافة الشوارع وتحويل الخرابات الي حدائق عامة وطلاء البيوت يربط الانسان ببيئته ، فالازهار ينبوع الجمال وتفيض اشراقاً وبالتالي يزداد نقاء الوطن والبيت والحياة .
إن نقاء البيئة ينعكس ايجابياً علي صحة المواطنين، فوجود مساحات خضراء مناسبة وحدائق عامة منتشرة يساعد علي تنقية الهواء مما ينعكس ايجابياً علي صحة المواطنين فيزيد الانتاج وتنخفض تكاليف العلاج ( وفر اقتصادي ومجتمعي ناتج من نقاء البيئة ) .
