إن تأثير البطالة ليس مقتصر على الوضع المادي للشخص والأسرة والمتجمع المحلي فقط ، بل تأثيره يتجاوز كل هذا ليؤثر على الناحية الصحية ، وعلى معدل الوفيات كذلك ، لا سيما أن آثارها تمتد لسنوات عدة لاحقاً ، ذلك بالإضافة لأنها تمس القطاع الاقتصادي المحلي ، وتؤثر بالسلب بارتفاعها على مستوى الإنتاج المحلي ، حيث إن زيادة واحد بالمائة من نسبة البطالة تقلل الناتج المحلي الإجمالي بنسبة اثنان بالمائة ، وفي هذا المقال سوف نسلط الضوء أكثر على اثار البطالة الاقتصادية والاجتماعية وحلولها ، فتابعوا معنا.
الآثار الاقتصادية للبطالة:
هناك الكثير من الآثار الاقتصادية التي تؤديها البطالة ، ومنها ما يلي :
- خسارة المأوى والتشرد : ففي الغالب ما يؤدي تفاقم معدل البطالة لزيادة معدلات التشرد ، حيث أن الشخص العاطل لا يملك الدخل الكافي من أجل تغطية تكاليف السكن ، الأمر الذي يؤدي به إلى أن يصبح بدون مأوى.
- انخفاض المستوى المعيشي : إن معظم العاطلين عن العمل يعانون من انخفاض مستوى المعيشة ، وذلك لعدم تمكنهم من توفير مصدر دخل شهري ثابت ، وفي العادة ما يظهر تأثير البطالة مباشرةً على حياة الإنسان عند بدء انقطاعه عن العمل ، فيظهر هذا من خلال انخفاض القوة الشرائية ، وعدم القدرة على تغطية الديون (لو وجدت) بسبيل تأمين احتياجات الحياة ، وتأمين السكن الملائم.
للمزيد يمكنك قراءة : خصائص الخدمة الاجتماعية وأهميتها
الآثار الاجتماعية للبطالة:
هناك الكثير من الآثار الاجتماعية التي تؤثر بالسلب على العاطلين عن العمل ، ومنها ما يلي :
- الهجرة : حيث إن عدم القدرة على إيجاد حلول لمشاكل البطالة ، أجبرت العديد من الشباب على التفكير بالهجرة لخارج بلدانهم من أجل إيجاد فرص عمل.
- انخفاض فرصة الحصول على وظيفة : لا تفضل العديد من الشركات توظيف العاطلين عن العمل منذ مدة زمنية كبيرة ، بالرغم من امتلاكهم المؤهلات والمهارات التي تناسب الوظيفة المتاحة ، ذلك بالإضافة لكون البطالة تؤدي لفقدان العديد من المهارات التي تم اكتسابها خلال مدة العمل السابقة ، لعدم الاستمرار في استعمالها ، هذا الأمر صعب فرصة الحصول على وظيفة جديدة ، وهناك دراسة سويدية نشرت في العام 2008م قد أشارت إلى أن مهارات فهم القراءة قد انخفضت عند العاطلين عن العمل لمدة عام وذلك بنسبة 5%.
- الجريمة : إن البيئة غير المستقر للشخص العاطل ، وإحساسه بالوحدة لابتعاده عن المجتمع الخارجي الذي يعيش فيه قد تؤدي لظهور الجريمة وتفشيها في المجتمع ، ولكن ذلك لا يعني أن كل العاطلين عن العمل أصحاب جرائم ، ولكن المقصود أن البطالة ، والفقر ، وانخفاض مستوى الاقتصاد العام تعد من أسباب حدوث الجرائم.
للمزيد يمكنك قراءة : اسباب تشغيل الاطفال الاقتصادية والسياسية
الآثار الصحية والنفسية للبطالة:
إن وجود العمل في حياة الإنسان يعتبر ضروري من خلال زيادة مكانته اجتماعياً ، بالإضافة لتحقيق الأمن المادي ولاكتساب مهارات وقدرات كبيرة ومتنوعة عند العمل ، بالإضافة أيضاً لإمكانية الشخص على تسيير نمط حياته ، وتحسين مهارات التواصل مع الأشخاص الآخرين ، وبناءً عليه فإن فقدان الوظيفة يفقد الشخص كل المزايا المذكورة سالفاً ، الأمر الذي يؤدي لظهور الكثير من الآثار السلبية سواءً من الناحية الجسدية أو النفسية ، يذكر منها ما يلي :
- الاكتئاب : يعتبر الشخص العاطل عن العمل هو الأكثر عرضة للإحساس بالاكتئاب والقلق ، كما أن تقديره لنفسه ينخفض جداً ، وبالخصوص لو كان لديه رغبة قوية بالحصول على عمل ، ذلك بالإضافة لزيادة التوتر عنده ، والضغط الجسدي ، ومن الممكن أن يتنامى ويزيد الشعور باليأس عنده بحال عدم الرضا عن نفسه ، وعد قدرته على الإنجاز.
- المرض : إن البطالة طويلة الأمد تعتبر سبب بزيادة الأمراض البدنية والعقلية ، كما تحد من العمر الافتراضي ، وذلك بحسب ما أشارت العديد من الدراسات.
- الانتحار : إن ارتفاع نسب البطالة بإمكانه أن يزيد من الانتحار ، إذ تعتبر البطالة سبب في زيادة الحرمان ، والفقر ، والجوع ، واليأس ، وزيادة المشاكل الأسرية ، وهي عوامل رئيسية ترفع من نسب الانتحار.
للمزيد يمكنك قراءة : أهمية العمل في حياة الفرد والمجتمع