انواع الزنا المجازي وحكمه إسلام ويب
محتوي الموضوع
باختصار شديد إن الزنا له أضرار جسيمة ، سواءً على فاعله أم على المجتمع ككل ، إنه سبباً لغضب الخالق جل في علاه على مرتكبه ، وعدم إجابة دعائه ، بالإضافة لضياع إيمانه ، كما أنه ينجم عنه الفساد في الأرض بالإضافة لضياع الأنساب ، وفي هذا اليوم سوف نتعرف على انواع الزنا المجازي وحكمه إسلام ويب.
أنواع الزنا:
يتم تقسيم الزنا لنوعين اثنين ؛ ألا وهما : الزنا الحقيقي والزنا المجازي ؛ وفي التالي سوف نوضح كل نوع منهما :
الزنا الحقيقي:
- ويتم تعريفه في اللغة العربية على أنه وطء الشاب لفتاة بدون وجود عقد شرعي ، أو مجامعة المرأة الأجنبية ، ويتم تعريفه في الاصطلاح على أنه وطء الشاب للفتاة بالقبل أو الدبر من غير الزواج.
- بمعنى من غير أي نكاح صحيح ، وقد أجمع الفقهاء من المسلمين على حرمانيته وعدوه كبيرة من الكبائر ، واستندوا في هذا لقول الله عز وجل في القرآن الكريم : { وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلً }.
- وقد أجاب الرسول صل الله عليه وسلم على رجل قام بسؤال حول أعظم الذنوب ، فرد عليه سيد الخلق : (أنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا، وهو خَلَقَكَ، قُلتُ: إنَّ ذلكَ لَعَظِيمٌ، قُلتُ: ثُمَّ أيُّ؟ قالَ: ثُمَّ أنْ تَقْتُلَ ولَدَكَ تَخَافُ أنْ يَطْعَمَ معكَ، قُلتُ: ثُمَّ أيُّ؟ قالَ: ثُمَّ أنْ تُزَانِيَ بحَلِيلَةِ جَارِكَ).
- وقد حرم الزنا لما فيه من أضرار وآثار سلبية على المرء وعلى المجتمع ككل من تدمير للأهل والأسر ، وضياع واختلاط الأنساب ، فما حلل الله عز وجل شيء إلا وفيه منفعة للبشر وما حرم شيء إلا وفيه ضرر بالغ على الناس.
الزنا المجازي:
لقد أتى ذكر بعض أنواع الزنا المجازي ، وذلك بحديث الرسول محمد صل الله عليه وسلم ؛ إذ قال : (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ، أَوْ يُكَذِّبُهُ) ، وفي الأسفل سوف نذكر لكم أنواع زنا المجازي :
- زنا الأذن : وهذا الزنا يكون من خلال الاستماع للحرام وكل ما يحض لأي معصية أو فجور أو رذيلة.
- زنا العيون : وهذا النوع من الزنا يكون من خلال رؤية المرء لما يغضب الله ومنها المواقع الإباحية المحرمة.
- زنا اليد : وهذا النوع يكون من خلال الضرب والبطش ، أو لمس الإنسان لمرأة أجنبية مع شهوة.
- زنا اللسان : وذلك النوع يكون من خلال الحديث بين الشاب والفتاة الأجنبية بالفحشاء أو الزنا والمنكر ، سواءً أكان هذا الشيء مباشر أو من خلال الهاتف أو المحادثة عبر الشبكة العنكبوتية.
- زنا الرجل : وهذا النوع من الزنا يكون من خلال المشي للحرام.
- زنا الفؤاد : ويكون عن طريق تمني الزنا واشتهاؤه كثيراً ، أو تفكير المرء بمفاتن النساء ، وأيضاً تفكير النساء بمفاتن الشباب.
هل مقدمات الزنا توجب الاغتسال:
- هذا السؤال يتردد بكثرة ؛ والإجابة هي أن الزنا له أحوال متعددة وذلك وفقاً للمرء الذي قام بارتكابها ، فلو قام بالتقبيل أو اللمس أو المداعبة أو قام بلمس فتاة بشهوة وخرج منه مذي.
- فلا بد عليه أن يقوم بالاستنجاء منه ويتوضأ لو أراد أن يصلي ، خروجاً من خلال المذاهب الأربعة ، أما لو خرج من مني ولو لم يولج فيتوجب عليه الغسل ؛ والله أعلى وأعلم.
الزنا الذي يوجب الحد:
- لقد ذهب جمهور أهل العلم وقالوا بأن الزنا الذي لا بد فيه من الحد هو عندما تغيب حشفة الذكر بمعنى مقدمته داخل الفرج.
- وما غير هذا لا يعتبر من الزنا الذي يكون معه وجوب الحد ، وليس هناك فارق ما بين الفرج الذي بالقبل والفرج الذي بالدبر ؛ وذلك ما نص عليه الإمام النووي رحمه الله بمجموعه ؛ والله أعلى وأعلم.
الآثار التي تترب على فعل الزنا:
هناك العديد من الآثار التي تترتب على فعلة الزنا في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وفيما يلي توضيح عدداً منها :
- إن الزنا يعد سبب من أسباب ارتكاب المعاصي وفتح أبواب ذنوب عديدة أخرى ، أو قد تجره إليها بسهولة وبساطة.
- إن الزنا بإمكانه أن يمنع الدعاء ؛ وذلك استناداً على قول الرسول محمد صل الله عليه وسلم : (تُفتَحُ أبوابُ السماءِ نصفُ الليلِ، فينادي مُنادٍ: هل من داعٍ فيُستجابُ له؟ هل من سائلٍ فيُعطَى؟ هل من مكروبٍ فيُفرَّجُ عنه؟ فلا يبقى مسلمٌ يدعو بدعوةٍ إلا استجاب اللهُ له، إلا زانيةً تسعى بفَرْجِها، أو عَشَّارًا).
- إن الزنا بإمكانه أن ينزع الإيمان من فؤاد الشخص العاصي الزاني ، وهذا استناداً لقول النبي محمد صل الله عليه وسلم : (مَن زَنَى أو شَرِبَ الخَمْرَ، نَزَعَ اللهُ منه الإيمانَ، كما يَخْلَعُ الإنسانُ القميصَ من رأسِه).
- إن الزنا بإمكانه أن ينقص الحسنات يوم العرض ، وذلك استناداً لقول النبي محمد صل الله عليه وسلم : (حُرْمَةُ نِساءِ المُجاهِدِينَ علَى القاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهاتِهِمْ، وما مِن رَجُلٍ مِنَ القاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلًا مِنَ المُجاهِدِينَ في أهْلِهِ فَيَخُونُهُ فيهم، إلَّا وُقِفَ له يَومَ القِيامَةِ، فَيَأْخُذُ مِن عَمَلِهِ ما شاءَ).
- إن الزنا يعتبر سبباً من الأسباب التي تؤدي لنزول العذاب ؛ وذلك استناداً لقول النبي محمد صل الله عليه وسلم : (لاتَزَالُ أُمَّتي بِخَيْرٍ ما لمْ يَفْشُ فيهِمْ ولَدُ الزِّنا ، فإذا فَشَا فيهِمْ ولَدُ الزِّنا ؛ فأوْشكَ أنْ يَعُمَّهُمْ اللهُ بعذابٍ).
للمزيد يمكنك قراءة : شروط التوبة من الزنا
للمزيد يمكنك قراءة : اتقي المحارم تكن اعبد الناس
للمزيد يمكنك قراءة : احاديث الرسول عن الزواج