كان للحرير منذ القدم هالة ملكية، واهتمام الملوك به لم ينقطع، فمن التقاليد التي كانت تقوم بها أمبراطورة اليابان أنها تطعم ديدان القز على أرض القصر في كل فصل ربيع، وملكة تايلاند ترعى دروس صناعة الحرير في قصرها، وكان أباطرة الصين يحرسون سرالحریر ويعرضون جماله على زوارهم.
ويعتقد الصينيون أن صناعة الحرير ترجع إلى عهد إمبراطوريتهم «زي لنج شي» ففي العام 2640 قبل الميلاد، أسقطت شرنقة حرير في ماء مغلي واكتشف أن ذلك جعل من الممكن الحصول على خيط واحد من الحرير من كتلة الشرنقة .. ويسعدنا ان نستعرض معكم اليوم في هذا المقال من خلال موقع احلم معلومات عامة ثقافية مهمة عن صناعة الحرير الطبيعي ودورة حياة دودة القز وللمزيد يمكنكم زيار قسم : الطبيعة .
انواع دودة القز وحياتها
اما دودة القز أو الحرير التي تربي في بلاد كثيرة من العالم اشهرها الصين واليابان والهند، فلها انواع متعددة ولكن اكثرها شيوعاً هو ذلك النوع الذي يربي في المنازل ويتغذي علي اوراق اشجار التوت، ودودة القز لديها نهم عجيب للطعام، ففي فترة حياتها التي تتراوح بين 25 الي 28 يوماً يزداد وزنها نحو عشرة آلاف مرة وحتي عملية التنفس لا تعوق نهمها المستمر، فهي تتنفس من تسع فتحات في كل جانب من جوانب جسمها وبين فترة واخري تتوقف الدودة عن الاكل يوماً واحداً تتخلص في هذا اليوم من جلدها القديم الذي يضيق عليها ثم تستأنف الاكل مرة ثانية، وعند نهاية حياتها تبحث الدودة عن مكان تنسج فيه شرنقتها الحريرية فهي تخرج خليطاً نصف سائل من انبوبة في فمها تتصل بغدتين لإفراز الحرير تمتدان بطول جسمها ، هذا الحريريكون سائلا ولكنه يجف بمجرد تعرضه للهواء، والدودة تخرج خيط الحرير بمعدل يساوي طول قدم كل دقيقة.
وداخل الشرنقة الحريرية تتحول الدودة بعد فترة إلى فراشة تخرج من فمها مادة تذيب جزءا من الشرنقة لكي تخرج منها، وتضع الفراشة عددا من البيض يتراوح بين ۳۰۰ و ۵۰۰ بيضة، ثم تموت بعد يومين أو ثلاثة أيام. وبعد فترة يفقس البيض لتخرج منه، ديدان صغيرة تعاود دورة الحياة .
انتاج الحرير الطبيعي
وبينما يتم تخصيص بعض الشرانق لإنتاج البيض فإن معظمها يستخدم لانتاج الحرير فيتم قتل الحشرة داخل الشرنقة بأن تتعرض لبخار ساخن ثم يتم الحصول علي خيط حريري غير منقطع، ومن الطريف ان تعرفوا أن نحو 110 شرائق تستخدم لصناعة ربطة عنق حريرية واحدة، وان نحو 630 شرنقة تكفي لصناعة قميص نسائي من الحرير الطبيعي .
