قصص عبر وحكم قصة عامل السكة الحديدية وتضحيته الرائعة
نحكي لكم اليوم قصة جديدة من موضوع قصص عبر وحكم مليئة بالمواعظ والمعاني العظيمة ننقلها لكم في هذا المقال عبر موقع احلم كما عودناكم ، وقصة اليوم بعنوان عامل السكة الحديدية وتضحيته الرائعة ، استمتعوا الآن بقراءتها من قسم : قصص قصيرة .
عامل السكة الحديدية
كان عامل السكة الحديدية امينا في عمله وهو يعرف ان مئات الارواح في القطارات القادمة والذاهبة تعتمد عليه .. لديه جدول بمواعيدها لتحديد مسارها وهو يقظ كل اليقظة لمهمته ومسئوليته، انه يدرك ما يمكن ان يحدث اذا هو اخطا يوماً ، قد يقع صدام مروع وربما انحرف القطار عن القضبان .. لذلك كان حريصا كل الحرص علي اداء واجبه ليلا ونهارا وقد اقام بيته الصغير قرب المكان الذي يتم فيه تحويل خطوطها وعينه دائما علي الاشارات وعلي المواعيد ولم يكن هذا العامل المجتهد يترك اي شئ للظروف .
فالناس آمنون في سفرهم بالقطارات وركوبها لمسافات طويلة، والسر في هذا الامر أنهم يعرفون جيداً أن هناك اناساً امناء عليهم يحسنون التصرف ويحافظون علي ارواحهم ويؤدون واجبهم علي اكمل وجه .
وكان عامل السكة الحديدية يلعب مع ابنه او يداعب ابنته الصغيرة بين مواعيد القطارات، فكان يحكي لهما القصص والحكايات، وفي يوم من الايام بينما كان العامل يجلس مع ابنه، انصرفت ابنته الي شئ ما جعلها تقف بين قضيبي القطار، وتبنه الرجل الي قدومه ورغب في ان يلفت نظرها او يختطفها من حيث وقفت، لكن الوقت كان اضيق من ان يتسع لذلك، واسرع الرجل يؤدي واجبه !
قام العامل بفتح الخط امام القطار القادم وادي واجبه حتي وهو يعلم أن حياة ابنته في خطر محقق، لم يكن في مقدور السائق أن يقوم بايقاف القطار الذي يسير مثل ريح عاصفة، ولا كان في استطاعة والدها المخلص في عمله أن ينتشلها، وواجبه يحتم عليه أن يفتح الطريق للقطار، اغمض الرجل عينيه حتي لا يري ما سيحدث لأبنته الواقفة علي قضبان السكة الحديدية .
مرت لحظة كانها سنوات طويلة، وتم تحويل مسار القطار الي طريقه الصحيح ولو علي حساب المسكينة التي لابد أن تكون قد ذهبت ضحية هذا الحدث، والرجل يؤمن بأنه لو لم يفتح الخط لوقعت حادثة شنيعة يروح ضحيتها عشرات من الابرياء ركاب القطار، رفع الرجل رأسه وفتح عينيه من بين دموعه، تطلع الرجل خلال الغبار الكثيف الذي تركه القطار وراءه، ولم يصدق نفسه، راح يفرك عينيه وهو ينظر ويدقق وقد سيطر عليه ذهول العالم .
لقد رأي ابنته تقف سليمة معافاه علي قضيبي السكة الحديدية، جري عليها اختطفها بين احضانه وهو لا يدري ما حدث، وكيف وقعت هذه المعجزة وما سر نجاة ابنته ، لقد اكتشف الرجل الامين ان الهواء الشديد الذي صاحب قدوم القطار قد القي بالصغيرة بين القضبان علي الارض فلم يصيبها اي مكروه بفضل الله عز وجل وقدرته، ومرت العجلات عن يمينها ويسارها دون ان تمسها بسوء .
هي معجزة بلا شك قد وقعت لهذا الرجل، وعلم الناس بالقصة وقاموا بتكريم هذا العامل العظيم الذي كاد أن يضحي بحياة ابنته من اجل ان يحافظ علي سلامة مئات من ركاب القطار الابرياء، كما منحته الحكومة وسام الشجاعة والشرف تقديراً لهذه البطولة الرائعة التي لا تتكرر .