قصة وعبرة قصيرة بعنوان حمداً لله علي نعمه من اعداد : نور غراوي
حمداً لله علي نعمه ، قصة وعبرة قصيرة رائعة للأطفال والكبار، تتحدث عن نعم الله عز وجل علي الانسان وفضله علي جميع المخلوقات، فالله عز وجل انعم علينا بالكثير من النعم التي لا نستطيع ان نعدها ولا نحصاها مهما حاولنا، ولعل اهم هذه النعم هي نعمة الصحة، وهذا هو موضوع قصة اليوم التي ننقلها لكم في هذا المقال عبر موقع احلم بقلم : نور غراوي ونتمني ان تنال إعجابكم .. استمتعوا معنا الآن بقراءة قصة وعبرة قصيرة رائعة وللمزيد يمكنكم زيارة قسم قصص وعبر .
حمداً لله علي نعمه
مکث سمير في فراشه لعدة أيام لمرض أصابه، ومع أنه بدأ يشعر بتحسن إلا أن والدته لم تسمح له بمغادرة السرير حتى يتعافى تماما، كان سريره بجانب النافذة وكان يمضي وقته بمشاهدة المارين في الطريق تارة، وتارة أخرى في قراءة بعض الكتب وتمضي بعض الأوقات وهو يتجاذب أطراف الحديث مع أمه وأخته سلمي، ومع ذلك كله كان يشعر بملل شديد أفقده الرغبة في الطعام وتناول الدواء .
في الصباح جاء جده صالح لزيارته ؛ كانت هذه مفاجأة جميلة لسمير. سأله جده: كيف حالك يا سمير؟ هل تشعر بتحسن؟ فأجابه بصوت حزين: أشعر بالملل يا جدي، و سئمت من الفراش و تناول الدواء، كم أتوق لاستعادة نشاطي وعافيتي. نظر إليه جده بحنو ومسح على رأسه وقال: عليك أن تصبر يا بني، فكر سمير في نفسه لحظة و كأن الكلام لم يعجبه و قال: لماذا خلق الله المرض؟ فتبسم الجد قائلا: لتتعلم الصبر و تشعر بقيمة الصحة فتشكر الله عز و جل.
قال سمير: كيف ذلك يا جدي؟ لم أفهم قصدك، أجابه المعلم: اسمع يا ولدي إن كل أمر يصيبنا يعلمنا شيئا جديدا، فبالمرض نشعر بقيمة الصحة ، والإحساس بالجوع يجعلنا ندرك أهمية الطعام ؛ فلولا المرض و الجوع لما عرفنا معنى الصحة و الطعام و أهميتهما، و الأمر نفسه مع سائر النعم، و ذلك يوصلنا إلى أن نشكر الله تعالى الذي من علينا بفيض من النعم لا تعد ولا تحصى .. سكت الجد و انتظر رد سمير الذي قال على الفور: أنت على حق يا جدي الحبيب. لقد فهمت الآن ما نقصده، بمرضي أحسست بأهمية الصحة، وفهمت معنى أن الصحة تاج علي رؤوس الاصحاء لا يراه الا المرضي .
ولكن عندي سؤال : هل هذا يعني ان علي الاغنياء ان يشكروا الله اكثر من غيرهم ؟ فأجابه الجد : فكر معي يا سمير، لو كان هناك غني وقد حرم من نعمة البصر وهو اعمي، هل سيتردد بدفع كل ماله من اجل أن يتعافى ويرى بعينه، طبعا لن يتردد أبدا، و هذا يعني أن الذين أنعم الله عليهم بنعمة البصر والسمع و قبلهم بنعمة العقل و التفكير هم أغنياء، فرح سمير و قال: يا سلام، أنا غني جدا الحمد و الشكر لله على نعمه.
قال الجد مسرورا بحال سمير الذي انقلب من تذمر إلى شكره بارك الله فيك يا ولدي فقد تعهد الله للشاكرين بالزيادة و دوام نعمه عليهم لقوله تعالى: ” لئن شكرتم لأزيدكم ” و الشكر يا سمير لا يكون باللسان فقط، ولكن أيضا بأن نسخر ما أعطانا الله من نعم بكثرة الطاعات و أعمال الخير. قال سمير: حسنا يا جدي، لن أشتكي من شيء بعد اليوم، وسأشكر ربي على نعمة الكثيرة.