الشيخ الشعراوي يظل رحمه الله من العلامات الفارقة في سماء هذه الأمة، فهو رحمه كان داعية بليغًا كبيرًا، نحسبه كان من أشد المخلصين لله تعالى، اجتمعت عليه كلمة الناس، وتواتر حبه في قلوب الخلق جميعًا، ظل رحمه الله تعالى من الذين لا يخشون في الله لومة لائم، وكان يصدر رأيه عن قناعة تامة وبنفس مطمئنة، لا يخيفه شيء من شيء، فلم يكن يخشى سوى الله عز وجل، وكانت أدعيته تنبض بالإخلاص واليقين وحب الله تعالى، وجاءت أدعيته على نظم جميل واسترسال يدل على قوة بيانية عظيمة، وننقل لكم في هذا الموضوع طرفًا من هذه الأدعية التي نسأل الله أن تكون في ميزان حسناته يوم يلقاه.
أدعية الشيخ الشعراوي من كلام إمام الدعاة:
اللهم إني أتوسل بك اليك ، و أقسم بك عليك ، فكما كنت دليلي اليك ، فكن اللهم شفيعي لديك ،وعاملني بالاحسان لا بالميزان و بالفضل لا بالعدل فإن حسناتي منك و سيئاتي مني ، فجد اللهم بما هو منك على ما هو مني.
اللهم إنك قد اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك بإذن الضر ، فأعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه بحق قولك : {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّه}.
اللهم إني أعلم أني عاصيك ولكني احب من يطيعك، فاجعل اللهم حبي لمن أطاعك شفاعة تقبل لمن عصاك، اللّهم إنّ بعض خلقك قد غرّهم حلمِك فاستبطئوا آخرتك فلم يتبعوا القرآن وسخروا من أهل الإيمان فأسألك ألا تمهلهم حتى لا يكونوا أسوة لكفر غيرهم. اللّهم إني أحمدك على كل قضائك “وجميع قدرِك، حمد الرضا بحكمِك لليقين بقدرتك.
اللهم رب هذه الدعوة التامة و الصلاة القائمة آت سيدنا محمد الوسيلة و الفضيلة و الدرجة العالية الرفيعة و ابعثه اللهم مقاما محمودا الذى وعدته ، أحمدك ربي على نعمة الإيمان بك و شرف الإسلام لك و أصلي واسلم على خاتم النبين سيدنا محمد، سبحانك تفضلت بالتكليف و المعونة فانت المتفضل بالتكليف و المعونة.
اللّهمّ أنت القويّ فأعنّا بقوّتك لنأخذ ما آتيتنا بقوّة، بقوّة الإيجاب للطّاعة وقوّة السّلب عن المعصية.
اللهم يا رب كما شرّفتنا بالإيمان بك، وكرّمتنا في أركان الإسلام بالصيام لك أعنّا على طاعتك فيه، واجعل اللّهمّ صفاء أرواحنا في استقباله وسيلة للإجابة في كلّ ما نسأل ممّا علّمتنا أن ندعوك به في قولك في كتابك الكريم.
اجعل اللّهمّ كلّ ما وهبتنا من طاقة أداة عمارة لوضع حضارة … حتّى تكون لنا مناعة من وافدات الإلحاد وجراثيم الفساد، وصلّ اللّهمّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم إنّك الشفيع الأعلى .. بعد شفاعة من تأذن بالشفاعة له ممن ارتضيت … فاشفع اللهم بصفات جمالك يا غفّار … عند صفات جلالك يا قهّار … فإنّه لا مفزع منك إلّا إليك … لأنّه لا إله إلّا أنت.
اللّهمّ إنّا لا نخلو عن نظرك طرفة عين … فارزقنا الحياء من معصيتك … وعلمنا أنّ لنا رزقاً لا يتجاوزنا وقد ضمنته لنا … فقنّعنا به واحفظنا من التلصّص له … وعلمنا أنّ علينا ديناً لا يؤدّيه عنّا غيرنا … فاجعلنا في شغل به … وعلمنا أنّ لنا أجلاً يبادرنا بغتة … فأعنّا ربّنا بطاعتك … ولا تتخلّى عنّا بمعونتك.
عاملنا اللّهمّ بالفضل لا بالعدل وبالإحسان لا بالميزان … وحسبنا من رحمتك الّتي وسعت كلّ شيء … ما شكرناه من نعمة ربوبيّتك … وما أطعناه من نعمة ألوهيّتك.
اللّهمّ إنّا ندعوك ضراعة نداء، وذلّ احتماء، لان لا نعلو بما تشاء على ما نشاء اللّهمّ إنّك شرّعت لسّؤال راحة بال، وإلا فماذا نسأل، وقد أعطيتنا قبل أن نعرف كيف نسأل يا مالك كل من ملك ولذلك تؤتيه ما تشاء وتنزعه ممن تشاء ولك من عالم الملك ما لا يملك ولك من عالم الملكوت ما لا تطلع عليه الا عباد الرحموت.
الحمد لله الذى نجانا من القوم الظالمين، ربِّ آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها.
اللهم يا رب كل خير بقدرتك على كل شيء اغفر لنا كل شيء ولا تسألنا عن شيء.
اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها.
اللهم أغننا برحمة عن رحمة من سواك واجعل نعمتك عليا مذكرة بك ومعينة على طاعتك.
كان هذا ختام موضوعنا أدعية الشيخ الشعراوي من كلام إمام الدعاة رحمه الله تعالى، وقد رتبناها ونقلناها بحيث تكون مستحسنة لدى القارئ، وحرصنا أن نرتبها بالشكل اللائق، رحم الله إمام الدعاة فقد كان من الساجدين الصائمين الذاكرين لله تعالى، لا نزكيه على الله والله حسيبه، غير أن له في قلوب الناس محبة عظيمة ألقاها الله تعالى في قلوب الخلق، ونسأل الله أن تكون هذه المحبة سببًا في دخوله الجنة ونحن معه إن شاء الله والقارئين والسامعين جميعًا.