على العبد أن يكثر من القراءة في كلام الصالحين وأن يطالع أخبارهم ويتعرف إلى سيرهم وأحوالهم وأن يستمع لمواعظهم وما يخرج من أفواههم، فكلام بعض هؤلاء الواعظين المتكلمين بالدين يأتي كالبلسم يشفي الجروح، فلا يستنكف الإنسان من التعرف إلى ما يكتبه الصالحون من كلمات دينية وبوستات هادفة غرضها التثقيف والتوعية والوعظ والإرشاد، وكل هذه أمور لا يستغني عنها مسلم.
ونحن في هذا الموضوع نتحدث حول بعض البوستات الإسلامية الرائعة التي يحتاجها أي مسلم في ترقيق قلبه وتزكية نفسه والحصول على الطهارة التي تنقيه من شوائب النفس، فلنتابع مع الموضوع.
بوستات دينية إسلامية أروع منشورات 2019:
- إذا غلبتك نفسك على معصية الله؛ فاغلبها ألا تضحك ولا ترضى ولا تفرح بها! ليس شرط المحب العصمة، لكنه لا تقر عينه في معصية حبيبه، ولا يطمئن قلبه بمخالفة معبوده! “فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا”. “رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ”. “فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ”.
- قال صالح بن جناح الدمشقي لابنه: “يا بني.. إذا مرّ بك يوم وليلة قد سلِم فيها دينك وجسمك، ومالك، وعيالك، فأكثر الشكر لله تعالى، فكم من مسلوبٍ دينه، ومنزوع ملكه، ومهتوك ستره، ومقصوم ظهره في ذلك اليوم، وأنت في عافية”.
- “ليس من شرط المُتَّقِين ونحوهم أن لا يقع منهم ذنب،ولا أن يكونوا معصومين من الخطأ والذنوب؛فإنَّ هذا لو كان كذلك لم يكن في الأمة متّقٍ،بل من تاب من ذنوبه دخل في المُتَّقِين، ومن فعل ما يُكفِّر سيئاته دخل في المُتَّقِين” [منهاج السنة النبوية].
- لا تحمل هم الدنيا فإنها لله ولا تحمل هم الرزق فإنه من الله ولا تحمل هم المستقبل فإنه بيد الله؛ فقط احمل هما واحدا كيف ترضي الله! [ابن قيم الجوزية]
- لن يختار العبد الذنب والعقوبة جميعًا، له اختيار الذنب ولله اختيار العقوبة .. يختار العبد في الذنب خمسًا؛ نوعه، وقدْره، وزمانه، ومكانه، وأسبابه، ويختار الله في العقوبة خمسًا، نوعها، وقدْرها، وزمانها، ومكانها، وأسبابها، وكم من عبدٍ جعل الرحمن عقوبته في دينه! يحول بينه وبين قلبه، فتُعسَّر عليه الطاعة، أو تُيسَّر له المعصية، أو تتمكن منه الشهوة، أو تدخل عليه الشبهة!
- ضيق الصدر، وضنك العيشة، وسوء الخاتمة، وعذاب القبر، ودخول النار، وسخط الرب: ستةٌ لا يعرِّضك لها إلا ذنوبٌ بصَّرك الله بها، وأقدرك على التوبة منها، ولا يظلم ربك أحدًا. ما يبطئ بك عن “المتاب”؛ وقد وعدك الغفور الرحيم عليه صدرًا منشرحًا، وحياةً طيبةً، وخاتمةً حسنةً، وأمانًا من عذاب القبر لنعيمٍ يملؤه، وزحزحةً عن النار لفوزٍ بالجنة، ورضوانًا منه أكبر؟! يا صديقي؛ لن يدخل النار إلا أحمق، يا أخي؛ كن لبيبًا وهرول إلى الله، يا حبيبي؛ استعن بالله يعنك. [حمزة أبو زهرة]
موعظة:
- ما أتاك من مواعظ الله في يقظةٍ؛ فاقدره قدره؛ آيةٌ من آياته يُسمعُكَها، قدرٌ من أقداره -تعالى- في نفسك أو في غيرك، حتى العُطاس يشاؤه الله -رؤوفًا رحيمًا- وأنت تعصيه؛ موعظةٌ من مواعظه سبحانه، تقول لك: احمد الله؛ احمد الله على قوتك فلا تعص الله بها، احمد الله على عافيتك وخذ منها لبلائك.
- وما أتاك من مواعظ الله -جلَّ جلاله- في منامٍ؛ فأنزله منزلته؛ “الرؤيا” من الله -مبشِّرةً أو منذرةً- موعظةٌ من الله تشكر لك قربك منه فتستزيد، “الحُلم” من الشيطان موعظةٌ من الله تذكرك بعدك عنه فتقترب، “حديث النفس” موعظةٌ من الله تكشف لك شيئًا ما بقلبك -وإنه لمحلُّ نظر الله- فتراجعه. ألا إن من أحسن ضيافة مواعظ الله؛ والاه بأخواتها، ومن لم يفعل فليستدرك بالله؛ إنه غفورٌ شكورٌ. [حمزة ابو زهرة]
كان هذا ختام موضوعنا حول بوستات دينية إسلامية أروع منشورات 2019، أوردنا فيه بعض الكلمات والمواعظ والمنشورات والخواطر الرائعة حول تزكية وتطهيرها، فلتكن نبراسًا للعبد الذي يحب أن يرضي مولاه سبحانه وتعالى بالجميل من كل شيء، وقد انتقينا هذا الموضوع لإفادة القارئ بما فيه من نفع عميم وخير جزيل، ونسأل الله تعالى أن يرقق قلوبنا وأن يجبر ضعفنا وأن يقربنا إليه سبحانه وتعالى، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
