الفجر هو ذلك الوقت الذي شرعه الله تعالى للصلاة في نهاية الليل وبداية الصبح، ذلك الوقت الذي يغفل عنه كثير من الناس مع ما له من فضل عظيم في إدراك ثواب الصلاة، صلاة الصبح، وفي إدراك الأرزاق التي تُقسَّم في هذا التوقيت من الوقت المبكر في الصباح، هذه البركة التي تكون في هذا الوقت لا تعدلها بركة في سائر اليوم، فما أجمل أن يستيقظ المسلم لأداء الصلاة في وقت مبكر، ويكون بذلك قد أدرك الثواب وأدرك النشاط.
ونحن في هذا الموضوع صور أدعية الفجر وأوراد الاستفتاح، نتعرض إلى بعض الأوراد والأدعية بخصوص صلاة الفجر، وما ورد من أدعية وأذكار الاستفتاح التي يفتتح العبد المسلم بها صلاته.
أدعية الفجر:
ورد عند أحمد وابن ماجه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان النبي يقول إذا صلى الصبح حين يسلم: اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً .
وقد روى الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال: دبر صلاة الفجر وهو ثانٍ رجليه قبل أن يتكلم-: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم؛ إلا الشرك بالله عز وجل . [صححه الألباني]
وقد روى أبو داود وابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد الفجر والمغرب: اللهم أجرني من النار. سبع مرات.
انظر أيضًا: أدعية الفجر قصيرة
من أوراد الاستفتاح:
اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد. [البخاري ومسلم] وكان يقوله صلى الله عليه وسلم في الفرض.
وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا [ مسلما ] وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت [ سبحانك وبحمدك ] أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك [ والمهدي من هديت ] أنا بك وإليك [ لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك ] تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك. [مسلم وأبو عوانة] وكان يقوله صلى الله عليه وسلم في الفرض والنفل.
سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك. أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
(الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ) استفتح به رجل آخر فقال صلى الله عليه و سلم : ( لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها ) [مسلم وأبو عوانة].
وفي الحديث كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ – أوْ: لا إلَهَ غَيْرُكَ – قالَ سُفْيَانُ: وزَادَ عبدُ الكَرِيمِ أبو أُمَيَّةَ: ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، قالَ سُفْيَانُ: قالَ سُلَيْمَانُ بنُ أبِي مُسْلِمٍ: سَمِعَهُ مِن طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. رواه البخاري.
انظر أيضًا: أدعية الفجر المستجابة
كان هذا ختام موضوعنا حول صور أدعية الفجر وأوراد الاستفتاح، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأوراد والأدعية بخصوص صلاة الفجر وما يقوله العبد يستفتح به صلاته، وما أجمل أن يتأسى العبد برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أموره وخصوصًا في الصلاة، فقد جاء الأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلُّوا كما رأيتموني أصلِّي، فهذه هي الصلاة الكاملة التي ينبغي للمسلم أن يسعى إلى أدائها بهذه الطريقة التي كان عليها صلى الله عليه وسلم.