محتوي الموضوع
الموت هو خروج الروح من الجسد وتوقف عمل كل أجهزة الجسم بأمر الله عز وجل، حيث يتحول الجسم حينها الي مجرد جثة هامدة تتصلب شيئاً شيئاً، والاحتضار هو اللحظات التي تسبق الموت، وهناك بعض العلامات التي تظهر علي الشخص قبل موته وتسمي سكرات الموت ، فالموت حقيقة لا يمكن أن ينكرها احد سواء كان مؤمن أو كافر، وقد كتب الله سبحانه وتعالي الموت علي كل خلقه، ولم يستثن في هذه الحقيقة احد ابداً حتي اقرب الناس اليه عز وجل، فقد اذاقه الي رسله وانبيائه، قال الله عزَّ وجلَّ (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)، صدق الله العظيم .. فالانسان فان حياته مؤقته علي هذه الدنيا غير مخلد، استخلفه الله عز وجل في الارض حتي يؤدي مهمة محددة خلقها الله من اجلها وهي عبادته عز وجل وتوحيده وعمارة الارض، حتي إن جاء أجله وادركته المنية، استشعر الشخص علامات او سكرات الموت، التي تختلف باختلاف حياة العبد وصفاته، فإن كان مسلم تكون سكرات الموت عليه سهلة ويسيرة باذن الله، وإن كان العبد كافراً تكون سكرات الموت عليه موجعة وشديدة والله تعالي اعلي واعلم، ، ويمكن أن تشتد سكرات الموت علي بعض المؤمنين وهم فئة خاصة بهدف أن يرفع الله درجاتهم ويكفر عن سيئاتهم ويرفع منازلهم، وسوف نتحدث الآن في هذا المقال عبر موقع احلم عن سكرات الموت وعلاماتها كما وردت في القرآن والسنة بالاضافة الي علامات حسن الخاتمة، موضوع مهم ومشوق نقدمه لكم عبر قسم : إسلاميات .
علامات حضور الموت
- لحظة الاحتضار يري الانسان ملك الموت، فإن كان الشخص من اهل التقوي والايمان يراه في احسن صورة، ويري الملائكة حوله يحملون اكفانا من الجنة، فيقترب منه ملك الموت ويجلس عند رأسه ويقول له : يا فلان أبشر برضى الله عليك، فيرى منزلته في الجنة، فيقول مَلَك الموت مخاطباً روح المحتضِر : يا أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرةٍ من الله ورضوانٍ .. اما إذا كان الانسان لا قدر الله من اهل الذنوب والمعاصي والشقاء فإنه يري ملك الموت في ابشع صورة مخيفة، ويري الملائكة يحملون اكفاناً من النار، فيقترب منه ملك الموت ويجلس فوق رأسه ويخبره عن سخط الله فيرى منزلته من النار، ويقول مَلَك الموت مخاطباً روحه: اخرجي أيتها الروح الخبيثة ابشري بسخط الله وغضبه.
- عند رؤية ملك الموت ينهار المحتضر تماماً ويفقد الوعي ويستسلم لليقين ويصاب بالغثيان فلا يستطيع الكلام، فهو يسمع ولا يستطيع أن يعبر او يتكلم، كما انه يري ولا يستطيع أن ينطق بذلك، حيث تبدأ اجهزة جسمه بالتوقف عن العمل تماماً .
- يعاني المحتضر من اضطرابات في قلبه وعدم انتظام ضرباته فيصحو احياناً واحياناً اخري يذهب في غيبوبة .
- يَشخُصُ بصره نحو السماء ويبدأ شخوص بصره بالتوقف والثبات.
- يبدأ جسده بالبرود فأول ما تبرد قدماه، ثمّ باقي الجسد.
- يرتخي فكّه السفليّ بسبب ارتخاء عضلات الوجه.
- تلتفّ ساقه اليمنى على ساقه اليسرى.
- يبدأ جسده بالتيبس شيئاً فشيئاً حتى يتحول إلى جثةٍ هامدةٍ.
علامات حسن الخاتمة
- نطق المحتضر بالشهادة وقول لا اله الا الله ويكون هذا آخر قول له في الدنيا .
- ظهور ابتسامة علي وجه الميت .
- ارتفاع السبابة .
- ملاحظة إشراق الوجه وذلك لفرحه بما سمع من ملك الموت عندما عرف مكانته في الجنه باذن الله تعالي
سكرات الموت في القرآن
وصف الله سبحانه وتعالى شدّة الموت في أربع آيات هي:
- الأولى: قوله عزَّوجلَّ: (وجاءت سكرة الموت بالحق)، ففي قوله عزَّ وجلَّ وجهان من التّأويل، أحدهما: وجاءت سكرة الموت وهي شدّته وغلبته، كالسَّكْرَةِ من النَّوم أو الشّراب (المُسكِرات) حتّى أصبحت تلك السّكرات كأنّها أمرٌ حتميّ تيقّنه الإنسان وصدَّق بوجود الموت حقيقةً مُعاينةً لا مُجرّد شيءٍ قائمٍ على التّناقل والسّماع. والثاني: وجاءت سكرة الموت بحقيقة الموت.
- الثّانية: قوله الحق: (ولو ترى إذ الظّالمون في غمرات الموت)، غَمَرات الموت: شدائده ومكارِهَه، وهي جمع غمرة، وهي ما تغشى الإنسان ممّا يكرهه.وفي هذا الموضع يُصوِّر الله عزّ وجل الظّالمين وهم في سكرات الموت بأدنى درجات الضّعف والخنوع وقد أصابهم ما يكرهون بعد عزٍّ وقوّة.
- الثّالثة: قوله الحقّ: (فلولا إذا بلغت الحلقوم)أي: أيّها النّاس أفلا تنظرون إلى حالكم ووضعكم إذا بلغت منكم الرّوحُ الحلقَ وكنتم في حالة الاحتضار الشّديد وأقربائكم وأحبابكم من حولكم، هل يستطيعون تخفيف آلامكم، أو هل يستطيعون رؤية ملائكة الموت الذين يقبضون روحكم. وهذه الآية من أهمّ ما جاء في سكرات الموت؛ إذ وصفت حال المُحتضر وصفاً بليغاً؛ فقد بيَّنت أنّه يصل إلى مرحلةٍ من الألم والضّعف وهو في النّزع حتّى أنّ روحه تخرجه شيئاً فشيئاً حتّى تصل حلقه، وأهله حوله لا يستطيعون تخفيف آلامه أو ردَّ روحه إليه.
- الرّابعة: قوله عزَّ وجلَّ: ( كلا إذا بلغت التّراقي )، كَلاَّ : ردعٌ عنْ تفضيل وتقديم الحياة الدّنيا عَلى الآخرةِ، أيْ: أيّها النّاس انتهوا وابتعدوا عمّا تقومون به من المعاصي، وتنبّهوا وأفيقوا من غفلتكم فقد جاءكم الموت ليقطع الحبل الذي بينكم وبين هذه الحياة الفانية، إِذَا بَلَغَتِ التراقى، أيْ: بلغتْ النّفسُ أعاليَ الصَّدرِ، وهيَ: العظامُ المُكتَنِفة لثغرة النّحر عنْ يمينٍ وشمال. وهذه الآية كسابقتها تُشير إلى المرحلة التي تصل فيها الرّوح إلى التّرقوة؛ وهي عظمةٌ في أعلى الصّدر.
سكرات الموت في السُنّة النبويّة
هناك العديد من الاحاديث النبوية الشريفة التي وردت عن سكرات الموت، وذلك لاهية هذا الموضوع حيث جعل الأمام البخاريّ في كتابة صحيح البخاريّ باباً مُنفصلاً أسماه (باب سكرات الموت)؛ أورد فيه عدداً من الأحاديث الصّحيحة منها: عن أم المؤمنين عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: ( أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ – أَوْ عُلْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ، يَشُكُّ عُمَرُ – فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي المَاءِ، فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَيَقُولُ: (لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ) ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: (فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى) حتى قُبضَ ومالت يداه).
وقد عاني رسول الله صلي الله عليه وسلم في سكرات الموت أيما معاناة وتألم أيما ألم، وذلك حتي يعلي الله عز وجل من مكانته وشأنه، فإنّه ما من ألمٍ يُصيب العبد المؤمن فيصبر إلا كُتِبَ له بذلك أجر، وقد رُوي عنه – عليه الصّلاة والسّلام – في ذلك ممّا رواه عبد الله بن مسعود حيث قال: (دخلتُ على رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – وهو يُوعَكُ، فقُلْت: يا رسولَ اللهِ، إنك لَتُوعَكُ وعْكًا شَديداً؟ قال: (أجل، إني أُوعَكُ كما يُوعَكُ رجُلانِ منكم) قُلْت: ذلك بأن لك أجرينِ ؟ قال: أجل، ذلك كذلِك، ما مِن مُسلِمٍ يُصيبُهُ أذًى، شَوْكَةٌ فما فَوقَها، إلا كفَّرَ اللهُ بها سيآتِهِ، كما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ ورَقَها) .