نقدم لكم هذه المقالة من موقع احلم تحت عنوان كيف اداوم على الصلاة ولا اتركها، فالصلاة تمثل الركن الثاني من أركان الإسلام فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، سمعت رسول الله يقول، ( بُني الإسلام على خمسْ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً )، وقد ورد الكثير من الأحاديث عن الصلاة وأهميتها وحكم تاركها، لذا وجب الاهتمام بأدائها والمداومة عليها.
اقرأ: من هو حب رسول الله صل الله عليه وسلم
متى فرضت الصلاة
الإجماع في فرض الصلاة بشكلها المعروف حاليًا وهو الخمس صلوات أنه تم في ليلة الإسراء والمعراج فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه حديث الإسراء المشهور، وفيه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ، مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ خَمْسِينَ صَلَاةً، قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ … قَالَ، فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَبَيْنَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى قَالَ، يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاةً.
ربما كان الإجماع أن الصلاة بالشكل الحالي هو في ليلة الإسراء والمعراج، إلا أن المسلمين عرفوا الصلاة منذ أوائل الدعوة، فالصلاة لم يأتي فرضها بشكل مفاجأ وإنما جاء بالتدريج حتى يعتاد المسلمين آداءها، وقيل في ذلك أن الصلاة بدأ فرضها أو أداءها بركعتين فيما بين الفجر وطلوع الشمس (الغداة ) وركعتين في العشي ( الفترة من المغرب وحتى العتمة ).
اقرأ: مدح النبي محمد صل الله عليه وسلم وأعظم ما قيل في مدحه
فضل ومنزلة وأهمية الصلاة
عرفنا بان الصلاة أحد أركان الإسلام وهى واحدة من الأسباب التي توضح مدى أهمية ومنزلة الصلاة في الإسلام وإلى جانب مجموعة من الفضائل التي تخص الصلاة ومنها:
• تعتبر أفضل الأعمال بعد الشهادتين لقول النبي صل الله عليه وسلم فقد قال عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه سألت رسول اللَّه صل الله عليه وسلم، أي العمل أفضل؟ قال، ( الصلاة لوقتها، قال قلت ثم أيّ؟، قال برّ الوالدين، قال قلت ثم أيّ؟، قال الجهاد في سبيل اللَّه ).
• مكفرة للسيئات وتغسل الخطايا، فعن جابر رضى الله عنه، قال قال رسول اللَّه صل الله عليه وسلم، ( مثل الصلوات الخمس كمثل نهرٍ غمرٍ على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات )، وعن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول اللَّه صل الله عليه وسلم قال، ( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر ).
• الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وذلك مصداقًا لقوله تعالى ” اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْـمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ” ( العنكبوت آية 45 ).
• الصلاة مفتاح للجنة ونور لصاحبها، فأداء الصلاة يرفع صاحبها إلى درجات عليا ويكسبه الحسنات كلما أداها على وقتها وأتقنها وكان مخلصًا في أداءها، فعن ربيعة بن كعب الأسلمي رضى الله عنه قال، كنت أبيت مع رسول اللَّه صل الله عليه وسلم، فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي ( سَلْ، فقلت أسألك مرافقتك في الجنة، قال أو غير ذلك؟، قلت هو ذاك، قال فأعني على نفسك بكثرة السجود )، وعن عبداللَّه ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صل الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يومًا فقال، ( من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور، ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون، وفرعون، وهامان، وأبيّ بن خلف )، وإظهارً لمدى مكانتها وفضلها فإن كل ما يتعلق بها يمثل جامع للحسنات حتى المشي إليها فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول اللَّه صل الله عليه وسلم ( من تطهَّر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت اللَّه، ليقضي فريضة من فرائض اللَّه، كانت خَطْوَتاه إحداهما تحطُّ خطيئة، والأخرى ترفع درجة )
• الصلاة منبع للحسنات وممحاة للذنوب، فعن عثمان رضى الله عنه قال، سمعت رسول اللَّه صل الله عليه وسلم يقول ( لا يتوضأ رجل مسلم فيحسن الوضوء، فيصلي صلاة إلا غفر اللَّه له ما بينه وبين الصلاة التي تليها ).
وغيرها الكثير من الفضائل التي توضح مدى أهمية ومنزلة الصلاة في الإسلام.
اقرأ: من هن زوجات الرسول امهات المؤمنين رضي الله عنهن
عقوبة تارك الصلاة
هناك نوع من الاختلاف حول تارك الصلاة فهناك من العلماء وهو رأي الأكثرية منهم والذي أقر بكفر تارك الصلاة سواء تكاسلًا أو جحودًا وذلك وفقًا لنص بعض الأحاديث التي جاءت في هذا السياق ومنها (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )، و(بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة )، ولكن هناك من العلماء من فرق بين نوعين من تاركي الصلاة هناك تاركها تكاسلًا فقط وهذا قيل عنه أنه عاصي معصية كبيرة وجب عليه التوبة والعودة إلى الصلاة والوعد بعدم تركها أو العودة إلى تركها مرة أخرى، أما النوع الثاني وهو تاركها جحودا وإنكارًا حتى وإن اقر بباقي أركن الإسلام فهو بذلك يكون منقوص ويدخل ضمن دائرة الكفر بالله إذ أنكر واحدة من أوامره الاساسية، وبشكل عام يصعب تكفير أي إنسان حتى مع كل تلك الكمات الواردة لذا فيجب الابتعاد عن هذا وتركه لمن هم أعلم بتلك الامور، كما يجب الابتعاد عن بعض الفتاوى التي تتسم بالمغالاة والتي تدعو إلى قتل تارك الصلاة، فأولًا وأخيرًا الصلاة عبادة بين العبد وربه.
كيف أداوم على الصلاة
نظرًا لأهمية الصلاة في الإسلام والتي أوضحها النبي صل الله عليه وسلم في الكثير من المواضع إذا قال (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ) وغيره الكثير، لذ وجب على كل مسلم أن يداوم على الصلاة ولكن للأسف يعاني البعض من مشكلة عدم الانضباط في المداومة على الصلاة كأن يتكاسل عن أداءها أو يؤديها مجمعة أو يصلي مرة ويترك مرة ولكن هذه بعض النصائح التي ربما تعين البعض على المداومة على الصلاة:
• واحدة من الأسباب لدى البعض في عدم المداومة على الصلاة هو عدم معرفة مواعيدها، لذا احتفظ بوسيلة تنبهك إلى مواعيد الصلاة، ومع التقدم التكنولوجي الكبير أصبحت توجد الكثير من التطبيقات التي توضع على الهواتف وتعمل على تنبيهك إلى اقتراب موعد الصلاة.
• تعرفك على أن موعد الصلاة أقترب يعنك على خطوة أخرى وهى الاستعداد قبل ميعاد الآذان مما يجعلك على استعداد لإستقبال الصلاة وأداؤها في وقتها.
• ذكر نفسك دائمًا بشيئين الأول عقوبة تارك الصلاة ومكانته بين المسلمين، والثاني الفضائل والمميزات التي يمكن أن تنالها بالمداومة على الصلاة.
• نمي حبك لله ورسوله فإذا أحببتهم أقبلت على تنفيذ العبادات والأوامر بقلب صافي وبشوق للقاء الله، فالصلاة ما هي إلا موعد مع الله.
• مع كل ما نمر به تلك الأيام خصص ركن من منزلك للصلاة واجتمع بأهل بيتك لأداء الصلاة في جماعة.
• غير رفقة بأهل الصلاة فحافظ على أن يكون رفاقك من المحافظين على الصلاة ليدفعوك إلى الصلاة على مواقيتها.
المداومة على الصلاة أمر إلى جانب حبك له هو نوع من التعود أو الروتين إن واظبت عليه لفترة سيتحول إلى نوع من العمل الآلي الذي تجد نفسك تسعى إليه عندما يحل وقته دون أي مجهود كما في الأول، وبخاصة إذا أحببت ما تقوم به فحبك وإقبالك على الصلاة شرط أساسي لإتمامها بشكل صحيح.