الوعي يعد حالة عقلية يتم عن طريقها إدراك الواقع والحقائق التي تحدث من حولنا ، وهذا من خلال اتصال الشخص مع المحيط الذي يحيا به ، واحتكاكه به ، مما سيساعد في خلق حالة من الوعي عنده بكل الأشياء التي تحدث وتجري حوله ، هذا الأمر يجعله أكثر قدرة على إجراء مقارنات ومقاربات من منظوره الشخصي ، وبالتالي سوف يصبح أكثر قدرة على أن يتخذ القرارات التي تخص مجالات وقضايا متعددة تطرأ له ، كما أن الوعي يعد محصول فكري ينضوي عليه عقل الشخص ، ذلك بالإضافة لوجهات النظر المختلفة التي يحتوي عليها هذا العقل والمتعلقة بالمفاهيم المختلفة المتحورة حول قضايا حياتية ومعيشية.
والوعي من الممكن أن يكون وعي حقيقي بطبيعة القضايا المختلفة المطروحة حول الشخص ، إلا أنه من الممكن أن يكون وعي زائف ومضلل ، فالوعي الزائف هو هذا الوعي الذي لم يدرك الأشياء على حقيقتها التي تجري عليها ، مما سوف يجعل حكمه على جميع القضايا والأشياء التي تحدث حوله حكماً خاطئ لم يستطع أن يقارب عين الصواب بأي صورة من الصور ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على التعريف بوعي الإنسان ، مفهوم الوعي في الفلسفة ، والآراء الفلسفية في الوعي ، والتجارب المخبرية حول الوعي ، فتابعوا معنا.
مفهوم الوعي في الفلسفة:
- إن الفلسفة قد اعتبرت الوعي جوهر الشخص وخاصيته التي تميزه عن بقية المخلوقات الأخرى ، لأن الوعي يصاحب كل أفكار الشخص وسلوكه ، وهو ما يسمى (الوعي التلقائي) كما أنه مرتبط بعدد من المشاعر والأحاسيس التي تكمن بأعماق النفس ، وهذا ما يسمى (الوعي السيكولوجي) وذلك الوعي يظهر بالحياة العملية الذي يتجسد على صورة وعي سياسي أو وعي أخلاقي على سبيل المثال.
- وللوعي أشكال ومظاهر كثيرة ، بيد أن الدراسات الفلسفية والدراسات النفسية قد قامت بوضعه موضع نقد ، فالوعي قد اعتبر عن طريق تلك الدراسات كغطاء خارجي لا يمثل الجهاز النفسي العميق ، فهو يمثل سطح النفس فقط ، أما االاوعي فيمثل أعماق النفس الإنسانية ، بنظرة للوعي من اتجاه فلسفي ، فالفليسوف الإنجليزي (جون لوك) قد ربط حالة الوعي بالحواس الجسدية الخمسة.
للمزيد يمكنك قراءة : اهمية العلم في حياة الانسان
الآراء الفلسفية في الوعي:
- إن الفلاسفة الأوربيون من أمثال ولهام ليبنز ، وإيمانويل كانت ، وغوتفريد ، عينوا لحالة الوعي دور مركزي فعال أكثر ، أما بالنسبة للفيلسوف يوهان فريدريك فيربيرت فقد كان لديه تأثير مباشر في كل الدراسات والأبحاث الفلسفية اللاحقة باتجاه حالة الوعي ، فقد كتب في ذلك الأمر : (تتصف الأفكار بالكثافة أو الجودة ، ومن الممكن للأفكار بأن تنهي بعضها أو تعمل على دعم وتسهيل بعضها البعض).
- وقد أضاف قائلاً : (من الممكن للأفكار أن تنتقل من حالة واعية أي واقعية لحالة مزاجية لا إرادية أي لا وعي ، وهناك خط فاصل بين كلتا الحالتين يسمى عتبة الوعي) ، وقد كانت الصيغة التي توصل لها هيربيرت هي الخطوة الأولى بالنهج الذي اتخذه والد الفيزياء النفسية (غوستاف فيشنر) لاحقاً ، ذلك بالإضافة لصاحب مفهوم اللاوعي (سيغموند فرويد).
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات طبية عامة
التجارب المخبرية حول الوعي:
- يرجع تاريخ أول تجربة مخبرة على ظاهرة الوعي لسنة 1879م ، وهو تاريخ أول أبحاث مخبرة لويلهم ماكس وينديت عالم النفس الألماني ، وكان الغرض من هذه الأبحاث هو دراسة بنية وتركيبة الوعي ، بكل ما يحتويه من عناصر حسية ومن شعور ومن تصور ومن خيال ومن حركة ومن انتباه ومن ذاكرة ، إلخ من عناصر تعد امتداد لحالة الوعي.
- كان يعتمد في هذه الأبحاث على مجموعة من التقارير الناتجة عن تجارب أشخاص بحياتهم اليومية ، وقد قام إدوارد برادفورد تشنر العالم الأمريكي ، بتطوير ذلك النوع من الأبحاث ، فقد توصل لتوصيف بنية العقل من خلال اعتماده على هذه الطريقة ، وقد تمكن من خلالها أن يحدد أنواع التذوق ومناطقها باللسان ، ذلك بالإضافة لتقسيمها لأربعة أقسام وهم : (الملوحة ، والحموضة ، والمرارة ، والحلاوة).
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات مهمه عن الحياة