محتوي الموضوع
دعونا قبل أن نبدأ حديثنا اليوم عن كتاب كليلة ودمنة نأخذ اقتباس يعد من أجمل الاقتباسات الموجودة في الكتاب وهي : (من كان يصنع المعروف لبعض منافع الدنيا ، فإنما مثله فيما يبذل ويعطي ، كمثل الصياد وإلقائه الحب للطير لا يريد بذلك نفع الطير) ، حينما نتحدث يا سادة عن كليلة ودمنة فإننا نتحدث عن قصص مثيرة وحكايات جميلة مليئة بالإثارة والسرد الرائع فيما بين الحيوانات ، فهذه القصص المليئة بالحكم والعبر وأساطير الحيوانات ، وكل قصة من قصص الكتاب تروي حكايات شبيهة بحكايات المدينة الفاضلة المليئة بالأخلاق والخير ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على التعريف بكتاب كليلة ودمنة ، والتعريف بشخصية ابن المقفع ، وأصل الكتاب قبل الترجمة ، وغيرها من المعلومات ، فتابعوا معنا.
تعريف كليلة ودمنة:
- إن كليلة ودمنة تعد مجموعة من الروايات والحكايات ترجع للقرن الرابع الميلادي ، فقد كان يرويها الفيلسوف هندي الجنسية (بيدبا) لملكه (دبلشيم) وهي عبارة عن خلاصة من الحكم مروية بأسلوب مسلي على ألسنة الحيوانات ، ولها طابع مرتبط بالأخلاق والسياسة والحكمة ومنهج الحكم ، ومن ضمن ما كتبه ابن المقفع بباب عرض الكتاب :
- (هذا كتاب كليلة ودمنة ، وهو مما وضعه علماء الهند من الأمثال والأحاديث التي ألهموا أن يدخلوا فيها أبلغ ما وجدوا من القول في النحو الذي أرادوا ، ولم يزل العلماء من أهل كل ملة يلتمسون أن يعقل عنهم ، ويحتالون في ذلك بصنوف الحيل ، ويبتغون إخراج ما عندهم من العلل ، حتى كان من تلك العلل وضع هذا الكتاب على أفواه البهائم والطير) ، وتلك الروايات والحكايات قد ترجمت من اللغة الهندية للغة الفارسية على يد دكتور فارسي يسمى برزويه ، وقد ترجمها ابن المقفع للغة العربية ، فكانت من أوائل الكتب التي نقلت للعربية بتلك المدة.
للمزيد يمكنك قراءة : الكامل في التاريخ لابن الأثير
سيرة ابن المقفع:
- إنه عبد الله ابن المقفع المولود في عام 724 ميلادياً ، والمتوفى في عام 759 ميلادياً ، وهو يعد مفكر فارسي المنشأ اعتنق الدين الإسلامي ، وعاصر كلاً من الخلفاء الأمويين والعباسيين ، وكان يسمى باللغة الفارسية روزيه بن دادويه ، وقد لقب بابن المقفع لأن الحجاج بن يوسف الثقفي عاقب أباه وقام بضربه على يديه حتى تورمتا.
- وقد تعلم اللغة العربية وترجم الكثير من الكتب من اللغة الفارسية للغة العربية ، ومنها كتاب كليلة ودمنة ، ولم يكتف ابن المقفع بالترجمة وحسب ، بل إنه جعل من كتاباته فصل آخر يضاف لكلية ودمنة بقلمه ، أي أن ابن المقفع قد أضاف أبواب للكتاب كتبها هو بنفسه باللغة العربية ، وقد مر الزمان على هذا الكتاب وترجم للكثير من اللغات ، وقد صيغت بشتى الأجناس والأصناف الأدبية ما بين الروايات والقصص والشعر والترجمات.
شخصيات الكتاب:
- إن شخصيات كتاب كليلة ودمنة ما هي إلا حيوانات برية تعيش بالغابة ، فكليلة ودمنة هما حيوانين وهما : ابن آوى ، والملك أسد ، وخادمه ثور اسمه شترية ، وغيرها الكثير من حيوانات الغابة التي تدور جميع القصص على ألسنتها ، يدور كلام الحيوانات فيه عن الحكمة والأخلاق الحميد والخير ببناء المجتمع المتداخل بحياة اجتماعية ترتقي بأولاده.
- فكتاب كليلة ودمنة هو كتاب وضع على ألسنة الطيور والبهائم ومحتوي على الكثير من الرموز والإيحاءات من أجل إيصال تعاليم أخلاقية موجهة للأشخاص في المجتمع من مواطنين وحكام ، إنه كتاب مليء بحكايات الحيوانات التي لا تكاد تخلو منها باب من أبواب بكل باب حكاية طويلة متداخلة فيها حكايات قصيرة.
- إن الكتاب هادف وليس مجرد سرد لحكايات وروايات مملة ، بل يهدف للنصح الأخلاق ، وإصلاح المجتمع ويحتوي على الكثير من التوجيهات السياسية ، وسوف أذكر لكم بعض الأمثلة المختصرة عن بعض أبوابه.
- فعلى سبيل المثال باب الحمامة المطوقة يتكلم ويحث على التعاون ، وباب الأسد وخادمه يحكي خفايا السياسة الداخلية بالدولة ، وباب البوم والغربان يتحدث عن السياسة الخارجية ، وغيرها الكثير من الأبواب من باب القرد والغيلم ، الناسك وابن عرس ، اللبؤة والأسوار والشغبر ، الأسد وابن آوى ، الحمامة والثعلب ، والناسك والضيف ، ومالك الحزين.
للمزيد يمكنك قراءة : نبذة عن كتاب تكوين العقل العربي
للمزيد يمكنك قراءة : كتاب اشعار حب