محتوي الموضوع
لقد أوصى الله عز وجل عباده بالتقوى في كل وقت ، فقد قال تعالى : {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله} ، وأيضاً إنها وصية الأنبياء عليهم السلام لأتباعهم وأقوامهم ، فقد ورد في الحديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة) ، وعن نبي الله هو عليه السلام وعموم الأنبياء ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم وتوجيههم لأقوامهم قائلين : {إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون} ، وتقوى الله تعالى خير زاد يتزود به العبد المسلم للقاء خالقه ، فقد قال الله عز وجل : {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، الذين آمنوا وكانوا يتقون} ، فكان ذلك كله وغيره من الأفضال العائدة على المتقين دليل على أهميتها بحياة الإنسان ، ودافع ليبحث عنها ، ويستزيد منها ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على تعريف التقوى ، وكيفية تقوى الله في السر والعلن ، وصفات المتقين ، فتابعوا معنا.
تعريف التقوى:
- تعريف التقوى في اللغة : إن لفظ التقوى في اللغة اسم للفعل اتقى ، ويأتي بمعنى خشي وخاف ، فيقال : شديد التقوى أي أنه شديد التنسك والعبادة مخافة لله عز وجل ، وأصل لفظ التقوى من وقيا ، إلا أن الياء قلبت واو من أجل التفريق بين الاسم والصفة.
- تعريف التقوى اصطلاحاً : إن العلماء قاموا بتعريف التقوى بتعريفات كثيرة منها : تعريف ابن حبيب حيث قال : إن التقوى هي أن تعمل بطاعة الله تعالى على نور من الله تعالى ترجوا ثواب الله تعالى ، وأن تترك معصية الله على نور من الله ، تخاف عقاب الله ، فبذلك التعريف شملت التقوى كل معرف يؤديه العبد المسلم ، يبتغي به وجه الله عز وجل أولاً ، ثم يكون عمل خير وبر فيه رضوان الله عز وجل ، وبحقيقة التقوى قال ابن القيم : العمل بطاعة الله إيماناً واحتساباً ، أمراً ونهياً ، فيفعل ما أمر الله تعالى به ، إيماناً بالأمر وتصديقاً بوعده تعالى ، ويترك ما نهى الله تعالى عنه ، إيماناً بالنهي ، وخوفاً من وعيده.
للمزيد يمكنك قراءة : اتقوا الله ما استطعتم
تقوى الله في السر والعلن:
- إن كمال تقوى الله عز وجل يكون بإتيان طاعته وترك نواهيه في كل الظروف والحالات التي يمر بها الشخص ، فلو كانت تقوى الله تعالى في العلن أمام الناس سهلة قريبة المنال ، فإنها من الممكن أن تكون أصعب حين يختلي العبد المسلم بنفسه ، لا يراقبه إلا الله عز وجل وحده ، حينها تظهر حقيقة تقوى الله تعالى ومراقبته في قلب المسلم ، فقد قال الإمام الشافعي واصفاً ذلك : (أعز الأشياء ثلاثة : الجود من قلة ، والورع في خلوة ، وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف).
- فوصف الإمام الشافعي الورع وهو واحد من صفات المتقين ، على أنه من أعز الأمور الصعبة المنال ، أو تكاد تكون مفقودة بين البشر لو كان الإنسان خالياً لوحده ، ولقد امتدح الله عز وجل أهل مراقبته والإيمان به بالخلوات ، وخصهم بالذكر في محكم التنزيل أكثر من مرة ، حيث قال : {إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير}.
صفات المتقين:
- لقد ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم الكثير من صفات المتقين ، وبينها لأهلها ، ومن صفات المتقين الواردة في الكتاب :
- الإيمان بالغيب إيمان جازم ، حيث قال الله عز وجل : {ذلك الكتاب لا ريب فيه ، هدى للمتقين ، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ، ومما رزقناهم ينفقون}.
- العفو والصفح عن الزلات ، فقد قال الله تعالى : {وأن تعفوا أقرب للتقوى}.
- تحري الصدق بالأقوال والأفعال ، فقد قال الله عز وجل فيهم : {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون}.
- تعظيم دين الله تعالى وشعائره ، فقد قال الله عز وجل : {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}.
- تحري العدل والحكم به ، وعدم الظلم والجور ، فقد قال الله عز وجل : {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}.
- عدم الإصرار على الذنوب ، والإسراع في الاستغفار والتوبة ، فقد قال الله عز وجل : {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون}.
للمزيد يمكنك قراءة : نص خطبة حجة الوداع
للمزيد يمكنك قراءة : التقوى ما معنها وما فائدتها