علامات الساعة الكبرى هي أخر ما ستشهده الدنيا من علامات، وهي عشر علامات، وقد اختلف أهل العلم في ترتيب تلك العلامات؛ لأنه لم يصل إلينا نص صريح يرتب هذه العلامات بصورة زمنية، فالحديث الذي جُمعت فيه العلامات، وردت له العديد من الروايات، وكل رواية لها ترتيب يختلف عن الرواية الأخرى، وفي النهاية الله أعلم بالترتيب الزمني لحصول هذه العلامات، إلا أنه من المتيقن أنه إذا انكشفت علامة من علامات الساعة الكبرى فإن بقية العلامات تتبعها، كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: خروج الآيات بعضها على إثر بعض، يتتابعن كما تتابع الخرز في النظام» (رواه الطبراني في المعجم الأوسط).
ونحن في هذا الموضوع آخر علامات الساعة الكبرى ومعلومات حولها، نتعرض إلى ذكر هذه العلامات من علامات الساعة الكبرى، ونسأل الله تعالى التوفيق والسداد.
- علامات الساعة الكبرى تنقسم إلى قسمين: قسم من العلامات يراه المؤمنون، وقسم منها لا يراه إلا الكفار.
العلامات التي يراها المؤمنون:
- ظهور الدجال: وقد أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه حذيفة بن أسيد الغِفاري، قال: «طّلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال: «ما تذاكرون؟» قالوا: نذكر الساعة. قال: «إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات؛ فذكر: الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم» (رواه مسلم).
- نزول عيسى عليه السلام: وقد أخبر الله تعالى أن عيسى لم يُقتل ولم يُصلب بل رفعه الله تعالى إليه، وقد قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {وإنه لعلم للساعة}: «هو خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة» (رواه أحمد).
- وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حَكَمًا عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها» (رواه البخاري ومسلم).
- يأجوج ومأجوج: حيث أخبر الله تعالى عن خروجهم في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ . وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ} [الأنبياء: 96- 97].
- وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث النواس بن سمعان: «ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبريّة، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرّة ماء» (رواه مسلم).
- طلوع الشمس من مغربها: ففي الحديث: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت من مغربها ورآها الناس آمنوا جميعًا، فذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل» (رواه البخاري ومسلم).
- خروج الدابة: فقد قال الله تعالى: «وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ» [النمل: 82].
- وقال صلى الله عليه وسلم: «إن أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحًى، فأيتهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبًا» (رواه أحمد ومسلم وأبو داود).
- الدخان: لقوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10]. وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن ربكم أنذركم ثلاثًا: الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة، ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه، والثانية الدابة، والثالثة الدجال».
العلامات التي لا يراها إلا الكفار وآخر العلامات ظهورًا:
- هي ثلاثة خسوف كما جاء في الحديث الشريف: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، ثم تخرج نار من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.
- ثم العلامة الأخيرة خروج نار من اليمن: وهي نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم، كما جاء في الحديث: «وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم» (رواه مسلم).
كان هذا ختام موضوعنا حول آخر علامات الساعة الكبرى ومعلومات حولها، قدمنا خلال هذه المقالة بعض المعلومات اليسيرة حول علامات الساعة الكبرى، وذكرنا عشر علامات وذكرنا بعض النصوص من الكتاب والسنة والتي فيها تأكيد على هذه العلامات وأنها ستظهر في آخر الزمان، ولا بد أن يعلم المسلم أن بمجرد ظهور علامة واحدة من علامات الساعة الكبرى فإن بقية العلامات تأتي على إثرها، وآخر العلامات ظهورًا هي نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم كما أخبر الصادق صلى الله عليه وسلم.