أبلغ بيت شعر في الرثاء قوى مؤثر جدا مؤلم
محتوي الموضوع
أبلغ بيت شعر في الرثاء، يعرف الرثاء بانه ذكر للمتوفى مع ذكر محاسنه واخلاقه الكريمة كالشجاعة، والكرم، والعفة، وغيرها من الخصال الحميدة. وفى الرثاء يصف الشاعر حاله بعد فقدان شخص عزيز على قلبه وما يحمله من حزن شديد عليه. وشعر الرثاء متعدد فمنها ما هو متعلق برثاء الاب او الام او الابن او الابنة او الاخ او الاخت او الزوج او الزوجة، وكلما كانت الصلة قوية بين الشاعر وبين المتوفى، كلما كانت القصيدة قوية وعميقة فى معانيها، وفيما تتضمنه من عاطفة قوية متأججة.
ومن خلال موقعنا (موقع احلم) سنقدم لحضراتكم باقة من ابلغ ابيات الشعر المتعلقة بالرثاء، فهيا بنا لنبدأ.
قصيدة فى رثاء الاب للشاعر نزار قبانى
أبي
أمات أبوك؟
ضلالٌ! أنا لا يموت أبي.
ففي البيت منه
روائح ربٍ.. وذكرى نبي
هنا ركنه.. تلك أشياؤه
تفتق عن ألف غصنٍ صبي
جريدته. تبغه. متكاه
كأن أبي – بعد – لم يذهب
وصحن الرماد.. وفنجانه
على حاله.. بعد لم يشرب
ونظارتاه.. أيسلو الزجاج
عيوناً أشف من المغرب؟
بقاياه، في الحجرات الفساح
بقايا النور على الملعب
أجول الزوايا عليه، فحيث
أمر .. أمر على معشب
أشد يديه.. أميل عليه
أصلي على صدره المتعب
أبي.. لم يزل بيننا، والحديث
حديث الكؤوس على المشرب
يسامرنا.. فالدوالي الحبالى
توالد من ثغره الطيب..
أبي خبراً كان من جنةٍ
ومعنى من الأرحب الأرحب..
وعينا أبي.. ملجأٌ للنجوم
فهل يذكر الشرق عيني أبي؟
بذاكرة الصيف من والدي
كرومٌ، وذاكرة الكوكب..
*
أبي يا أبي .. إن تاريخ طيبٍ
وراءك يمشي، فلا تعتب..
على اسمك نمضي، فمن طيبٍ
شهي المجاني، إلى أطيب
حملتك في صحو عيني.. حتى
تهيأ للناس أني أبي..
أشيلك حتى بنبرة صوتي
فكيف ذهبت.. ولا زلت بي؟
*
إذا فلة الدار أعطت لدينا
ففي البيت ألف فمٍ مذهب
فتحنا لتموز أبوابنا
ففي الصيف لا بد يأتي أبي..
♥♥♥♥♥
قصيدة فى رثاء الام للشاعر عبدالله البردوني
تركـتني هـا هـنا بـين الـعذاب
ومـضت ، يا طول حزني واكتئابي
تـركـتني لـلـشقا وحــدي
هـنا واسـتراحت وحـدها بـين الـتراب
حـيـث لا جــور و لا بـغي ولا
تـنـبي و تـنـبي بـالـخراب
حــيـث لا سـيـف و لا قـنـبل
حـيث لا حـرب و لا لـمع حـراب
حـيـث لا قـيـد و لا ســوط
و لا ألـم يـطـغى و مـظلوم يـحابي
خـلّـفتني أذكــر الـصـفو
كـما يـذكـر الـشـيخ خـيالات الـشباب
و نــأت عـنّـي و شـوقي حـولها الماضي
و بي – أوّاه – ما بي و دعـاهـا حـاصـد الـعمر
إلـى حـيث أدعـوها فـتعيا عـن جوابي
حـيـث أدعـوهـا فــلا يـسمعني
غـير صـمت الـقبر و القفر اليباب
مـوتـها كــان مـصـابي كـلّـه و حـيـاتي
بـعدها فـوق مـصابي أيــن مـنّي
ظـلّها الـحاني و قـد ذهـبـت عـنّي
إلـى غـير إيـاب سـحـبت أيّـامـها الـجرحى
عـلى لـفـحة الـبيد و أشـواك الـهضاب
ومـضت فـي طـرق الـعمر
فـمن مـسلك صـعب إلـى دنـيا صـعاب
وانـتهت حـيث انـتهى الـشوط بها
فـاطـمأنّت تـحت أسـتار الـغياب
آه ” يــا أمّـي ” و أشـواك الأسـى
تـلهب الأوجـاع فـي قـلبي المذاب فـيـك
ودّعــت شـبابي والـصبا
وانـطوت خـلفي حـلاوات التصابي
كـيـف أنـسـاك و ذكـراك عـلى سـفـر
أيّـامي كـتاب فـي كـتاب
إنّ ذكـــراك ورائــي وعـلـى وجـهتي
حـيث مـجيئي وذهـابي كــم تـذكّـرت
يـديـك وهـمـا فـي يـدي أو فـي طعامي
و شرابي كـــان يـضـنيك نـحـولي
وإذا مـسّـني الـبـرد فـزنـداك ثـيابي
وإذا أبـكـانـي الـجـوع ولــم تـملكي شـيئا
سـوى الـوعد الكذّاب هـدهـدت كـفـاك رأســي
مـثلما هـدهـد الـفجر ريـاحين الـرّوابي
كــم هـدتـني يـدم الـسمرا
إلـى حقلنا في (الغول) في (قاع الرحاب)
وإلــى الـوادي إلـى الـظلّ إلـى حـيث
يـلقي الـروض أنفاس الملاب
وسـواقـي الـنـهر تـلقي لـحنها ذائـبًا
كـاللطف فـي حـلو الـعتاب
كـــم تـمـنّينا وكــم دلّـلـتني تـحت صمت اللّيل
والشهب الخوابي كــم بـكـت عـيـناك
لـمّا رأتـا بـصري يـطفا و يطوي في الحجاب
و تـذكّـرت مـصـيري و الـجوى بـين جـنبيك
جـراح فـي الـتهاب
هــا أنــا يـا أمّـي الـيوم فـتى طـائـر الـصـيت
بـعيد الـشهاب أمــلأ الـتـاريخ
لـحـنا وصـدى و تـغـني فـي ربـا الـخلد
ربـابي فـاسمعي يـا أمّ صـوتي
وارقـصي مـن وراء الـقبر كـالحورا الـكعاب
هــا أنــا يـا أمّ أرثـيك
و فـي شـجو هـذا الشعر
شجوي و انتحابي
♥♥♥♥♥