أم المؤمنين خديجة بنت خويلد هي أول زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت نِعْمَ الزوجة المُعينة لزوجها، الصابرة على البأساء والضراء، وقد اصطفى الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم خير النساء، فجاءت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها مثالًا على هذا الاصطفاء الذي اصطفاه الله تعالى لزوجات نبيه صلى الله عليه وسلم، فقد كانت نموذجًا فريدًا من نماذج التضحية في سبيل الحق والدين، وكانت تقدم الدعم المادي والمعنوي لدعوة الإسلام، واستجابت لهذه الدعوة منذ أول لحظة، فلم تتردد أبدًا رضي الله تعالى عنها.
ونحن في هذا الموضوع أبناء السيدة خديجة قبل زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم، نتعرض إلى نبذة عن سيرة أم المؤمنين خديجة وعن أبنائها قبل زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحول فضائلها العديدة في الإسلام.
أبناء السيدة خديجة قبل زواجها :
- لقد تزوجت السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها قبل زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم برجلين، وقد أنجبت منهما.
- أولهما: عتيق بن عائذ بن مخزوم، وقد ولدت له خديجة رضي الله عنها جارية اسمها هند.
- ثانيهما: أبو هالة التميمي، وقد ولدت له السيدة خديجة رضي الله عنها ثلاثة أولاد: هند وهالة والطاهر.
- وقيل في بعض الروايات: إنها تزوجت أولًا من أبي هالة، ثم بعد ذلك تزوجت بعتيق.
- وقد أسلم أولادها الأربعة ونالوا شرف صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد عدَّهم العلماء من جملة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تولى بعضهم بعض الأعمال للنبي صلى الله عليه وسلم.
نبذة حول سيرتها العطرة:
- هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية، وهي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول من صدَّق ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تزوج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعثته بخمسة عشر عامًا، وقد قيل أكثر من ذلك.
- وقد كان سبب ميلها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما تحدث به غلامها ميسرة مما رآه من علامات النبوة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك مما سمعته من الراهب بحيرى في حقه حين سافر معه ميسرة في تجارة لخديجة رضي الله عنها، ولما كان يتمتع به صلى الله عليه وسلم من أخلاق عالية لم يكن يتمتع بها أحد من الرجال.
- وقد ولدت من النبي صلى الله عليه وسلم أبناءه كلهم عدا إبراهيم، وكان أسنَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت أم المؤمنين رضي الله عنها ذات شرف وعفاف، وكانت كثيرة المال، وحين تأيمت تمناها كل أشراف مكة، وحين سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم في تجارتها ولما سبق من ذكر ما عرفته عنه من خِلَال وصفات النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة؛ كل ذلك شجَّعها على الرغبة في الزواج بالنبي صلى الله عليه وسلم.
فضائلها:
- إن فضائل أم المؤمنين خديجة فوق الحصر، فقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تدل على عظم شرفها ومكانتها في الإسلام، وعِظَم الأجر الذي ستناله في الآخرة عند الله سبحانه وتعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشِّرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، وقد جاء الحديث في صحيح البخاري: (خير نسائها مريم، وخير نسائها خديجة).
كان هذا ختام موضوعنا حول أبناء السيدة خديجة قبل زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم، قدمنا خلال هذه المقالة نبذة يسيرة حول سيرة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله تعالى عنها، وهي سيرة عطرة مليئة بالنضال والتضحية من أجل الدعوة الإسلامية ومن أجل الوقوف بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت نعم الزوجة الصابرة الأبية التي تفتدي دين الله تعالى بكل ما لديها، وقد تعرضنا لبعض فضائلها الغزيرة رضي الله تعالى عنها، ورحمها الله تعالى رحمة واسعة.