المدح في الشعر هو حسن الثناء، ووصف الإنسان وصفاً جميلاً ووصف فضائله، فالمدح قديم الظهور، حيث يعتقد بأن المدح فن قديم جداً متصل بالعاطفة القديمة، فالمدح فن عريق لكنه لم يتم حفظه بالتراث العربي القديم، ويرجع ذلك لأن دواعي حفظه لم تكن قوية كبقية الفنون والأعمال الأخرى، ويقول البعض بأن المدح قد امتزج بفن الغزل منذ قديم الزمن، لأن الغزل يكثر فيه الثناء على المحبوب، لأجل هذا كان المدح محتجباً خلف ستار الغزل، كما أن المدح قد وجد تحت طيات الفخر والعزة، فقد اعتبر المدح من الفخر وبعد هذا حدث للمدح أن تطور وظهر الكثير من شعراء المدح كامرؤ القيس والأعشي والنابغة الذبياني وغيرهم من الشعار الكثير، وأيضاً في المقابل قد ترفع كثير من الشعراء عن المدح كعمر بن أبي ربيعة وجميل بن معمر والعباس بن الأحنف وغيرهم الكثير.
وفي مقالتنا اليوم سنقدم لحضراتكم موضوع تحت عنوان أبيات شعر مدح الملوك والأمراء لمجموعة من شعراء العرب، سنسرد باقة مميزة وجميلة من أجمل وأحلى ما ألف وكتب الشعراء في المدح.
أبيات شعر في مدح الملوك والأمراء:
أبيات شعر لعنترة بن شداد في مدح الملك زهير بن جذيمه العبسي :
واتكالي على الذي لكما أبصر * ذلي يزيد في تعظيمي
ومعيني على النوائب ليث * هو ذخري وفارج لهمومي
ملك تسجد الملوك لذكرا * هُ وتومي إليه بالتفخيم
وإذا سار سابقته المنايا * نحو أعداه قبل يوم القدوم
أبيات شعر لعنترة بن شداد في مدح الملك الفارسي كسرى أنوشروان :
يا أيها الملكُ الذي راحاتُهُ * قامَتْ مَقامَ الغيْثِ في أزمانِهِ
يا قِبْلَة َ القُصَّادِ يا تاجَ العُلا * يا بدْر هذا العصر في كيوانه
يا مُخجِلاً نَوْءَ السَّماء بجُودهِ * يا مُنْقذَ المحزونِ منْ أحزانه
يا ساكِنينَ ديارَ عبْس إنني * لاَقيْتُ منْ كِسرى ومنْ إحْسانه
ما ليْس يوصَفُ أو يُقَدَّرُ أوْ يَفي * أوْصافَهُ أحدٌ بوَصْفِ لسانه
ملكٌ حوى رتبَ المعالي كلّها * بسموِّ مجدٍ حلَّ في إيوانه
مولى به شرفَ الزَّمانُ وأهلهُ * والدَّهْرُ نالَ الفَخْرَ من تيجانه
وإذا سطا خافَ الأنامُ جميعهم * منْ بأْسهِ واللّيثُ عنْد عِيانِه
ملكٌ إذا ما جالَ في يوم اللّقا * وَقَفَ العدُّو مُحيَّرا في شانه
والنَّصْرُ من جُلَسائِهِ دونَ الورى * والسَّعد والإقبالُ من أعوَانه
فلأشكرنَّ صنيعه بينَ الملا * وأُطاعِنُ الفُرْسانَ في مَيْدانِهِ
أبيات شعر لحسان بن ثابت في مدح أمراء البلاط الغساني قبل الإسلام :
يُغشَوْنَ، حتى ما تهِرُّ كلابُهُمْ * لا يسألونَ عنِ اليوادِ المقبلِ
يسقونَ منْ وردَ البريصَ عليهمِ * بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرّحِيقِ السَّلسَلِ
بِيضُ الوُجُوهِ ، كريمَة أحسابُهُمْ * شُمُّ الأنوفِ ، من الطّرَازِ الأوّلِ
أبيات شعر للنابغة الذبياني في مدح الملك الغساني عمرو بن الحارث وقومه بعد أن هرب من النعمان بن المنذر :
كليني لهمٍ ، يا أميمة ، ناصبِ * وليلٍ أقاسيهِ ، بطيءِ الكواكبِ
عليَّ لعمرو نعمة ، بعد نعمة * لوالِدِه ، ليست بذاتِ عَقارِبِ
وثقتُ له النصرِ ، إذ قيلَ قد غزتْ * كتائبُ منْ غسانَ ، غيرُ أشائبِ
إذا ما غزوا بالجيشِ ، حلقَ فوقهمْ * عَصائبُ طَيرٍ ، تَهتَدي بعَصائبِ
ولا عَيبَ فيهِمْ غيرَ أنّ سُيُوفَهُم * بهنّ فلولٌ منْ قراعِ الكتائبِ
أبيات مدح قصيرة:
أبيات شعر لعروة بن الورد في مدح سيد القوم ربيع :
لِكُلِّ أُناسٍ سَيِّدٌ يَعرِفونَهُ * وَسَيِّدُنا حَتّى المَماتِ رَبيعُ
إِذا أَمَرَتني بِالعُقوقِ حَليلَتي * فَلَم أَعصِها إِنّي إِذاً لَمَضيعُ
أبيات شعر لزهير بن أبي سلمى في مدح هرم بن سنان :
بل اذكرن خير قيس كلها حسبا * وخيرها نائلا وخيرها خلقا
وذاك أحزمهم رأيا إذا نبأ * من الحوادث غادى الناس أو طرقا
من يلق يوما على علاته هرما * يلق السماحة منه والندى خلقا
لو نال حي من الدنيا بمنزلة * أفق السماء لنالت كفه الأفقا
أبيات شعر للأعشى في مدح هوذة بن علي سيد بني حنيفة :
إلى هَوْذَة َ الوَهّاب أهْدَيْتُ مِدحتي * أرجّي نوالا فاضلاً منْ عطائكا
سَمِعتُ بسَمعِ البَاعِ وَالجودِ وَالندى * فأدلَيتُ دَلْوِي ، فاستَقتْ برِشائِكَا
فتى يَحمِلُ الأعباءَ ، لَوْ كانَ غَيرُهُ * من النّاسِ لمْ ينهضْ بها متماسكا
وَأنْتَ الّذِي عَوّدْتَني أنْ تَرِيشَني * وَأنْتَ الّذِي آوَيْتَني في ظِلالِكَا
وإنّكَ فِيمَا بَيْنَنَا فيّ مُوزَعٌ * بخيرٍ ، وإنّي مولعٌ بثنائكا
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام موضوعنا اليوم وقد دار حديثنا وكلامنا في هذا الموضوع حول أبيات شعر مدح الملوك والأمراء لمجموعة من شعراء العرب، قدمنا لحضراتكم مجموعة كبيرة من أشعار المدح، كما أرفقنا فقرتين رائعتين من الفقرات كان أول فقرة تحدثنا فيها حول أبيات شعر في مدح الملوك والأمراء، قدمنا في هذه الفقرة مجموعة كبيرة جداً من الأشعار في المدح للملوك وللأمراء ألفها وكتبها مجموعة من عمالقة الشعراء العرب حينئذ، وقدمنا في ثاني فقرة أبيات مدح قصيرة، قدمنا أيضاً في هذه الفقرة مجموعة من الأبيات القصيرة في المدح.
قصيدة شعرية في مدح الدرهم لأحد الشعراء القدامي.